-8-

905 64 104
                                    

"هَذا ما أعانِي مِنه ...الإنفصام"

هَمهَمت تراقِب ملامِحه الجادة التِي تركز نَحو السمَاء مرت لحظَات حتى رَن هاتِفه ليمسِكه بِملل.

"ألن ترُد ؟"
سألته بَعد أن رأته يعيد هاتِفه لجيبِه.

"لا إنهُ سانزُو ...إمَا وقع فِي مشكلة أو انه يشعُر بالمَلل ويريد الخُروج للشُرب"
تذمَر ران وقَلب عيناه.

قَهقهاتُها الخفِيفة جعلتهُ يحوِل أبصاره إليها.

"هُو يبدو مخيفًا لكن قد يكُون لطِيفًا مِن الداخِل"
علقَت مارسَال بعد أن توقفت عَن الضحِك.

"أجل سانزُو لطِيف ...هُو شخص جَيد في الأخِير كان صدِيقي الوحِيد بعد ريندُو"
حادَثها بإبتسامَة.

عَم الصمت للحظَة.

"هَل لازِلت تزور الطبِيب النفسِي ؟"

"لا أعتقِد أنه مر وقت طوِيل جدًا على آخِر مرة زُرته فِيها"
أجابها بهدوء.

همهمت بتفهم ...على الرغم مِن أنها تملِك العدِيد من الأسئِلة إلا أنها اختارت أن لا تسأله ،تعلمُ أن الحدِيث حول إضطرَاب نَفسي يُغير مِن سلوكَاتك أمر غَير مُريح.

أسندَ رأسهُ على كَتِفها بهدُوء ...قشعريرة سارَت نحو أطرافِها لثوانٍ.

"لم أذهَب مُنذ وَفاة والدتِي ...كانت السَبب في رغبتِي بأن أتعالج لَكن الآن ...كُل شيء تَدمر منذ رحيلهَا أعتقد أننِي لن أكُون سعيدًا مرة أخرَى"
تَكلم رَان بنبرَة ثابِتة وخالية مِن المشاعِر.

"لا يُمكنُك الإنتِظار حتَى تُصبح الحَياة سَهلة قَبل أن تُقرر أن تَكون سعيدًا"
أردَفت بلُطف تُحاوِل مواساته.

"أنا واثِقة أن لو كَانت والدتُك حَية كَانت ستحزَن بسبب إهمالِك للعلاَج"

رَفعت إصبَعها تُجاه السمَاء.

"أظُن أنها قد تكُون حزينة الآن وهِي تراقِبكَ مِن هُناك"

تنَهد بِعمق كأنه يُحاوِل إخراج غصَتِه.

"يُمكنُك أن تُكلمِها ...مَن يعلم يُقال أن الموتَى يسمَعون شكوَى أحِبائهم والأشخاص القرِيبين لقلوبِهم"

"إشتقتُ إليكِ ...أُمي"
تمتم بِضعف ...حاوطت كَتفه بذراعِها.

لا يزال يضعُ رأسهُ على كَتفها وهي تَحتضِن كتفَه بلطف تحت قطرَات المطَر ...هربت تِلك القطة تحتَمي مِن المطَر بعد أن إزداد غزارة.

قَمَرِي الأحمَر : مُنفَصِم.Where stories live. Discover now