الفصل 12كيفكم؟ إن شاء الله تكونوا بخير... مبسوطه كتيره من تعليقاتكم على فصل امبارح وتوقعاتكم ورايكم اسعدني جداً
"في منزل عائلة عاصي"
تقف حنين تحدق في عاصي، الذي لم ينظر إليها ولو للحظة ليتأكد من حالها بعد ما قال. وقد توقفت دموعها أخيرًا لتمنح جفون عينيها قسطًا من الراحة من شدة حرارة هذه الدموع القاسية، لكن توقف نبض قلبها أيضًا من أهوال ما سمعت أذنيها. كانت تعلم أن هذا اليوم سيأتي، لكن لم تتوقع أنه سوف يأتي بهذه السرعة. هدوء مرعب يسيطر على الجميع، لغة العيون هي التي تتحدث: نظرات سعيدة على ما يحدث، ونظرات تتألم مما يحدث، ونظرات جاهلة لا تفهم ولا تستوعب شيئًا مما يحدث. يقطع هذا الهدوء صوت نوران التي قالت باستهزاء:
_"والله عجيبة الدنيا دي، بتخلي أقذر البشر يحلموا ويتأملوا أنهم هيكون ملوك، بس في لحظة واحدة يصحوا يلاقوا نفسهم في الشارع زي ما جم."_
أردفت نوال قائلة وهي تلوي شفتيها على جانب واحد:
_"القذارة مهما تنضفت، بيبقى اسمها قذارة يا حبيبتي."_
نظرت حنين إلى الأرض خجلًا مما تسمع أذنيها. كانت تعلم أن هذه الأمثال موجهة إليها. نزفت عيناها الدموع مرة أخرى، ولم تشعر بها كأنها اعتادت على حرارتها على خديها. وضعت يدها على فمها تكتم صوت شهيقها، أرادت الركض والهروب من أمام الجميع، لكن أوقفتها تلك اليد التي قبضت على معصمها. نظرت بذهول إلى صاحب اليد، ولم يكن سوى عاصي الذي قال:
_"أيوه، معاكِ حق يا أمي، القذارة مهما تنظفت، بيبقى اسمها قذارة."_
ثم نظر أخيرًا إلى تلك التي نظرت إلى الأرض تبكي في صمت، ولم تقدر أن تدافع عن نفسها حتى ولو بنظرة عين، وأكمل حديثه قائلاً:
_"لكن ما فيش أقذر من قلوب البشر اللي بيضحكوا ويشمتوا في مصايب غيرهم. واللي أقذر منهم هو الإنسان اللي بيتظاهر بالحنين وهو في الحقيقة ما عندوش قلب يحس، أو كان عنده، لكنه قتله وقتل ضميره بيده."_
شعرت نوال أن هذه الكلمات موجهة إليها، تفوهت قائلة باستنكار:
_"قصدك إيه يا عاصي يا ابني؟"_
أجاب عاصي وهو يهز إصبعه السبابة قائلًا باعتراض على آخر كلمة تفوهت بها نوال:
_"لا يا أمي، أنا مش ابنك. لو كنت ابنك بجد ما كنتِش قدرتِ تجرحيني وتجرحي كرامتي بالشكل ده."_
تفوهت نوال قائلة، وظهرت علامات الحزن والاستفهام على ملامحها المتجعدة، وغرقت عيناها الخضراوان بالدموع:
_"إيه اللي انت بتقوله ده يا عاصي يا ابني؟ إمتى أنا جرحتك ولا فرقت بينك وبين أخوك قاظم؟"_
أجاب عاصي قائلًا بصوت أشبه بالصراخ، وقد ذبلت جفون عينيه وأبرقت عيناه بالدموع:
_"أنتِ مش بس جرحتيني يا أمي، أنتِ قتلتيني وقتلتي قلبي وروحي لما اتهمتيني في شرفي."_
أنت تقرأ
قصة حنين ج2
Misterio / Suspensoأنني أنا الخادمة التي تربت في منزل ولدها وظللت طول حياتي و أنا أعمل ک خادمة ولم يخطر على بالي يوما ً أنني سيدتة هذا المنزل ولست خادمة لكن.. هناك من سرق طفولتي و سعادتي و حقي في حنان أبوي و جأه الوقت من أجل ان أقوم باسترداد كل شيء كان من حقي في الماض...