ارتشف من فنجان قهوتي الساخنة....
أراقب دقات الساعة الرتيبة لتعلن موعد ذهابي للجامعة....
اكره الذهاب الى ذلك المقر الملل...
كل من يدور حولي ويدعي انه صديقي....
يخفي شيئا بين ثناياه.....
فانا لا انكر انني خاطف قلوب النساء....
وأمير احلامهم....
ولكن لو كنت العكس... لعشت في الجحيم المستعر....
فالقبيح لعبة بين أيدي الاقوياء....
القانون في ذلك المقر....
ان تكون جذاب لتسلم من اسواط ايديهم وألسنتهم السامة...
وأما الفتيات فلا يفرقون بين قبيحة او جميلة...
فلا يهم إلا المغازلة....
وهناك اشخاص مختصون بنشر الاشاعات....
وظهر إشاعة عني انني متزوج....
فلحقت بي الفتيات ليتأكدوا....
ولكن كل ما ظهر لهم... شقة صغيرة تتسع لشخص واحد... في عمارة شبه متأكلة...
صحيح انني وسيم ولكنني على حافة الفقر..
أعيل نفسي بيدي....
فوالدي متوفي وامي تزوجت من رجل أخر..
وانا الطفل الوحيد.... تتسألون لماذا لا أعيش مع والدتي....
بكل بساطة.... لان زوجها يكره وجهي....
أعيش فقط لنفسي.....
لا أهتم بشيء سوى دراستي....
وفي يوم من الايام.... اصطدمت بفتاة في طريقي الى المحاضرة..... وقع من حقيبتها قلم.... امسكته بلا مبالاة...
وقلت: تفضلي.... لقد اسقطته....
نظرت إلي بطرف عينها.... وقالت: احتفظ به... لقد اتسخ...
اسقطتُه ودهسته بقدمي.....
واكملت سيري.....
دخلت الى القاعة الكبيرة.....
جلست في مكان يختفي عن الانظار......
جلست بجانبي فتاة.....لم ألتفت لارى وجهها..
فانا لا اهتم.... وفجاءة سمعت صوت ناعماً انوثياً: هل لديك قلم زائد.....
قلت: اجل.... إلتفت اريد ان اعطها القلم....
إصطدمت مقلتي بعينها الزرقاء.....
قلت: انتِ؟!!! قالت: اوه... انه انت؟!! هل تريد اعطائي القلم أم ستستمر بالتحديق بي.....
قلت: متعجرفة.... وانا امد يدي لها لأعطها....
اسقطت القلم عمدا....
قلت: اوه... لقد سقط..... ألا تريدينه....
لقد اتسخ.... فانتِ ارقى من تمسكي قلماً وقع على الارض....
لم تستمع لكلماتي....
ونزلت وامسكت القلم.....
أدرت وجهي وعلى ثغري ابتسامة النصر....
ألقيت نظرة عليها.... لأرى ملامح ترتسم على وجهها..... لأول مرة بعد مدة تسرق فتاة عيناي..... نعم.... طوال المحاضرة....
وملامحها تظهر بكل زاوية.....حتى بين اوراق دفتري......
اعتقد انني سحرت لا بل جننت....
كيف افكر في فتاة وانا اقسمت ان لا اعيد تلك الكرّة.....
القيت نظرة أخيرة.... لأرى اسمها على دفترها.....كارون..... ظل يتردد في صدا عقلي..... ماذا فعلت بي؟!!!
لماذا افكر بها.....
وبعد ان انتهينا.... حملت اغراضي.... وذهبت...
لقد ازلتها وبصعوبة من بين ثنايا عقلي....
سمعت ضوضاء في الغرفة المجاورة....
خرجت.... لأرى الصناديق تملئ الممر....
واشخاص يدخلون بعضهم.....
وفجاءة ظهرت فتاة من الشقة.....
خصلات بلون سنابل القمح....
كالحرير.... وعينان تلمعان كالسماء الزرقاء..
وجسد نحيل....
قلت: انتِ؟!!! هل تلاحقينني....
قالت: لا اصدق انه انت..... لماذا يجب ان تكون جاري.... لا يهم....
مدت يدها وقالت: انا كارون... وانت...
صافحت يدها وقلت: سيمون.....
ومنذ ذلك اليوم لم يطرق الهدوئ باب منزلي.....
تقيم الحفلات.... وتدعى صديقاتها....
لا اتذكر متى اخر مرة هدئت......
أنت تقرأ
شِباكُ حبها
Romanceاحببتها رغم انني للحب لاعنُ... جعلتَ نبضاتي تعشقها رغم انني من العشق هاربُ... فهل ستقع بحبي ام أبوح بكل ما في قلبي...