**الفصل الأول**
بسم الله الرحمن الرحيم
"في منزل عائلة عاصي"
يجلس الجميع في صالة منزل عائلة عاصي، وخالد وهدان، والعقربتين سلوى ونوران، يتناقشون في أمور مراسم الزواج الخاص بنوران وعاصي. والجميع غافلون تمامًا عما حدث، ولم يعلم أحد أن الشخص الذي يخططون لزواجه قد تزوج بالفعل من الفتاة التي عشقها قلبه المجنون، الذي لا يعلم في أي نيران أوقع نفسه.
يدخل عاصي إلى المنزل وهو يمسك بيد حنين بقوة، كما لو كان طفلًا صغيرًا يخشى أن تتركه أمه وتذهب بعيدًا عنه. يقف كلاهما على حافة باب المنزل للحظات، وهما يحدقان في الجميع، والجميع غافلون ولم يشعر أحد بقدومهم.
بينما أردفت تلك الفتاة الخبيثة فاتنة الجمال من الخارج، قادرة بجمالها الخلاب أن توقع أي رجل في العالم في شباكها، لكن قلبها أسود مليء بالحقد والشر، ولا تتمنى الخير إلا لذاتها، قائلة بكبرياء واضح في نبرة صوتها كوضوح قرص الشمس في عز الظهيرة:
- طبعًا أنا رأيي من رأي عمتي سلوى؛ أنا مش عاوزة حفلة الخطوبة بتاعتي تكون بطريقة بلدي.
وفي هذه اللحظة، يصدر ذلك العاشق صوتًا مرعبًا، كما لو كان رعدًا في ليلة شتاء قاسية يحرق كل شيء يقف في طريقه، ولم يهتم بما سوف يحدث بعد ذلك:
- ومين قال إنه هايكون في خطوبة من الأساس، يا آنسة نوران؟
يفزع الجميع من ذلك الصوت المرعب، ومن هذه الكلمات التي نزلت مثل الصاعقة على مسمع الجميع. لم يستطع أحد أن يكشف ذلك اللغز الذي يعلق بين الأحرف والكلمات، لتجبرهم الدهشة على الوقوف احترامًا لها.
وأردفت زوجة الأب نوال قائلة باستفهام:
- انت بتقول إيه يا عاصي يا بني؟ يعني إيه مفيش خطوبة من الأساس؟
يرد عاصي دون مقدمة، وكلماته صدمت الجميع، وعيناه تحدقان في ملامح الدهشة التي سيطرت على جميع الحضور:
- هخطب إزاي بس يا أمي وأنا لسة عريس في أول أيام فرحتي؟ أنا اتجوزت حنين.
لتنزل هذه الكلمات مثل الصاعقة على مسمع الجميع، والجميع يحدق بذهول إلى حنين وأعينهم توجه إليها أكثر من مئة سؤال، بينما كانت نظرات حنين معلقة على هاتين العقربتين سلوى ونوران. كانت تنظر إليهما بفرحة وشعرت أنها انتصرت عليهما بهذه الضربة القاضية، بينما أردفت قائلة باشمئزاز، موجهة حديثها إلى كل من سلوى ونوران اللتين تقفان مثل التماثيل لا تستطيعان الحركة من شدة الصدمة والدهشة التي تظهر على ملامحهما من هذا الخبر الذي دمر كل شيء كانتا تخططان وتسعيان إلى فعله:
- إيه يا نوران؟ مش هتيجي تباركي لي أنتِ وعمتي سلوى؟ ده أنا حتى اتجوزت الدكتور عاصي.
وفي هذه اللحظة، استيقظت نوران من تأثير الدهشة التي كانت تسيطر عليها وعلى عقلها الصغير الذي لم يستوعب ما يحدث إلا الآن. كما لو كانت كلمات حنين صفعة قوية تلقتها على وجهها، جعلتها تعود إلى رشدها وتستوعب ما الذي يحدث، وأن هناك من سرقت حبيبها الذي كان على وشك أن يصبح ملكًا لها هي فقط.
![](https://img.wattpad.com/cover/318851208-288-k720507.jpg)
أنت تقرأ
قصة حنين ج2
Mystery / Thrillerأنني أنا الخادمة التي تربت في منزل ولدها وظللت طول حياتي و أنا أعمل ک خادمة ولم يخطر على بالي يوما ً أنني سيدتة هذا المنزل ولست خادمة لكن.. هناك من سرق طفولتي و سعادتي و حقي في حنان أبوي و جأه الوقت من أجل ان أقوم باسترداد كل شيء كان من حقي في الماض...