٣

33 3 0
                                    


<وبعد طول غياب جئتني تقول مرحبا،
و ابى قلبي إيلامك، أو ملامك، وقد عانقك و أوداك أعمق نقطة فيه،💜❤️>



بكاء، نحيب، شهقات مختنقة، هذا كل ما يسمع في ذاك البيت، بينما تعانقه بين يديها، تحشر ذاتها و كيانها و كل كلها داخل حضن من ذاقت ذرعا بفراقه، أخيرا بعد خمس سنوات متتابعة دون لقاء، أخيرا ها هو ذا هنا جيون جونغكوك، روح أمه، فلذة كبد جيون هاري يعانقها بكل ما أوتي من قوة و يبكي هو الآخر، يبكي سعادة، بعد ما ذاقه من غربة!
في حين يراقبهما كل من والده و تايهيونغ و آخاه الأصغر الكل يبكي، الكل سعيد هنا، الكل مشتاق، لحبيب قلبهم المميز، شخصهم اللطيف و الفريد من نوعه جونغكوك!
عانق الجميع و سلم عليهم، أكل طعام والدته، و قد شعر وأخيرا بالشبع، بعد 5 سنوات شبع أخيراً و كأن روحه من تتمتع بذاك الطعام، و بعد يوم طويل، كان كالحلم قد قضاه وسط أحبابه، في حضن أمه، هاهو ذا يستلقي بجسده المنهك فوق فراشه، لم يتغير شيء؛ نفس الفراش؛ نفس الوسادة؛ الدولاب و الطاولة حافضت أمه على كل أشياءه و كأنه يعيش بينهم، و هذا ما جعل قلبه يرفرف بسعادة و حب و أمتنان كبير الرب الذي منحه أما كهذه، دائما ما يحدث نفسه أن أمه حقا هبة ربانية، محظوظ هو بها!





__________________________________

أكملت جولتها الطويلة، تسكعت كعادتها في أزقة المدينة، نظرت للبحر طويلا، وهاهي ذي تعود أدراجها إلى مكان باتت تمقته، تراه سجنها، هناك أجبروها، هناك إستغلوا ضعفها، هناك ضهرت صورتها الحقيقية كkaleeda العاجزة، هذا ما أملاه عليها عقلها في طريقها لبيت خالها، وأخيرا وصلت و سحبت نفسها سحبا نحو غرفتها، دخلت، نزعت كل ملابسها و كعادتها إستلقت بعرييها فوق ملاءات سريرها، تفكر و تفكر تأخذها أفكارها الشيطانية إلى ما لا يخطر على عقل بشر، تتلوى هي حرفيا من شدة ألم أفكارها، أفكارها مؤلمة.
قطع صوت أفكارها، غرغرة معدتها، يقتلها جوعها، لم تشبع معدتها من البارحة.
دثرت جسدها الصغير وسط ملاءة السرير، أخذت قدميها العاريتان، الحافيتان و إتجهت نحو المطبخ متسللة، كسارق أواخر الليالي.
نظرت للطعام فوجدته كثيرا منوعا،يبدو فعلا شهيا، تساءلت بينها و بين ذاتها, أن هل أقامو مأدوبة إحتفالا بخطبتها، هذا ما تبادر لذهنها لوهلة!
لكنها فزعت و أرتجت أوصالها و بسقت ما في فمها ما إن جاءها صوت خطوات يقترب من المطبخ، نظرت في الأرجاء و ما كان لها إلا أن تختبأ تحت سفرة الطعام غير دارية أساسا لما قد تفعل ذلك....


__________________________________



بينما يحادث أحد أصدقاءه على الهاتف، شعر بجوع خفيف زار معدته، لذا ودع صديقة، وإستقام هاما بالذهاب إلى المطبخ، متخيلا مذاق طعام والدته حبيبته، دخل المطبخ، لكنه تراجع بضع خطوات عندما رأى جسدا صغيرا يحاول الدخول تحت مائدة الطعام، إستغرب في البداية لكنه فكر بأنه لطيفه الصغير يحاول ممازحته، لذا توغل أكثر إلى الداخل و أخذ يضع الأكل في الصحون و ينقله فوق المائدة،نقل بصره إلى الصحن الآخر الموضوع على الطاولة ثم إبتسم، جلس، وأخذ يتلذذ الطعام و يصنع أصوات لطيفة بشفتيه، ثم قام يركل بقدميه في الفضاء تحت الطاولة، وهذا مالم يرق القابعة هناك،
و من العدم تشكلت لجونغكوك فتاة ممشوقة القوام، ذات حسن آسر، و تقريبا شبه عارية....
قطع جونغكوك ما كان يفعله و أخذ يمعن النظر بالملاك الواقف حذوه، يحفظ تفاصيلها و في نفس الآن يحاول إيقاظ نفسه من هذا الحلم الجميل،
قطع شروده سحب تلك الملاك للكرس المجاور لها، فأخذ يقطب حاجبيه و ينظر لها بعدم تصديق بينما هي تأكل بشراهة و فوضوية تتعارض تمام التعارض مع شكلها الآسر للعيون،
تأملها بدقائق ليست بقليلة بينما لم تعطيه ولو نظرة واحدة في المقابل، أخذ يسترجع عقلة عله يجد أجوبة للأسئلة الكثيرة التي تدور في عقله، و عندها تذكر ما قصته له أمه عن إبنة عمته و خطيبة أخيه Kaleeda, فإبتسم بلطف و تمتم بصوت شبه مسموع
<Kaleeda??? >
رمقته الأخرى بنضرات غير سارة، فإبتلع ريقة،
و حاول تلطيف الأجواء و تغيير الموقف، فتحمحم و نطق ثانية؛
<أ. أنا جيون جونغكوك ،إبن خالكي، لقد كنت مسافرا، وعدت للتو من الخا.. >
و بينما يحاول جاهدا صنع حوار لطيف معها، التعرف بها بما آنها ستكون فردا من العائلة و ربما صنع صداقة معها كونها طفلة يتيمة هنا، إستقامت هي بجذعها، أخذت صحنها وضعته بشكل مبعثر في غسالة الصحون و خرجت دون أن تنبس بكلمة واحدة... و هذا ما أزعج جيون بشكل مجنون، بالنسبة له مهما كانت حالتك النفسية لا يحق لك التعامل مع الآخرين بفضاضة فلاهم السبب في ما تعانيه ولا إشمئزازك منهم سيحل مابك، أكمل طعامه و عاد لغرفته متسائلا كيف لتايهيونغ أن يعايش فتاتا مثلها او يتحملها!؟







بس كذا
لطفا، فضلا وليس أمرا، إدعموني لإستمر 🥺🙏🙏🥺🥺🥺🥺







Feeling حيث تعيش القصص. اكتشف الآن