" الفصل الثاني "

804 32 5
                                    

الفصل الثاني...

حرام عليكم الي بتعملوه بالبنت دا هتفت بأستنكار حاد

نظر نحوها بدون أهتمام مجيبًا :- هي أشتكت لكِ لا سمح الله يا نورهان ؟

نورهان بضيق :- محمد ، قمر مش محتاجه تشتكي لحد واضح جدًا أنها بتتأثر من كلامكم الي بيجرح

سيبك منها دي كتلة لحم  ما بتهتمش  حتى بكلامنا ولا بيثمر  فيها  رد محمد بضحك

زاد حزن وغضب نورهان التي أردفت :- كتلة لحم !! هي بني آدمه  يا محمد وليها " مشاعر " و أكيد كلامكم بيأذيها وبيجرحها 

صرخ محمد قائلاً :- بس بقا انا مليت من المحاضره الي بتعطيني ياها في كل مره بنزور اهلي ، بصي انا دايقت منك ومن يوم الجمعه الي بيسبب مشاكل ما بينا

وياريتك تحس وتبطل بقا ردت نورهان بأستياء وخرجت مهروله من الصالون نحو غرفة النوم

بينما عاد محمد لمشاهدة التلفاز وبدآخله يضحك على كلمة " مشاعر " التي ألقتها زوجته في وجهه فلا يصدق إن لقمر مشاعر تتأثر بكلماتهم التي أصبحت متعوده عليها منذو صغرها

🔹🔹🔹🔹

مر اليومان سريعًا حتى أتى يوم الأحد التي تحبه قمر كثيرًا

" بداية الأسبوع "

نهضت قمر مبكرًا وهي سعيده فاليوم ستزاول عملها الذي تحبه فهي تعمل معلمه منذو ثلاث سنوات لأحد المدارس الأبتدائيه رغم إن شهادتها العاليه تتيح لها الفرصه للعمل في مستوى أرقى و أرفع لكنها تحب تواجدها مع الأطفال حيث تجد نفسها و تتعامل بطبيعتها بعيدًا عن كل الكلمات التي تدمرها فالأطفال لا يرو بها تلك العيوب التي يستخرجوها أخوتها ومن حولها منها فهم أنقى من إن ينظرو لها من الخارج كالبقيه

صباح الخير قالتها قمر بعفويه لأحد جاراتها وهي تهبط درجات السُلم للأسفل

صباح النور ؛ آه صحيح ياقمر حابه اعزمك على كتب كتاب بنتي " فدوى " في نهاية الأسبوع دا ، زي ما أنتِ عارفه كدى فدوى بنتي حلوه وجميله والعرسان كانو يتهافتو عليها بس هي الي بترفض ودا الي خلاها تتاخر بالجواز لحد دلوقتي عقبالك كدا تفرحينا لما يتقدم لك حد قالت المرأه كلماتها  بخبث

أبتسمت قمر بصدق رغم جرح مشاعرها بكلمات المرأه :- ايه ده بجد !!  فرحت لها من قلبي الف الف مبروك عليها

الله يبارك فيك وعقبال عندك إن شاء الله زي من أنتِ عارفه  أنتِ وفدوى في سن واحد لكن الي بيشوفك  بيحسبك أكبر منها بكتير ولحد دلوقتي ما تجوزتيش  ردت نور بضحك

أبتسمت قمر بأنكسار لتحيي المرأه وتعود للهبوط للأسفل مجددًا

وقفت امام موقف الحافله بهدوء حتى أتت لتصعد بها وبدورها أوصلتها للمدرسه

أزآلت كل مابدآخلها بأبتسامه صافيه وهي تدلف للمدرسه حيث دلفت لغرفة المديره تحييها بأحترام ثم توقع على حضورها وقبل إن تخرج

قمر معاكِ طالب جديد في فصلك مش هوصيك عليه أهتمي فيه كويس قالتها " نجاة " بأمر طفيف

قمر بتعجب :- طالب جديد حضرتك ونحن في نص السنه ؟

ردت نجاة بتفهيم :- الطالب ده كان عايش هو وأهله برا مصر وبعدما اطلقو اهله رجع مع ابوه وجدته وعشان سمعة المدرسه الكويسه أختارها لابنه عشان يلتحق بها

هزت قمر رأسها بفهم وهي تستئذن خارجه من غرفة المدير وكلها فضول لمقابلة ذاك الوافد الجديد في فصلها

صباح الخير قالتها قمر بأبتسامة للأطفال فور دخولها للفصل

صباح النور ردو بسعادة فهم متعلقون بها كثيرًا

لفت نظرها ذاك الطفل المنزوي بأحد أركان الفصل ينظر بشرود من النافذة و نظراته غائرة بالحزن بالشديد

تعال حبيبي وعرفنا على نفسك أردفت قمر جاذبة أنتباهه

نظر نحوها بصمت ليهبط من طاولته واقفًا بجانبها قائل بخفوت :- رعد دا أسمي وعمري 9 سنوات تأخرت سنه بحالها بسبب اني كنت مريض عشان كدا هتلاقوني لسه بدرس معاكم

قمر بحب :- أهلاً فيك ، رحبو بزميلكم

صفقو له الطلاب بينما هو عاد يساحب اقدامه بهدوء شديد منعزلاً عن الجميع

بدأت قمر بشرح الدرس و عقلها مشغول بهذا الطفل الذي يحمل بدآخله الكثير من الحزن لا يتناسب مع عمره نهائيًا

أنتهت قمر من سرد الدرس مع رنين جرس الأستراحه

لتبتسم قائله :- جرس الفسحه ضرب

ضحكات وصرخات الأطفال العاليه جعلتها تضحك بأستسلام

أنزلت نظرها تلملم أغراضها لترفع عيناها وتنضحل بسمتها وهي ترى ذاك الطفل منزوي مكانه غير مهتم لجرس الأستراحه كالبقيه

أقتربت قمر قائله بحب :- رعد

نظر نحوها وعيناه الزرقاء الصافيه تمتلء بدموع

جلست بجانبه وقلبها تشعر به يتقطع على منظره قائله بود :- حبيبي أخرج العب برا مع زمايلك قاعد لوحدك كدا ليه ؟

معرفش حد منهم ومش عايز اتعرف على حد فيهم رد بغصه ظهرت بصوته

كادت دموع قمر بالهبوط لولا أنها أمسكتهن بلأخير حتى لا يشعر الطفل بشفقتها

حاولت إن تبتسم وهي تقول :- طيب أنته عندك مانع أتعرف أنا عليك ؟

نظر لها الطفل مطولاً بينما هي بيقت  تنتظر أجابته بأبتسامتها الصافيه ليرد بأستسلام :- لا ما عنديش مانع

مدت يدها قائله بحماس :- أسمي قمر عبد المنعم

مد يده بالمقابل مجيبًا بهدوء :- أنا رعد صفوان

أخرجت قمر من حقيبتها بعض الشطائر قائله :- بما أنه تعرفنا جديد فأنا عزماك على حسابي

مدت يدها بالطعام له وأبتسامتها الطفوليه لم تختفي ليتنهد وهو يأخذ الشطائر و يبدأ بلأكل وهو شارد الذهن من النافذه

بينما هي قررت إن تساعد هذا الطفل مهما كلفها الأمر

" مشاعر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن