(الفصل الرابع)
(حينَ يفقد المرء محاولاته للتخطي)- وحشتني.
- أنتِ إيه اللي جايبك هنا! وليه جاية بعد كُل ده!كُنت ماسكة إيده، حاسة برعشِة جسمه، كان متعصب بِشكل يخوِف.
- أدهم أنا أُمك.. ولسه بحبك، اعرف من برا إنك اتجوزت؟
ضحِك بِسُخرية وهو بيسقَف بِأيده:
- هايل يا فنانة، المشهد اللي بعدُه..
كمِل وهو بيربَع إيده وبيضحك بِسُخرية:
- اوه دموع! مش دموعك دي كانت نازلة يوم ما مشيتِ، يوم ما قولتيلي إنك هترجعي بُكره!
كمِل وعيونه مليانة دموع، شَد إيده مِن إيدي وشاور ليها على الباب:
- تلفي وترجعي مِن مكان ما جيتِ.. زي ما رفضتيني زمان، أنا مش عايزك دلوقتِ.
عيونها كانت بتعبَر عن حُزنها وندمها، كان باين قد إيه هيَ صادقة في مشاعرها، كمِلت بِهدوء:
- عارفة إنِّي من وجهة نظرك دايمًا كدابة، بس أنا كُنت لازم امشي يا أدهم.. أبوك كان خا ين، أبوك كان بيأ ذيني.
- وأنا؟ أذيـ تك في إيه أنتِ وهوَ؟ على الأقل هو فضِل جنبي.. أنما أنتِ!
كمِل بهدوء عكس كُل اللي جواه:
- أنتِ اختارتِ نفسك، أنتِ طول عُمرك أنانية.
بَصِلها بنظرة أخيرة وجري على الأوضة، حاولت أوقفه وأنا بنادي:
- أدهم!مسكت إيدي بِهدوء فلفيت ليها:
- مُمكن تصدقيني أنتِ؟
ابتسَـمت بِسُخرية وحُزن:
- أنا بالنسباله زييّ زيكُم، عن إذنك.أدهم طول عُمره عايش في حُزن بَيِّن، شايف إن العالم كُله كدبة حقـ يرة، من يوم ما والدته مشيت وهوَ رافض كُل شيء، بعد ما مشيت والده اتجوِز.. كانت بتحاوِل تعوضه دايمًا عن غياب أُمه، يمكِن هيَ الوحيدة اللي أدهم مبيخافش يبيِّن ضعفه قُدامها.. وهيَ! هيَ كمان دايمًا في ضهره، هيَ ست جميلة، ملامحها بسيطة، كانت تستاهل حُب أدهم، أفتكِر مرة اتكلمنا سوا، فأبهَرتني بِكلامها.
- عارفة؟ أدهم ده عُمره ما كان ابن جوزي يا مريم، أدهم ابني.
كان في عيونها ناظرة صادقة، عيونها اتلألأت بِالدموع وكمِلت:
- بعد ما اتجوزت والده بِسنة، كان لسه رافضني.. وقتها قعدت ادور على والدته كِتير، كتير أوي يا بنتي.
ركِزت معاها بِعيون مليانة تشوّق لِلباقي:
- عارفة لما لقيتها؟ كانت في المُستشفى.
عيوني كانت بتعبَر عن صدمتي، كمِلت بِفزع:
- مستشفى!
حركت راسها بِآه وكمِلت بِهدوء:
- كانت بتتعالِج من المضاعفات اللي سبِّبهالها أبوه، الاكتئاب اللي كان بيأدي أنها تأثر في تربيته، وإنها تأذيه.. كانت مسلوبة الإرادة يا بنتي..
كمِلت بِدموع حقيقية:
- وقتها كلمتها، قعدت اتحايل عليها ترجع.. عارفة ردت بِأيه؟
حركت راسي بِتساؤول فكمِلت:
- قالتلي خلي بالك مِنه، أنتِ هتقدري تخليه راجِل يُعتمَد عليه.. اتطمنت على ابني مع واحدة جاية تدوَر على أُمه مِن خوفها عليه، قدميله الحُب يا هَدية، قدميله الأمان.
عيوني دمَعت، فكمِلت بِهدوء:
- طيب ليه يا طنط هَدية مقولتيش لِأدهم؟
- حلفتني بِالله، اتحايلت عليا كتير.. قالتلي متكرههيهوش في ابوه، خليه فاكرني الشريرة، على الأقل انا مشيت.. بس هو باقي، وقتها يا بنتي أدهم مبقاش بس ابني، بقى وصيتي.. أمَا ابوه!
كمِلت بِهدوء:
- من وقتها وأحنا علاقتنا فاترة، كُل اللي بيننا وجودي في البيت لِأجل سلامة أدهم، وهو كان عايش حياته.
YOU ARE READING
مَنْ المُذنب.
Short Storyدائمًا ما نكتُم افواهِنا عن النُطقِ عما نعلم خوفًا مِن أن تتناثَؤ الحقائق كالغِربانِ عند مطلِع الفجر، دائمًا ما تضعنا الحياة في تلك الدوامةِ التي لا نجِد لها آخَر.. أمَا عنها! فقدْ وضعت نفسها في تلك الدوامة بِرضاها وإن أُجبِرت، فكيفَ ستفلِت منها وهي...