في القصر كانت داليدا جالسة في الصالون تهز ساقيها من شدة توترها بينما تنظر لفيكتينا التي كانت تراقب الخارج بالدقيقة و الثانية ... بعد نوبة بكاء مميتة و كأنها ستخسر عائلتها ... من يراها لم يصدق انها كانت تبكي بسبب تعرض حياة راسيل للخطر .. بالطبع ليس لذلك السبب داليدا لابد أنها كانت تبكي بسبب حفل السنة على زواج سافيدش ... من المؤكد أن هذا هو السبب ... الجميع يعلم أن فيكتينا تكره راسيل بالطبع لن تبكي من أجل حياتها .. حسنا و لكن بالنسبة لها هي كانت حقا خائفة على راسيل ... حتى لو لم تعد زوجة سافيدش إلا أنها تحبها و لا تتمنى لها سوى الخير و السعادة ... أحست بيد جورج على كتفها يربت عليها بحنان : داليدا عزيزتي أرجوك إهدأي قليلا ... هذا ليس جيدا للصغير ..
نظرت له قليلا قبل أن توميء بتفهم تضع يدها على بطنها تتذكر أنها حامل في شهرها الأول ... بعد معاناة كبيرة و حرب مع العلاج حملت أخيرا و ستصبح أم في سن ال39 سنة ... مرت سنة و سبعة أشهر على زواجها من جورج و رغم أنه يعاشرها تقريبا كل ليلة إلا أنها تأخرت في حملها منه بسبب حبوب منع الحمل التي كانت تشربها سابقا كي لا تحمل من دايف ... بذكره كبر في عينيها حقا ... توقعت أن يعترض على زواجها أو حتى ان يحاول التقرب منها مثل قبل و لكنه لم يفعل ... بالعكس تقبل الأمر بكل روح رياضية و رأته في العديد من المرات يجلس مع جورج و يتحدث معه كأصدقاء ... حقا جعلها تشكره على وقوفه بجانبها و سعادته لها كما كانت ستفعل هي لو وقع في حب فتاة أخرى ... و أساسا لاحظت شيء غريب بينه و بين آيدا لم تستطع تحديده ... أصبحا مقربين من بعض كثيرا ... لا تستطيع تسمية ما بينهما حب لأنها رأته عدة مرات مع الخادمات في القبو و سمعتها كثيرا تتحدث مع شبان عشاق لها في الهاتف مع ذلك كانا كمن إتحدا على شيء لم تعرف ما هو تحديدا
نظرت لسارينا زوجة سافيدش الجديدة و التي كانت تتصفح هاتفها بغضب كبير تنظر لما كتب عن ليلة اليوم .. يبدوا أنها إنزعجت بسبب ترك سافيدش للحفل قبل دقيقة من إطفائها للشموع .... حسنا لن تقول أنها سيئة مع ذلك لم تكن لطيفة أيضا ... تعطي كل شخص في هذا القصر وجهه و نوعا ما كانت باردة المشاعر و جافة في تعاملها معهم و الذي يختلف بمجرد أن يكون سافيدش متواجدا بينهم تصبح أكثر انسجاما و لباقة ... حتى حين تعبر عن مشاعرها المزيفة تبدوا و كأنها تقوم بمشهد تمثيلي حرفيا جميعهم يهربون من دراميتها المملة
طردت أفكارها لآخر مكان في عقلها و هي تسمع صوت عجلات السيارة تتوقف وسط الحديقة لتقف من مكانها بسرعة تخرج خلف فيكتينا التي ركضت للخارج ... وقفوا أمام الباب ينظرون لسافيدش الذي فتح باب سيارته ينزل منها تلته لينا و لحظات فقط حتى أحست قلبها سيخرج من صدرها و هي ترى راسيل تنزل من السيارة الأخرى برفقتها إيلام و الصغيرة أورا و معهم الكلبة لولي .... من شدة فرحتها لم تهتم حتى لسارينا التي تحولت ملامحها للغضب من شدة غيضها دخلت للداخل بينما إحتضنت هي راسيل بقوة تقبلها و تخبرها أنها إشتاقت لها كثيرا .... مع انها تتحدث معها يوميا إلا أنها حقا كانت مشتاقة لها و لصغيرتها أورا .... دخلت للداخل حيث كانت سارينا جالسة على إحدى الآرائك تدعي إنشغالها بهاتفها و لم تبعده عنها سوى لتقف و تقبل خد زوجها قبل ان تعاود الجلوس كما لو أنها لا تهتم لوجود راسيل بينهم من الأصل و ليس كأن هذا أزعج راسيل كانت حرفيا غير مهتمة لحركات السخيفة زوجته تماما
![](https://img.wattpad.com/cover/317573971-288-k852260.jpg)
أنت تقرأ
𝟑𝟑𝟑 𝐎𝐍𝐋𝐘 𝐇𝐀𝐋𝐅 𝐃𝐄𝐕𝐈𝐋 مكتملة
Actionالشقة "333" نعم كانت هي ... كانت نفس الشقة التي بدأ فيها عذابي .. هكذا وقفت أمامها ذلك اليوم قلبي ينبض بجنون أبحث عن الحب الذي لم أجده فيها يوما ... بل وجدت بدله نصف الشيطان الذي كنت أحمل أنا نصفه الآخر ... أجل كانت حياته بين يدي و كان موتي بين يديه...