كان من المفترض ان ينضم كل من الفريدو و روميو للجميع في تناول وجبة الغداء، لكن الفتى الاصغر كان حقا مصرا، لن ينام الليلة اذا لم يجعل الفريدو يقفز للنهر معهكان روميو واقفا بفخر ينظر للفتى الاشقر العابس بينما ينزع حذاءه و قميصه العلوي، بقي الفريدو فقط بقميص ابيض ذو اكمام قصيرة و سرواله المعتاد
امسك روميو بيده يجره للنهر، لم يكن عميقا جدا كما لم يكن كبيرا حقا، ليس كالذي كان في مدينة لوكارنو، حينما كاد يفقد الفريدو حقيبته الثمينة
"انتضر لا تلقي بي هكذا" بدى الاشقر مذعورا "دعني استعد نفسيا اولا"
"حتى بيانكا تستطيع السباحة" سخر روميو بينما ازداد عبوس رفيقه فقط، نقر شفتيه فوق انف الاخر قبل ان يقفز هو في الماء، اخرج رأسه بينما ترك يديه و قدميه توازن جسده داخل المياه، "هيا تعال"
زفر الفريدو "حسنا" و من ثم بدأ ينزل شيئا فشيئا، تشبث باكتاف روميو بينما يحدق للمياه التي تغمره، يحاول ابقاء راسه في الاعلى، لو كان طويلا فقط قليلا لاستطاعت قدماه ملامسة قاع النهر و لكان الامر افضل
"و الان انضر الي" اعاد روميو انتباه صديقه، "فقط قلد ما افعل و ستكون بخير"
هز الفريدو راسه، سيحب قراءة كتاب عن كيفية السباحة و ماهيتها لكن ليس تطبيقها بهذه السرعة
"عليك جعل قدميك تتحرك بخفة من اجل ابقاءك في الاعلى" لامس روميو باقدامه خاصة الفريدو، جفل الفتى و احب ان هناك اقداما تبقيه في الاعلى، " و من ثم تأكد ان تسحب كمية كافية من الهواء قبل ان.... " نفخ روميو صدره، و بسرعة ابعد ايدي الفريدو ليأخذ غطسة للاسفل
شعر الاشقى بالذعر، تأكد من ابقاء اقدامه في وضع العمل بينما يحاول اخذ انفاسه، الان يريد العودة للصخور و الجلوس بها، بعض الشمس للتجفيف
قفز عندما شعر بايدي روميو تحتظنه من الخلف، كان رأس الفتى يستلقي على كتفه بينما تحدث بتعبير حزين مخادع "لا تجعلني استمتع وحدي"
"اسف" هذا ما استطاع الاشقر قوله "فقط لست رائعا في السباحة"
"اتعلم"كانت انفاس الفتى تدفئ بشرة الفريدو الباردة من مياه النهر" انت مثالي... كامل... انت شيء اعتبرته كقدوة لي... تسبقني بعدة درجات و تقف في القمة"
"لا ليس كذلك" نفى الفريدو "لست اقف في ايت قمة... انا فقط. جالس هناك على مرج بينما احتظن يدك في خاصتي... لا احب ان اكون واقفا في مكان انت لست به روميو"
"لماذا" سأل الفتى، انزل يديه لسارع الاشقر لجعلها تعود لمكانها، هناك في وسط ذلك المكان الذي يجعلهما يطفوان احب ذلك الاحتظان و اكتماله مع روميو، "لست مجبرا انت تقف معي"
أنت تقرأ
ميلانو
Short Storyالاسواق الشعبية تنبع من بين اقدام روادها عطور شتى، ذكريات عذبة، فقط امسك بيدي سأنضر الى ضهرك بينما نسير بينهم يصطدم كتفي بين حين و اخر بجسد ما لمن لا يهم، ما دمت ستستدير و تصنع ابتسامة لطيفة كما تفعل دوما، لنكتشف من جديد معا مدينة "ميلانو" الكتاب ال...