في منزل عائلة عاصي
**هبطت حنين من على الدرج وذهبت باتجاه المطبخ من أجل أن تعد فنجان القهوة الذي طلبه منها زوجها عاصي. كانت ترتجف من الخوف وتنظر يمينًا ويسارًا، تطلب من الله ألا يظهر أحد من أهل المنزل أمامها، لأنها في حالة لا تسمح لها بالدخول في جدال مع أحد.**
**وقفت حنين عند مدخل المطبخ وهي تحدق في نوال التي كانت تعد الطعام بمساعدة الخدم ولم تنتبه لوجودها. فجأة، قالت الخادمة بتساؤل:**
_"خير يا عروستنا، محتاجة حاجة أعملها لكِ؟"_
**انتبهت نوال على صوت الخادمة، ونظرت خلفها لتعرف أي عروسة تتحدث عنها الخادمة. عقدت حاجبيها بضيق عندما رأت أن حنين هي التي تقف. تجاهلت حنين نظرات نوال التي لا تبشر بالخير، وأرادت أن تتقدم إلى الأمام لتحضر القهوة لزوجها وتغادر، لكن...**
**أوقفها صوت نوال، قائلة بجفاء وصوت خالٍ من المشاعر:**
_"استني عندك، إنتِ رايحة فين؟ مفكرة المطبخ ده زريبة أي حد يدخلها؟"_
**تراجعت حنين إلى الخلف مرة أخرى، وتفوهت قائلة بصوت مخنوق بالبكاء ومتقطع، وهي تفرك كفيها بخجل:**
_"عاصي طلب مني أعمل له فنجان قهوة."_
**ردت عليها نوال بنفس الجفاء وهي تحدق إليها بكره وغضب:**
_"افضلي مكانك، وفتحية هتعمل القهوة. مش ناقصين قرف على الصبح، إحنا لسه منظفين المطبخ."_
**ثم نظرت إلى الخادمة فتحية، التي شعرت بالحزن على حنين وقالت لها:**
_"وانتي، اعملي فنجان قهوة واديه لها وخليها تغور من وشي، عشان أنا خلاص جبت آخري. مش ناقصة قرف على الآخر النهارده. كفاية من يوم ما دخلت البيت وكان يوم أسود. استغفر الله العظيم، ما شوفناش يوم عادي زي الناس."_
**لم تتحمل حنين هذه الكلمات القاسية فانفجرت في البكاء بصمت، وانهمرت دموعها على خديها وهي ما زالت تقف في مكانها. لم تستطع أن تتحرك، ولم تقدر أن تهرب من مصيرها، وهي تعلم أن القادم سيكون أسوأ من ذلك، ويجب عليها أن تكون مستعدة للأسوأ من هذه الكلمات.**
**وبعد دقائق، تم تحضير فنجان القهوة. توجهت الخادمة نحو حنين لتعطيها الفنجان، وهي تبكي على بكاء حنين. ابتسمت حنين لها ابتسامة باهتة مليئة بالأحزان، وأخذت فنجان القهوة وصعدت إلى الأعلى، وهي لا تعلم ما الذي ينتظرها...**
---
**في غرفة عاصي...**
**ركع عاصي على ركبتيه وهو يحدق بذهول في قطع الأوراق الممزقة أمامه داخل سلة القمامة. أخرج عاصي قطع الأوراق من السلة وبدأ بفرزها على بلاط المرحاض، وجمع كل قطعة بجانب الأخرى. قال بدهشة وهو يحدق في الفراغ أمامه:**
أنت تقرأ
قصة حنين ج2
Misterio / Suspensoأنني أنا الخادمة التي تربت في منزل ولدها وظللت طول حياتي و أنا أعمل ک خادمة ولم يخطر على بالي يوما ً أنني سيدتة هذا المنزل ولست خادمة لكن.. هناك من سرق طفولتي و سعادتي و حقي في حنان أبوي و جأه الوقت من أجل ان أقوم باسترداد كل شيء كان من حقي في الماض...