Lētālis | ms

9

"هَيّ أنظُر لِمكانِ سَيرِك!"

صَوتٌ غاضِب قَد إنتشلَهُ مِن أفكارِه بعدما كانَ يتجوَلُ بِعَقلٍ غائِب في أرجاءِ المَقَّر، يَنظرُ لِصاحبِ الصَوتِ الذي كانَ على الأرض وقَد بدى علَيهِ أنَهُ وقَع

هَل هوَ لِتَوِه إرتطمَ بِشَخصٍ ولَم يُدرِك ذَلِك؟
عجبًا يبدو أن تصَرُفاتِ مينهو الغريبَةِ مؤخرًا تُشغِلُهُ أكثرَ مِمّا توقَع

"تملِكُ ساقَينِ طويلةً فقَط لتَقِفَ مِثلَ عَمودِ إنارَة؟ وَجُبَ عليك أن تتجنبني إن رأيتَني أسيرُ دونَ إنتباه، حتى الحيواناتُ تملِكُ هذِه الغريزةَ التلقائية فما بالُكَ لاتفعَل؟"

هوَ جادل، نبرَتُهُ هادِئة بينما يَرمُقُ الآخَر الذي باتَ مُستقيمًا يَنفُضُ بِنطالَهُ مِنَ الخَلف

إستطاعَ تَذَكُرَهُ بِسهولَة رُغمَ أنَهُ قامَ بِقَصِ وصَبغِ شَعرِه، فقَد كانَ صعبًا علَيهِ أن ينسى التابِعَ البَغيضَ مَع مينهو

فيلكس

وهوَ شاهدَ كيفَ أن مَع قولِهِ لِذَلِك
كانَ قد بدى التابِعُ مُستَعِدًا لِلَكمِه بأيّ لحظَة

"ثُمَ ألستَ تُحادِثُني بطريقَةٍ مُريحَةٍ أكثرَ مِن اللازم؟ مَن أنتَ لِتفعلَ هذا همم؟ لستَ سِوى تابعٍ رَخيص يعمَلُ تحتَ إمرَةِ والِدَتيّ"

هوَ مَع كُلِ كَلِمَة كانَ يَسيرُ أقربَ للأطوَل الذي أخذَ يتراجَعُ بِشَكلٍ تلقائي بغرَضِ خَلقِ مسافَة، صَوتُهُ رُغمَ هدوءِ نبرَتِه إلا أنَهُ حَمِلَ غضبًا بِه

لايعلَمُ مالذي يُغضِبُهُ بالتَحديد
لَكِن هوَ كانَ يغلي لمُجرَدِ رؤيَتِهِ وجهَ الآخَر

عيناهُ كانَت تتفَحَصُ مظهرَه
حَيثُ السوادُ طاغٍ علَيه فقَط مِثلَ بقيَةِ أتباعِ المقَّر، شَعرُهُ الأشقَرُ الطَويلُ سابِقًا قَد أصبَح أسودًا قَصيرًا، نَمَشُ وَجهِه وَوِسعُ عينَيهِ الكبيرَةِ كالقِطَة

هوَ لَن يعتَرِفَ نهائيًا أنَ البغيضَ أمامَه
جميلٌ جِدًا

مَع تفَحُصِه العَميقِ لَه، هوَ سهى لِوهلَة
يَجِدُ ذاتَهُ تاليًا ضِدَ الحائط، مُبَدَلُ الحال والآخَرُ يميلُ أقربَ لَه بنظراتٍ قاتِمَه وذِراعَينِ تُحاصِرُه

"هَل مُدلَلُ الماما يرغَبُ مِني تبجيلَهُ كآلِهَةٍ لي؟ لَم تَحزِر، مادُمتَ تُعامِلُ التابِع لي بِهَذِهِ الطريقَة..أنا لَن أتساهلَ معَك قطعًا"

نبرَتُهُ العميقَةُ قَد أضافَت لِحَديثِهِ رهبةً أكثَر، سوى أنَ جيسونق لَم يتزحزَح بِمقدارٍ ضئيل ولَم يَرِّفَ لَهُ جِفنٌ خائِف