تصمرت مزن في مكانها وهي لا تعلم ما اتي به الي هُنا، أبتلعت ريقها وهي تقول بصدمة:
-إنت جيت هنا ازاي، وليه.. مش فاهمة!
وضع يديه بجيب بنطاله قائلا بنبرة ساخرة:
-أصلك جذبتي انتباهي وجاي أقولك يلا نتجوز، بس لمدة معينة لغرض معين.
ضحكت بإستهزاء وهي تقول مشيرة عليه:
-شكلك بتقرء روايات بير سلم كتير!
أشار عليها مردفًا:
-أنا برضو ولا ناس تانية؟
ابتلعت ريقها بتوتر ثم قالت بنبرة قاسية:
-اسمع ياجدع انت انا مش عاوزة كلام علي الفاضي والمليان انا فيا اللي مكفيني والنهارده يوم صعب عليا بكُل المقاييس، لو سمحت خد بعضك وامشي.
حاولت أن تغلق الباب فوضع يديه يمنعها عن ذالك وقال بنبرة شديدة:
-مش زكريا بيه اللي يتقفل في وشه حته باب مهكع، وبعدين انتِ صدقتي هبصلك انتِ، انا متجوز اصلاً.
رفع يديه لترى الخاتم يزين يديه، فقالت ببرود تام:
-تشرفنا، وعشان تبقي عارف إنت مش من نوعي المفضل، ها عاوز إيه برضو انا مش فاضية.
-اه عارف اللي زيك بيحبوا الزبالة.
قالها ودلف للداخل رُغمًا عنها صرخت فيه بعنف ولم يلتف لها وواصل تحديقه في الشقة المهترئة، تركت هي الباب مفتوحًا بغضب وذهبت نحوه قائلة:
-انا ممكن اتصل بالشرطة حالاً واقول إنك بتتهجم عليا، لانك ازاي تدخل كدا من غير ما اسمح ليك.
-124758.
-إيه؟
-رقم الشرطة، معاكي رصيد ولا مقضياها كروت فكة؟
شعرت بالدماء تغلي في عروقها من بروده معها فجلس واضعًا قدم فوق الاخري وهو يشعل سيجارة خاصة به فقالت مزن بعصبية:
-لو مطلعتش هصوت والم عليك الناس
-اتفضلي حد ماسكك، أهم حاجة صوتك يبقي عالي .
رمقته بغضب وحاولت بالفعل الخروج لتفعل ذالك تستنجد بأحد فقال بهدوءٍ:
-لو نازلة هاتيلي اسبريسو بالمرة من اي كافية، مش هتكون بالجودة اللي بحبها بس اي حاجة يعني عشان مصدع .
عادت بغضب قائلة وهي تُلقي عليه بالوسادة بعنف:
- انت إيه جبلة؟؟ ايه البرود اللي انت فيه دا ما تخلص إنت عاوز إيه؟ انا مش فيقالك دلوقتي
اردف بنبرة هادئة:
-مش عيب ترمي في وشي المخدة وانا ضيف عندك؟، بس يلا المسامح كريم، وانا مش كريم.
أنت تقرأ
"وصيّة واجبة التنفيذ". مُكتملة.
غموض / إثارةكتب والدها الحبيب بعد وفاته وصية سرية قد تقلّب حياتها رأسًا علي عقب وتذهب بها نحو الجحيم. وصيّة واجبة التنفيذ. بقلم/سامية صابر.