5

5.7K 414 401
                                    






شتائِمٌ كانَت تُغادِرُ ثغرَه بهيئَةِ همسات
أنامِلُهُ تضغَطُ ضِدَ لوحَةٍ المفاتيح وعيناهُ تترَدَدُ بينَ المُستنداتِ وشاشَةِ الحاسوبِ أمامَه

يُدخِلُ فيها جميعَ البيانات المَطلوبَة
مُهَسهِسًا مِن وَقتٍ لآخَر عندما تتشنَجُ يَدَيه مِن كُثرِ الكِتابَة

هوَ فكَر الهرب، بَل وحاولَ أيضًا
لكِن قُبِضَ عليهِ قبلَ أن يُقيمَ مؤخِرتَهُ مِن الكُرسي حتى

مينهو كانَ جالِسًا على بُعدِ سَبعِ خُطواتٍ خلفَه
حَيثُ تقبَعُ مجموعَةٌ مِنَ الأرائِك مُشَكِّلَةً جلسَةً صغيرَة مُستطيلَة وتنتصِفُها طاوِلَةُ قهوَة وُضِعَت أعلاها مشروباتٌ كحوليَة وبِضعَةُ مُسدّساتٍ مِن نَوعِ beretta 92

يَشعرُ بِهِ يُراقِبُهُ مِن حينٍ لآخَر
ولَم يُفَكِر بعدها بالهروب



"أنتَ هُنا.."

بمرحلَةٍ ما هوَ سَمِعَ صوتَ مينهو يتوَجَّهُ لِشَخصٍ ما، وبِفضولٍ كانَ قَد إستدارَ برأسِه حتى يرى مَن

يتقوَسُ ثَغرُهُ بِعدَمِ إعجاب وملامِحُ البُغضِ قَد تشَكّلَت على وَجهِه، عندما رأى المَدعوَ فيلكس يتَخِّذُ مقعدًا بالأريكَةِ الفرديَةِ بالمُنتصَف، يستطيعُ بذَلِكَ رؤيةَ وَجهِهِ مِن الجانِب فقَط

"لاعجَبَ أنَهُما بغيضان"

تمتمَ تحتَ أنفاسِه عندما باشَرَ الإثنانُ الحَديثَ سويًا بِنقاشٍ هوَ لَم يأبَه لَه، يُكَشِّرُ ملامِحَه مَع وقوعِ عينيّ مينهو بِعينَيه ويستديرَ بعدها مُكمِلًا الطِباعةَ على لَوحَةِ المفاتيح

سوى أنَهُ فقَدَ تركيزَهُ عندما نَسيَ بأيِّ خانَةٍ توَقَف
ليتجمَدَ مُحاوِلًا التذَكُر، يدَهُ تَجِدُ طريقها لشَعرِه قابِضًا علَيه في ضياع

هوَ لايَجِبُ أن يُخطئ نهائيًا!
إن فعَل سيُصبِحُ جميعَ ما أدخلَهُ دونَ فائِدَة، وسيضطَّرُ حينها للإعادَةِ مِنَ الصِفر

شَعرَ بحضورٍ يميلُ خلفَه، ويَدٌ مُعيَّنَةٌ بِقُفازٍ أسوَد قَد وجَدَت طريقها لتُشيرَ لِخانَةٍ مُحددَة على ورقَةِ المُستندات

هوَ لَم يلتفِت لصاحِبها الذي يُدرِكُه، بَل راحَت عينَيهِ تتأكَدُ مِن تطابُقِ خانَةِ المُستنَد المُشارِ لَها وما آخِرَ المُدخلاتِ بشاشَةِ الحاسوب

يغفَلُ عَن إبتسامَتِه الواسِعَة عندما أدرَكَ تطابُقَها وباتَ يعلَمُ نُقطةَ توَقُفِه

"لَو أبقيتَ أنفَكَ بشؤونِك، لما فقدتَ نُقطةَ وقوفِك"

لكِن إبتسامَتُه تحوَلت بِثانيَة لِتجَّهُم مَع سماعِه قولَ الآخَرِ المُستَفِز، يَلتَفِتُ لَهُ برأسِه فقَط ليَرمُقَهُ بنظراتٍ حانِقَة شاهدَ فيها كيفَ أنَهُ كانَ يبتسِمُ مُغيضًا

Lētālis | msحيث تعيش القصص. اكتشف الآن