مقدمة

431 6 10
                                    

<<كُفُّوا أَيّدِيكُمُ عَنْهُ أَيَا أَهَالِي، ذاك حبيبي لي و مِنِّي و فيَّ أرأفوا بِحَالِي>>

مخيف، صمتها مخيف،
سكونها، سكوتها، يبدوا مخيفا حد الهلاك لتلك التي تؤويها بأحضانها، عانت الأمرين في محاولة جعلها تصرخ، أو تنتحب، تبكي و تنادي لكنها لم تنجح و ذاك ما أخافها.... خالدة أو كما تناديها زوجة خالها "Kaleeda" صامتة، ساكنة ساكتة منذ ساعات تنضر للعدم، تحوي أفكارها اللاشيء غير مدركة ما يجول حولها منذ تلك اللحظة....منذ نضرتها الأخيرة لوالديها يتخبطان في بحر دمائهما، كان وقع ما رأته أقوى من أن تتحمله، فتاة في عمر السابعة عشر، عائلتها المتكونة من والديها وحسب لا غير إختفت في لمح بالبصر.... منذ ساعات قليلة كانت تنادي أمها تلاعبها... تحدثها.... تقبلها تبتسم لوالدها و تسابقه في لعبة الأحرف المتقطعة .... والآن،في لحظة من لحظات هذا الزمان السحيق إختفيا،كأن لم يكن لهما وجود، لذا كانت ردة فعلها الوحيدة.... التوهان في اللاشيئ....

ثلاثة أيام مرت! على وجودها في بيت خالها...
و لحد اللحظة الراهنة لا أحد يدري، ما بها Kaleeda, بما تفكر Kaleeda, لمن تبتسم بين الفينة والأخرى تلك الkaleeda, تجعل الجميع في حيرة من أمرهم...







__________________________________

رغم أن لا صلة دموية تجمع بينها و بين القابعة في أحضانها إلا أنها، تحبها، حبا جما لاما بكل ما فيها، تراها فتاتها التي لطالما تمنت أن تحمل بمثلها في بطنها، كلن الأقدار لم تشأ، لذلك ما كان لها إلا أن تحب إبنة أخت زوجها ذاك الحب الجم! كيف لا و منذ أن ولدت لا تفارقها تزورها، تلاعبها، تطبخ لها، تطعمها تسقيها تؤويها لا تؤذيها... تجعلها تنام في أحضانها كلما زارها النعاس... كما الآن تماما
لكن هذه المرة مختلفة عن ما سبق، هي الآن عاجزة تمام العجز عن مساعدتها، عن إخبارها أن كل شيء سيتحسن و أن كل شيء سيكون بخير..... لن يكون أي شيء بخير بعد الآن بالنسبة لها، Kaleeda تعاني، و جيون هاري لا تستطيع مساعدتها، جيون هاري تحب Kaleeda لكنها عاجزة تمام العجز عن شفاءها هذه المرة...


__________________________________


تفتح عيناها المحمرتان ببطئ، تشعر بألم الأكوان السبع صب من علوٍّ على كتفيها، قلبها جسدها بكل أعضائه، روحها تنتحب بشدة

تحاول إستيعاب ما يدور حولها، أين هي، متى كيف، لم، حتى ما؟؟؟؟
تستدير بثقل جسدها لتتفطن ليدين رقيقتين تحاوطانها..... نضرت لها ببطئ.... قابلت وجهها، تمعنت تفاصيلها رموشها المسدلة بتعب، عيونها المنتفخة دلالة على بكاء طويل و مرهق... لكن ردة فعلها لم تكن كعادته سابقا : قبل على تلك العيون و الخدود الحمراء السمينة... عناق دافئ لأمها الثانية كما كانت تدعوها! ....
هذه المرة فقط... تأملتها و عادت للتوهان في عالم من العبث....ليس لها رغبة في أي شيء... تشعر بأنها و على صغر سنها قد فقدت كل رغبتها في الحياة... في تواجدها هنا و الآن كل ما تريده هو الإختفاء اي و كأنها لم توجد من قبل أبدا





__________________________________
مر أسبوع و ثان و ثالث... وهاهو شهر.... و خالدة على ذات حالها.... رغم أنها زارت الطبيب و زارها لمرات تحصى... رغم تحدث خالها مرارا معها... رغم معانقة زوجة خالها لها كل ليلة و اغداقها بالقبل و الكثير من الحب... الا انها لم تتحدث الا كلمات معدودة.... قد لا تعتبر كلمات حتى.. كنعم و حسنا.. و بخير.. و لا و شكرا... فقط و لم تزد على ذلك الا أنفاسها الثقيلة.... غير عابئة بشيء
لم تزر الثانوية منذ شهر.... لم ترى اصدقاءها... حتى الطعام وهو أحب الأشياء إلى قلبها و كما أسمته قبل دائما "كنزها الثمين" صارت تأكل منه فقط ما يسد جوعها كي لا يزيدها ألم جوعها ثقلا ووهنا على وهن.....
و تمر الأيام عليها ثقالا، جبالا، أطنانا من الهموم،.. و لاشيء يتبدل... بل وحالها يزداد سوءا... و كلماتها تزداد صعوبة.... جسد بلا روح هي




آسفة بارت قصير
لإنو تجربتي الأولى
رأيكم 🙏🙏🙏💜💜💜💜💜💜

Feeling حيث تعيش القصص. اكتشف الآن