Lētālis | ms

14

تجاهلوا الأخطاء، مادققته.

/

جيسونق كانَ جالِسًا على الأريكَةِ الرَّثة، بالهواءِ الطَلقِ الذي يُداعِبُ خُصلاتِ شَعرِ، مَع بيرَةٍ كحوليَة بيَدِه واضِعًا ساقًا على الأُخرى ومُستَمتِعًا باللحظَة

لَم يَكُن وحدَه، فيلكس ومينهو لازالا رِفقتَه
أو إن صَحَّ القول، هوَ مَن كانَ باقيًا معَهُما

رُغمَ أنَهُ كانَ يتجادَلُ مَع فيلكس طِوالَ الوقت
إلا أنَهُ وبِشَكلٍ غريب، لَم يرغَبِ الذهاب بَل ومكثَ لِساعَةٍ تبادلا بِها الشتائِمَ العديدَة والكذِباتِ الكَثيرة حولَ إنجازاتٍ غَيرِ حقيقية

مينهو كانَ شاهِدًا على كُلِ ذَلِكَ بِصَمت
رُغمَ أنَّهُ رَغِبَ مِرارًا المُغادرَة، فهُما يَجلِبانِ الصُداعَ لَهُ فقَط إلا أنَهُ بَقيَ في هُدوءٍ يرتَشِفُ نسبَةً بسيطة مِن البيرَةِ الكُحوليَة

عيناهُ كانَت تتفَّحَصُ تعابيرَ فيلكس، بدَت علَيهِ مَعالِمُ بداياتِ الثمالَة كما كانَ قد بدى سعيدًا، يضحَكُ كثيرًا وبِشَكلٍ غَيرِ مُتوَّقَع على مايُطلِقُهُ جيسونق مِن مزاح

هوَ ظَنَّ شِجاراتِهما ستَطولُ وأنَّ جِدالاتِهما لَن تنتهي قَط
إلا أنَهُ يرى عكسَ ذَلِك وفي وَقتٍ قَصير، لَم يعلَم إن كانَت نِسبَةُ الكحولِ هيَ ما أدَّت للُطفِهما مَع بَعضهما لَكِن تمنى أن لا يَختَفيَ ذَلِك بحلولِ الغَد

"هيّ هيّ! لاتَختَنِق وتَمُت بينَ ذِراعيّ الآن!"

جيسونق الذي صاحَ بفيلكس كانَ قَد جذبَ إنتباهه
يرى المَقصودَ بالحَديثِ يَسعُلُ مِرارًا وقَد بدى وكأنَهُ شَرِبَ بطريقَةٍ خاطئَة أدَّت لِسُعالِه بهذا الشَكلِ الحاد

"لا تُملي عليّ ما أفعل! سأموتُ متى مارَغِبت وأينَ ماشِئت، انتَ لا شأنَ لَك"

فيلكس جادلَ بالمُقابِل بوَجهٍ أحمَر، يَدعوا مينهو ليتنهدَ بقِلَّةِ حيلة، فهوَ قَد ضاقَ ذرعًا مِنهُما

"هذا يَكفي، فيلكس فلتذهَب للنوم، تملِكُ مهمَةً بالصباحِ الباكِر، وانت! كُفَّ عَن الشُربِ قبلَ أن تَفقِدَ وعيَك"

هوَ أمرَ الإثنان بصرامَة، يَستقيمُ مِن جلوسِه ليُقيمَ فيلكس ويجعلَهُ يُغادِر مُتجاهِلًا تمامًا إعتراضاتِه المُنتَحِبَة

يَليها بذَلِكَ إقامَةُ جيسونق ونَزعِه لعُلبَةِ البيرَةِ مِن قبضَتِه المُحكمَةِ عليها، يضَعُها على الطاوِلَة ويَهُمَّ بقيادَتِهِ لداخِل المقَر