مازالت الشمس وسط سماء ميلانو، مدينة كل شيء رائع و مبهر، حتى في هذه الحقبة المظلمة، الربيع لطيف و يجعلك تود تقبيل الحياة و احتظانها بحب.بعدما غادرت فرقة الجوالة و القرد الصغير رفقت اصحابه، وقف الاثنان يحتظنان جمال الربيع و جمال المشاعر البريئة التي تدغدغ قلوبهما الصغيرة اليافعة
شد الفريدو اصابعه حول يد روميو، يمتنى ان تظل كذلك للابد، لا تنفصل عن اليد الاخرى، ابتسم بدفئ للذي انزل بصره بخجل قليل قبل ان تنفرد شفتاه بفرحة صغيرة
"لنكمل التجوال... علينا شراء علبة موسيقى لانجليتا" جذب الاخر ليمشي معه
"اوه نعم" شعر كما لو كان للتو قد تذكر امر الفتاة اللطيفة، "نعم نعم" هز راسه "معك حق"
ضحك الفريدو على شرود الاخر و ايماءاته العفوية، كان دوما روميو كنوع من النسمة العذبة اللطيفة، لان ما يفعله نابع من قلبه و لا يحتاج ان يفكر، هو طيب لانه طيب ليس لانه يريد او يتعمد ان يكون طيبا، مسترسل سهل
روميو ليس بذكاء الفريدو، لا يحتاج تمحيصا لما سيفعله لانه يفعله فقط
و هذا ما يجعل الفتى الاشقر عاجزا امامه، و يريد فقط ان يستمر في تتبع ظل معطفه الاخضر و شعره المنكوش البني
كان روميو لا يتوقف عن الانبهار بالاشياء التي يراها، و الزخارف التي تزين التحف القديمة و الزرابي العثمانية و الشرقية
كان كل شيء جميلا، حدق روميو للعبة بشعر اشقر و ثوب احمر طويل، كانت مغمضة العينين جالسة على احدى الرفوف قرب المزيد من الدمى الاخرى
كان روميو مبهورا بها "واااه... انها تبدو انسانة" كانت وجنتاها محمرتان و شفتيها بها لون وردي خفيف.
"انها دمى بارسية" تحدث الفريدو بينما يرمى المكان الذي تستقر عليه عيون روميو "رايتها عندما ذهبت مع عائلتي سابقا لاحد المعارض في مدينة منتريال.... بيانكا كانت مغرمة بهن"
"ارى ذلك" مازال روميو عاحزا عن تحريك عينيه عن تلك الدمية "تبدو كفتاة حقيقية"
"لم اكن اعلم انك معجب بالدمى" ابتسم روميو بمزح
"لااا" خجل روميو، هو ليس فتاة صغيرة "اظن ان انيتا ستحبها كثيرا" سرح قليلا بخياله
فكر الفريدو قليلا، "من هي انيتا" كان صوته متفاجأ و غير محبب كثيرا، "لا اعتقد اننا نعرف فتاة بهذا الاسم"
"اوه، نسيت اخبارك" حدق لالفريدو، كان جاهلا ان الاخر لم يحب ان روميو خاصاه يعرف فتاة ما هو لا يعرفها "في القرية التي اسكنها كنت اعرف فتاة اسمها انيتا والدها صاحب مقهى يجتمع فيه الجميع" ابتسم بود "انها فتاة لطيفة و منفعلة بعض الاحيان... لكن صديقة جيدة"
أنت تقرأ
ميلانو
Short Storyالاسواق الشعبية تنبع من بين اقدام روادها عطور شتى، ذكريات عذبة، فقط امسك بيدي سأنضر الى ضهرك بينما نسير بينهم يصطدم كتفي بين حين و اخر بجسد ما لمن لا يهم، ما دمت ستستدير و تصنع ابتسامة لطيفة كما تفعل دوما، لنكتشف من جديد معا مدينة "ميلانو" الكتاب ال...