(الفصل الثالث)
(عادَ لِلإنتقام)- جواز على ورَق يا أنسة، علشان أخُد حقي مِن اللي حاولوا يأذوني..
كمِل بِسُخرية:
- ومِنّك.صوت دقات قلبي كان عالي، دموعي بِتنزل بغزارة مُتناهية، مسحت دموعي وبصيت لُه:
- بس أنا مش هوافق.
ابتسَـم بِسُخرية:
- للأسف لازم توافقي.
بصيت لُه بِعند:
- مش هوافق يا أدهم.حرَك العربية، وبدأ يعَلي السُرعة، كان سريع بِدرجة مُرعبة.. وكأنُّه بيطلع كُل حُزنه مِنّي فيه، كُنت بصر خ فيه علشان يبطئ شوية، وفي وسط سُرعته صرَخت بِكلمة واحدة وقفته.
- هوافق يا أدهم، هوافق!
سرعة العربية بدأت تخِف واحدة واحدة، ابتسَـم بِنظرة اول مرة المحها في عيون أدهم، بس ده لا يُمكِن يكون هو، نظرة الشر دي في عيون حبيبي؟
- اتفضلي أنزلي.
بصيت على الشارع لقيتُه قريب من بيتنا، خرجت من العربية وهبَدت الباب جامد وأنا بجري لجوا علشان أرجع البيت، كُنت بجري وأنا دموعي بتسابقني، ليه دايمًا الحُزن مُصِر يفضل رفيقي! وليه دايمًا الأختيار بيبقى صعب، أنا غلطت علشان عرفته؟ ولا اساسًا أنا الغلط؟ مكنش ينفع أكدِب.. بس هو! هو مفهمنيش ليه؟- بس طيب يا عيون خالتك، أهدي يا بنتي!
كانت وخداني في حُضنها لِأول مرة في الحياة، كانت حضناني وبتحاول تهديني، رحمة بنتها جنبي وماسكة إيدي.
- كفاية يا مريم بالله عليكِ! هو عملك إيه طيب؟
بصِت لِرحمة بهدوء:
- أخرُجي وسيبينا يا رحمة، ولما اختك تيجي اغرفيلها تاكُل منغير عِند علشان خاطري، واعمليلنا كوبايتين شاي بس.
حركت راسها بِهدوء وطبطبت على ضهري، حضنتني وهمست في وداني:
- كُنتِ دايمًا بتقويني، أنتِ أقوى حد شُفته يا مريم، أتحملتِ اللي محدش اتحمله.. أنا واثقة فيكِ النهارده كمان.
لمحت طيف ابتسامة على وش خالتي، كُنت بعيط بِقـ هرة، ولكِن كلامها كان لُه آثره في قلبي.- يعني هو مُصِر على كتب الكتاب؟
حركت راسي بِآه وكملت بِسُخرية بين دموعي:
- يبقى غبي لو فكر إنُّه ممكن يذلني أو ينتقم مني في كرامتي.. بعينه يا خالتو.
حركت راسها وكملت:
- أرفُض أنا؟
حركت راسي بِرفض وكملت:
- أدهم مش مُؤ ذي، لما بيحب حد مش بيقدر يأ ذيه، وهو بيحبني.
***
"بارك اللهُ لكُما، وبارك عليكُما، وجمَع بينكُما في خيرٍ إن شاء الله"اليوم اللي المفروض يكون أسعَد يوم في حياتي، معَ أكتر شخص حبيته في كُل الدُنيا، أداني حنّان وقدِر يمسح على قلبي بِهدوء وطبطبة.. بقى أصعَب يوم في حياتي، مش المفروض أحس إنِّي فراشة! يحضُنّي فأحس بِأمان! ليه نظراته خالية من المشاعر، وليه عيونه مُصِرة تلومني، هو ليه مش فاهم إنُّه غصب عنّي؟
- مُبارك يا عروسة.
لفيت وشي لقيتها چويرية، لمَحت عيونه اللي جَت ناحيتنا، قرَب بِهدوء ولَف إيده على وِسطي وابتسَـم:
- الله يبارك فيكِ يا چويرية، عُقبالك.
عيونها كانت مليانة تساؤُلات، نظراتها ليا ونظراته الهادية ليها، مَيِّل على خَدي وباسني وهمَس في وداني:
- أفرِدي وشك على الأقل قُدامها، أنا ليا حق وقولتلك مِية مرة مبسيبش حقوق ليا تبات برا.
حاولت ارسِم على وشي ابتسامة وكمِلت بِهدوء:
- عُقبالك يا چويرية.
رفَعت حاجبها وكمِلت بِسُخرية:
- عاوزاكِ بعيد شوية.
بصيت لُه فشاور ليّ أروح، روحت معاها فبصِتلي بِعصبية وكملت:
- ويا ترى البيه يعرف إن الهانم كدابة!
YOU ARE READING
مَنْ المُذنب.
Kısa Hikayeدائمًا ما نكتُم افواهِنا عن النُطقِ عما نعلم خوفًا مِن أن تتناثَؤ الحقائق كالغِربانِ عند مطلِع الفجر، دائمًا ما تضعنا الحياة في تلك الدوامةِ التي لا نجِد لها آخَر.. أمَا عنها! فقدْ وضعت نفسها في تلك الدوامة بِرضاها وإن أُجبِرت، فكيفَ ستفلِت منها وهي...