8

6.3K 449 618
                                    









ليلَةٌ نموذَجية مِثلَ كُلِ ليلَةٍ مُمِلَة بالمقَر، كانَت الدافِعَ الأكبَر لِطفوليِّ الملامح بالذهابِ للإسطَبل

هوَ أرادَ تجهيزَ فَرِسِهِ روينا وأخذِها بِجولَة، يُرَفِّهُ عَن ذاتِهِ بعدما لازمَتهُ الكوابيسُ حولَ الليلَةِ المشؤومَةِ عندما ذهبَ رِفقةَ مينهو للمهمَة

فهوَ لَم يَحصُل على الراحَةِ مُنذُ حين
لقَد مضى اسبوعين بالفعل، ولازالَ يستيقِظُ يوميًا بِكابوسٍ يَحوي موظَفَ النُزُلِ المُريب وينتهي دومًا بطريقَةٍ سيئَةٍ بِحَقِه

لَكِن وِجهَتُهُ تبدلَت فورَ رؤيَتِه لأكراسيا، فرَسُ مينهو، داخِلَ حُجرَتِها ليقِفَ هوَ خلفَ الحاجِزِ الفاصِل بينَهُما، يَنظرُ لها بِعُمق كمَن إمتلَك خُططًا تَدورُ بِذهنِه

إلا أنها كانَت ثوانٍ فقَط عندما هيَ إستدارَت بعيدًا عَنه، ليشهقَ بِقرَفٍ فورًا

"لِمَ تُعطيني مؤخِرَتَكِ واللعنة! أنتِ سيئَةٌ فقَط مِثلَ مالكِك"

تمتمَ نهايةَ حديثِه مُتذَمِرًا ليأخُذَ خطواتَهُ مُكمِلًا سيرَهُ نحوَ حُجرَةِ فرَسِه، مَع ذِكرِه مينهو توًا هوَ أدرَك أنها كانَت أيامٌ مُنذُ قابلَهُ بعدَ المهمَة

لَم يعلَم كَم يومًا مضى دونَ أن يُصادِفَه
لَكِن كانَ يعلَمُ أنَ السببَ يَعودُ لِكَونِه ذهبَ مع الزعيمَةِ آركين لليابان لأجلِ بِضعِ صفقاتٍ هُناك

لقَد كانَ عدَمُ تواجُدِهِ حولَه مُمِلًا بعضَ الشيء، فهوَ لَم يَعُد يَملِكُ شخصًا يُفَرِّغُ عليَهِ غضبَهُ ويُضايقَه عندما يَشعرُ بالملَلِ القاتِل

كانَت شِجاراتَهُ معَه مُقيتَةٌ صَحيح
لَكِنّها كانَت تُعطيهِ ما يفتَقِدُهُ مِن مُتعَةٍ بالمقَرِّ المُمِل


عِوضًا عَن أخذِهِ روينا لِساحَةِ التدريب، هوَ قررَ السيرَ بِها بالأرجاء بوتيرَةٍ بطيئَة والإستمتاعَ بالأغاني والألحانِ الصادِرَةِ مِن سماعاتِ أُذُنَيه

المكانُ كانَ هادِئًا تمامًا، فقَط الأتباعُ مَن هُم على نوبَةِ حراسَة مَن كانوا مُنتشرينَ بالأنحاء

الهواء حَمِلَ بردًا خفيفًا بِه، يرتَعِشُ هوَ على أثَرِهِ قليلًا لِخفَّةِ ثيابِه، فدونَ تفكيرٍ ثانٍ قبلَ مُغادرَتِه للخارِج، هوَ بعد إستحمامِه كانَ قَد أرتدى ثيابًا خَصَّصها للنوم

بِنطالٌ خَفيف يَصِلُ لفخذَيه، وقَميصٌ واسِعٌ خَفيف يكادُ يُغَطي بِنطالَه لِحَجمِه..

Lētālis | msحيث تعيش القصص. اكتشف الآن