الفصل الثالث.صلوا على الحبيب المصطفى.
نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم.
**في منزل عائلة عاصي**
الساعة 7 ونصف صباحاًيجلس على مائدة الطعام كل من نوال وكاظم، الذي يتناول فطوره في صمت ولم يقل شيئاً، مما زاد شكوك نوال تجاهه. أردفت قائلة متسائلة عن سبب هذا الهدوء الذي تلاحظه لأول مرة، وملامحه المتوترة تدل على أن هناك أمراً خطيراً قد حدث.
_خير، مالك يا كاظم ساكت ليه كده ومش على بعضك؟
يرفع كاظم رأسه ناظراً إلى أمه وجهاً لوجه، وأردف قائلاً بتلعثم وزاد توتره، فحمل كأس العصير الذي أمامه وأخذ منه بضع شربات ثم أعاده إلى مكانه قبل أن يقول:
_بصراحة يا أمي، في حاجة؛ أنا كنت عاوز أقولك عليها._
ينهش الفضول وقلق عقل هذه الأم تجاه ابنها الوحيد، وزاد فضولها أكثر علامات التوتر التي تراها على ملامح وجهه. نظرت إليه والشكوك تحوم حول عقلها، وأردفت قائلة بمزاح وهي لا تعلم أنها قالت الحقيقة أو أنها قرأت ما يتبادر في خاطره من ملامحه ونظرات عينيه التائهة، لكنها فضلت قولها بمزاح على أمل أن تكون قد أخطأت أو هلوسة في أفكارها:
_خير يا كاظم، عاوز تقول إيه؟ لتكون تجوزت أنت كمان زي أخوك، من غير ما تأخذ رأي أحد.
ينظر كاظم إلى أمه مندهشاً مما قالت، وعقله الصغير ما زال لا يستوعب أنها أمه والرابط القوي الذي بينه وبينها يساعدها على قراءة كل ما يتبادر في خاطره قبل أن يتفوه بحرف. وأردف قائلاً وهو يشعر بغصة في حلقه والكلمات عالقة في حنجرته:
_هو أنا فعلاً اتجوزت يا أمي.
تهبط الكلمات مثل الصاعقة على مسمعها، فتجبرها الصدمة على النهوض من مقعدها وهي تضرب بيديها على صدرها بقوة، وأردفت قائلة بذهول وصوت عالٍ:
_يا نهار مش فايت، انت بقول إيه يا طاظم؟ اتجوزت؟ اتجوزت إزاي ومين؟
ينظر كاظم إلى أمه بخوف من انفجارها، والأفكار المزعجة تحوم داخل عقله، ولا يعلم ماذا يقول أو ماذا يفعل لإيجاد مبرر مقنع لما فعل. فينهض هو أيضاً من مقعده ويضع يده على كتف أمه محاولاً تهدئتها ليتمكن من تبرير ما فعل، وأردف قائلاً بهدوء:
_أهدئي بس يا أمي، ما حصلش حاجة لكل ده._
تجيب نوال بغضب أكثر وهي تدفعه بعيداً عنها، وخذلتها دموعها القريبة من جفون عينيها فهربت على خديها بشغف، وهي تقول بخيبة أمل قد خاب أملها حقاً في أولادها الاثنين. لم تفعل مثل ما تتمنى كل أم في العالم، وهو أن تفرح بزفاف أولادها وتأتي إليهم بعروس حسب رغبتها وكما تتمناها، لكن ما فعله أولادها كسّر أحلامها وتخطيطها المستمر ليوم مثل هذا.
أنت تقرأ
قصة حنين ج2
Misterio / Suspensoأنني أنا الخادمة التي تربت في منزل ولدها وظللت طول حياتي و أنا أعمل ک خادمة ولم يخطر على بالي يوما ً أنني سيدتة هذا المنزل ولست خادمة لكن.. هناك من سرق طفولتي و سعادتي و حقي في حنان أبوي و جأه الوقت من أجل ان أقوم باسترداد كل شيء كان من حقي في الماض...