الفصل الثاني: (معرفة الحقيقة)

74 8 2
                                    

- حادثـ ة! حادثـ ة إيه!
- فيه إيه يا بـ ومة! حصل إيه تاني؟
- تعالي معايا يا خالتي، مش وقته مرا زية.

مكُنتش شايفة قُدامي غير عيونه، كلامه الجميل اللي شبَّهُه وهو بيمليه عليا كُل لحظة وكأنُّه قاصِد يحفظني.

- عارفة؟ بتمنى دايمًا تكوني جنبي، في كُل أوقاتي الحلوة والوحـ شة، بتمنى يا مريم لو كان فيه بِينا شيء وحـ ش مننتهيش معاه.. أنتِ كُل الحلو اللي في دُنيتي.

دموعي كانت بِتسابق بعد، المُكالمة اللي جت بِتخبَرني بِإنه عمل حا دثة على الطريق السريع، وإنُّه في المستشفى، صوت الاستقبال وهيَ بتقول إنُّه في العناية المُركزة، وخالتي وهيَ بتطبطب على ضهري.

- هو بخير؟
سألتها لِلدكتور أول ما خرج من الأوضة بِلهفة، ابتسَـم وكمِل:
- بتدعيله كتير ها!
حركت راسي بِآه وسط دموعي:
- صدقني في كُل وقت، طمِّني عليه.. أدهم بخير؟
ابتسَـم وهوَ بيحرك راسه:
- أدهم بخير، يفوق ونتأكِد إنّ مفيش مُضاعفات بس وهننقله لِأوضة عادية.
اتنفِـست اخيرًا وابتسَـمت:
- هقدر أشوفه؟
- دقيقة بالضبط، ودي علشان هو عايزك على فكرة.. مبطلش ينطق اسمك.

ابتسَـمت بِهدوء، ابتسَـمت وأنا جوايا مية سكـ ينة بِتد بح كد بي، بتمنى لو كُل شيء يتبخَر ونرجع من الأول وجديد.

- أدهم! حبيبي أنتَ بخير؟
ابتسَـم بِتعب وهو بيرفع ليّ راسه:
- بوجودك كل شيء بيتعَدل.. متقلقيش، وكفاية عياط بقى يا مريم.. مبيهونش عليا أشوفك معيطة كده.
ابتسَـمت بين دموعي وأنا بحاول اساعده بِأي شيء:
- طيب أعملك حاجة؟ أجبلك شيء؟
ابتسَـم ومسك إيدي بِهدوء:
- خليكِ جنبي.. مُمكن؟
شديت إيدي منه وكملت:
- أدهم مينفعش.
ابتسَـم وكمل:
- كُنت جايلك، علشان أقولك إننا لازم نكتب الكتاب.
حاوِلت اركِن توتري وابتسِـم:
- هنكتب الكتاب كمان خمس شهور زي ما اتفقنا.
حرك راسه بِنفي وكمِل:
- يوم الخميس الجاي يا مريم.

نَفسي فجأة راح، اتوترت بِشكل ملحوظ، وكدبتي بتجري ورايا! هعمل إيه، وهشرحله ازاي إنُّه مينفعش!

- جرى إيه يا مريم، مِسهمة من ساعة ما خرجتِ وسرحانة.
رديت عليها بِلا مُبالاة بين تفكيري:
- فكك مِني يا خالتي بالله عليكِ، أنا مش طايقة نفسي ولا طايقة خنـ اق.
قربت مني بِخوف وقعدت جنبي، حطِت إيديها على كتفي:
- جرى إيه؟ أدهم ضايقك؟
بصيت ليها بأستغراب ولِلهفتها:
- أنتِ وهيَ ليه بتحرموني مِن الحنية اللي محتاجاها! رغم إني بشوف في عيونك قلة القسـ وة.
بعدت إيدها عنّي فنقَلت نظري ليها وأتكلِمت بِحُـ رقة وقـ هر طفلة صُغيرة شافت مـ وت اهاليها، وكان د مهم على إيدها:
- مش ناسية منظرهُم وهُمَ مرميِّن قُدامي سـ ايحين في د مهم، صوتك أنتِ وستي وأنتوا بتتخانقوا عليا، ولا قادرة أنسى مُعاملة جوزك القـ ذر ليا ولبنتك الكبيرة اول ما قعدت عندك يومين، مش ناسية قسـ وتها عليا علشان تطلعني جوايا غـ در وقـ سوة علشان العالم ميأذينيش.. هي خافت عليا من إن العالم يأ ذيني، بس بقسـ وتها أذتني.
كمِلت وأنا بحـ ارب دموعي متنزِلش:
- مش ناسية إنِّي كُل يوم الصبح لو صحيت اشرب بدخُلها الاوضة اتأكد إن جسمها بيتحرك، وإن نفسها شغال، مش ناسية نظراتي ليها وخـ وفي عليها وهيَ نايمة.. أحنا الاتنين حنيتنا على بعض مكنتش بتظهر غير وقت نومنا، مين قالكُم إن القـ سوة عنوان يا خالتي؟
قامت وقفت وابتسَـمت ودموعها بتنزِل غصب عنها:
- ما علشان جوزي القـ ذر، وعلشان بنتي الكبيرة، والصغيرة بنت ابوها اللس بتدور على حل شعرها يا مريم.. مكنش ينفع أربيكُم غير إنكم تواجهوا، خصوصًا أنتِ.. أنتِ عمرك ما قسـ وة ستك قصرت فيكِ، وأول دليل حُبك لِأدهم، أنتِ لسه بريئة ولابسة وش القـ سوة يا بنت أُختي.
رديت عليها بِزعيق، خرجت فيه كُل حُزني:
- حُبي لأدهم كان لعبة!

مَنْ المُذنب.Where stories live. Discover now