**
نظر رايلي من تلك النافذة الكبيرة المطلة على الغابة الكثيفة في الخارج ليتنهد بهدوء تام يمرر عيناه على المكان الذي كان عبارة عن بيت حجري نائي لا يوجد حوله اي علم من معالم الحياة او البشرية ... فقط الصمت التام و السكينة التي لم يعشها يوما في حياته ليعيد نظره للداخل حيث الهدوء يخيم على المكان ايضا ... فقط يوجد 3 آرائك جلدية سوداء و مدخنة مشتعلة ... المكان يغطيه الغبار دليل على انه مهجور منذ عدة سنوات ... بهدوء تام اعاد نظره للخارج يريد مراقبة الوضع ليبتسم بسخرية و هو يرى فلامينغوا يخرج من بين الاشجار يتمايل بجسده بينما لا يرتدي سوى بدلة سوداء في هذا البرد القارص .. لا يفهم كيف يستطيع العيش دون ان يتجمد حتى الموت و الأهم من ذلك هو منظره و حالته التي كان عليها
لثانية لم يتعرف عليه ... لثانية واحدة رأى شبح إنسان مات و لم يبقى سوى بقايا جسده و كان عليه ان ينصدم .. اعني كان عليه ان يسقط ارضا من شدة الصدمة لرؤيته ملك الموت بهذه الحالة و لكنه عرف ايضا ان ما حدث صعب حتى على رجل مثله تبا كان اكثر من صعب .. ما حدث كان مدمرا لكن هذه كانت حياتهم لا شيء جديد المصائب كانت تمشي يد بيد مع سنوات حياتهم .. و الأسوأ ان المشاعر التي كان يختبرها فلامينغوا الآن كانت اكبر من كل الآلام التي عاشوها في ذلك المختبر اللعين كفئران تجارب ... الوحش الصامت .. الرجل المرعب .. سيد الموت و مالك الجحيم الآن يعيش مشاعر الأب الذي يحترق لا يعلم اين هي طفلته ؟.... لذلك نعم تبا لي هذا ما همس به داخله
مستمرا في تتبعه بعينيه الماكرتين و رغم ان الآخر كان يرتدي نظارات سوداء إلا انه ادرك جيدا بأنه يراه ... هيا لن يكون احدى عينات المختبر إن لم يكن يمتلك نوع من الغريزة ايضا... لن يضع نفسه مع فلامينغوا و كراو في كفة واحدة حين يتعلق الأمر بالمهارات القتالية و لكن على الأقل كان قويا بما يكفيه ليصبح ما هو عليه الآن اضف انه ذكي حد اللعنة او كما تقول راشيليا ماكر بجنون .... لم يبرح مكانه من امام النافذة فقط اكتفى بمشاهدة وحش آخر يدخل لذلك الكوخ الحجري بصمت تام و مرعب ... يقطع يده إن لم يكن كل هذا الهدوء ليس إلا مجرد غطاء يخفي تحته وحوشه المتصارعة .. سنوات حياته التي قضاها مع هذا الرجل جعلته يعرف انه ليس بشر و لا يمت للبشرية بصلة ... كان وحش .. شيطان .. الشر بعينه مع ذلك كان بارعا في السيطرة على جانبه السيء
اجل فلامينغوا الجثة الحية كما اطلقوا عليه في ذلك المختبر
اتسعت ابتسامته الماكرة حين اقترب منه الآخر حتى وصل امامه تماما و هنا فقط خلع نظاراته الشمسية ليرى صدق ما كان يفكر فيه .... حرفيا رأى ابشع من الموت في نظراته ... لا يصح حتى وصفه بأنه ميت .. الأموات يعيشون في سلام و ارواحهم هي من تتعذب اما هذا الواقف أمامه كل شيء فيه كان يتمزق ... عيناه .. جسده .. روحه تبا حتى انفاسه كانت تحتضر ببطء مميت و سيكون كاذبا إذا قال انه يشفق عليه ... لا يعلم ربما لأنهم اعدموا هذه المشاعر في قلبه .. او ربما لأنه لم يعتد على النظر لهذا الرجل على وجه الخصوص بشفقة او ربما لأن نظرة شفقة واحدة ستنتهي بعدم وجود هذا الكوخ على الخريطة الجغرافية ... من يعلم لابد انها واحدة منهم و لكن على العموم جميع الاحتمالات تؤدي لنفس النتيجة انه لم يشفق عليه
أنت تقرأ
𝟑𝟑𝟑 𝐎𝐍𝐋𝐘 𝐇𝐀𝐋𝐅 𝐃𝐄𝐕𝐈𝐋 مكتملة
Actionالشقة "333" نعم كانت هي ... كانت نفس الشقة التي بدأ فيها عذابي .. هكذا وقفت أمامها ذلك اليوم قلبي ينبض بجنون أبحث عن الحب الذي لم أجده فيها يوما ... بل وجدت بدله نصف الشيطان الذي كنت أحمل أنا نصفه الآخر ... أجل كانت حياته بين يدي و كان موتي بين يديه...