الفصل الثالث...
عادت قمر لمنزلهم بعد تعب يوم طويل بالمدرسه خاصه بوجود ذاك الطفل الصامت المليئه عيناه الزرقاء الفريده من نوعهن خاصه في هذه المنطقه من البلاد بالحزن الشديد
دخلت لتجد أخيها ووالدتها المنزعجه والتي لمحت ملامحها بسهوله
مساء الخير قالتها بتعجب
محمد بحده :- عايزكِ في موضوع
جوهره بغضب :- هوه أنت مش بتفهم الكلام ليه يا محمد !! قلت لك لا يعني لا
نهض محمد مزمجرًا :- خلليها جنبك لحد ما تعفن وتنسى انها بنت
ردت جواهر بغضب :-حد قالك أني مضايقه من وجودها !! خليها جنبي مش أفضل اني أبيعها لراجل أكبر من ابوها زي الحاج عثمان ، دا متجوز أكثر من عشر مرات وعلى ذمته تلاته ، أنته مش مكسوف من روحك وأنت عايزني أجوز أختك لراجل اصغر ولاده اكبر منها ، دا أبوك لو عرف هيطربق الدنيا على دماغك
فهمت هنا قمر ما يحدث فـ الأمر لا يحتاج لذكاء لتعلم بأن شقيقها يريد القاءها في مكب قمامة أي رجل كعادته بجلب الرجال الكبار في السن لها و كأنها يائسه لهذه الدرجه من حياتها
لم تستفيق الا على أصتدام كتف اخيها الغاضب بكتفها وهو يزمجر بكلمات مغتضبه بينما يغلق الباب خلفه بعنف شديد
نظرت نحو والدتها ودموعها تكاثفت على عيناها السمراء بينما والدتها أقتربت منها قائله بحنو :- متزعليش يا حببتي دا أخوكي بيحبك و عايز مصلحتك بس مش عارف ازاي
أنزلت قمر رأسها لتسمح لدموعها بالهبوط وهي ترد ببكاء :- مش زعلانه عادي ياماما دا انا على حد قولهم بلا " مشاعر " وما بتأثرش لا بكلامهم الجارح ولا بتلقيحاتهم علي حتى كلام الجيران وتريقتهم علي ما بتأثرش فيني عادي ولما أخوي بيجيب لي عريس المفروض أزغرط وأفرح هزعل ليه لو كان كل عريس بيجيبه عمره أد عمري تلات مرات عادي يا امي مش زعلانه
قالت قمر كلماتها المدفونه ببكاءها و هرولت لغرفتها تحت ناظري والدتها الحزينه وبشده على ما تشعر فيه أبنتها ، قد تكون على حدً مقبول للغايه من الجمال العادي لكنها بيضاء بل ناصعة البياض من الدآخل
بدعي من قلبي تلاقي الي يبص عليكِ من دآخلك ياقمر همهمت جواهر بحزن شديد وهي ترفع يديها لسماء تناجي ربً كريم
بينما قمر كعادتها الدايمه تفرغ ما تمر به بيومها المتعب على مخدتها التي تستقبل دموعها برحابة صدر
~~~~~~~
يومك عدا ازاي يا حبيبي !! أردفت بحب
نظر نحوها بعيناه الحزينه مجيبًا بخفوت :- عادي
تنهدت وهي تكمل بأصرار لكي يتحدث :- رعد ؛ مش عايز تقول لتيته أنت شفت مدرستك الجديده كويسه ولا نغيرها لك