الفصل الخامس والعشرون

1.1K 30 0
                                    

********************

ظللت منتظرا هناك، رأيته يقف أمامك وعلى الرغم من زواجه ومن طفله الصغير لاتزال عيناه تحيطانك بضمة عشق تلهب قلبي، كان يحمل "غفراننا" نائمة وقد غطاها بسترته، حديثك معه، ابتسامتك المرحة، تأملك له وهو يحادثك، اشتعل جسدي بنيران غضب أعمى، رأيته يناولك الصغيرة وأنت تحاولين إعادة سترته له فيرفض هو، نظرة امتنان وابتسامة شكر منك، استعر الجحيم بداخلي، لظاه سيصليك بعذاب لن تتحمليه، أتخونينني "شهد" ؟ هل هذه هي النهاية ؟ مللتِ حياتك معي، أرهقتك قسوتي، أتعبك جفائي ولامبالاتي فبحثت عن الحب والعشق مع غيري ؟ ومن ؟ غريمي اللدود "كريم"، ألهذا تمنعين نفسك عني منذ عودتي من سفري ؟ ألهذا لم يسعدك شفائي بما يكفي ؟ ولهذا كلما اقتربت منك تجمدت كلوح ثلج قطبي ؟ وأنا الأحمق الذي عدتُ متلهفا مشتاقا لأبثكِ حبي، حسنا زوجتي العزيزة، لقد انتهى الأمر، وهذه المرة ستكون هي النهاية القاصمة، دخلتِ بسرعة من بوابة المنزل الخارجية وأنت تحملين "غفران" مغطاة بسترة معشوقك الجديد، تحمل رائحته ودفء جسده، وجدتنِي واقفا أمام باب المنزل الداخلي، كانت عيناي تمتلئان ببرود لم أعلم من أين أتيت به! ابتسامة ترحاب ترتسم على شفتيك، أستخدعينني يا صغيرة ؟ لا أظن، اقتربتِ وأنت تهتفين :
" وليد، متى عدت ؟ موعدك كان بعد يومين "

ثم اقتربتِ أكثر وابتسامتك تتسع مكملة :
" حمدا لله على سلامتك "

أكنت تريدين مني التأخر أكثر ؟ لتقضي وقتا أطول مع حبيبك الجديد ؟ أو ربما القديم وأنا كنت الغبي المخدوع طوال الوقت، لمحتِ البرود والقسوة على وجهي فصمتِ لثوان ثم وقفت أمامي وسألتني :
" ما بك وليد ؟ أأنت بخير ؟ "

كللني الصمت للحظات وأنا أتطلع إليك بغضب مكبوت، ثم جذبتك بعنف من مرفقك لألتقط الصغيرة منك، ألقيت سترته على أرض الحديقة وأنت تتطلعين إليّ بدهشة وعدم فهم، حملتها بيد وبيدي الأخرى قبضت على ذراعك وقمت بجرك خلفي بسرعة، ناديت مربية "غفران" وناولتها إياها هاتفا :
" اعتني بها "

أمرا سريعا مقتضبا وأنا أجذبك خلفي بلا اهتمام لتقولي بسرعة :
" وليد انتظر، غفران حرارتها مرتفعة تحتاج لدواء "

لم أهتم بكلامك، بل صعدت بك للطابق العلوي نحو غرفتي، دفعتك داخلها وأغلقت الباب خلفي، وقفت أتطلع إليك وعيناي تكادان تخنقانك، أما أنت فقد تأوهت في ألم وتساءلت في عدم فهم :
" ما بك وليد ؟ أخبرتك أن غفران مريضة بعض الشيء وتحتاج لبعض الرعاية "

تجاهلت كل شيء، وكل حرف نطقت به، وكان سؤالي ناريا غاضبا :
" ألهذا تمنعين نفسك عني شهد ؟ "

علت الصدمة وجهك، بدا عدم الفهم على ملامحك، تساءلت بحروف متقطعة :
" ماذا ؟ لماذا ؟ ماذا تقصد ؟ وما علاقة ذلك بصغيرتنا ؟ "

|| إيـجّـن || عندما يتلبس العشق شبح الانتقام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن