الفصل السابع

1K 30 6
                                    

**********

هل ترين "شهد"، ملكتي الصغيرة ؟ ها قد أتى اليوم، أصبحت زوجتي، لم تعودي تلك الطفلة التي أطعمها بيدي وأهدهدها في مهدها، الصغيرة التي أحملها عاليا وألقيها ثم أعود فأتلقاها بين ذراعي وهي تضحك بشقاوة وسعادة، المدللة الغيور التي كانت تغار من زميلاتي وأغار عليها من هواء يداعب خصلات شعرها فيجرح بها عينيها، أنت الآن عروسي، ولم يعد لأي أحد مجرد حق أن يفكر بك حتى أو تَمرُين بخياله، بارك يومها زواجنا ابن خالتك الوسيم "كريم" كدت أحطم أصابعه وهو يصافحني وملامح الغضب تبدو عليه، لم أهتم، فأنتِ الآن لي صغيرتي، انتهى الحفل بمباركات الأهل والأحبة، ودعوات بالتوفيق وأن يتمم الله لنا بخير، ومع كل دعاء كان يلهج قلبي قبل لساني بقول " آمين"، كنت صغيرة زوجتي، عامك الجامعي الأول سيبدأ في غضون أيام، وأنا رجل أرتع في مرحلة النضوج، شعرت أنني كأبيك، لابد أن أحتويك وأشعرك بالأمان في كنفي كما يفعل والدك تماما، أتعلمين وأنا أتطلع إليك يومها بعدما تركنا ذوينا في حديقتكم في جلسة عروسين كنت أشتاق بشدة لجدائلك الثائرة، كم اشتقت لملء عيني بصورتك "شهد"، كنت أمنعهما عنك والآن حان وقت استرداد حقي، عيناي مثبتتان على وجهك وعيناك تداعبان الأرض أسفل قدميك، كم أنت رائعة حبيبتي، وعذوبة صوتك تداعب أذني في كل لحظة، وإن لم تنطق شفتاك بحرف، كنت أتطلع إليك في شوق والحنين يملأ قلبي، كأنني لم أرك منذ سنين، وكأن الحروف قد ضاعت مني ومنك، حاولت الكلام، فكل ما خرج من بين شفتي :
" أحبك شهد "

ليزداد خجلك، ويغزو التوتر ملامحك في ضوء أنوار الحفل، عدت تفركين كفيك، مددتُ يدا مترددة لألتقط أحدهما بين أصابعي، بالفعل كانت يدك باردة للغاية تكاد ترتعش، قلت مداعبا لعلني أزيح عنك بعض القلق :
" والآن ماذا ؟ لقد خُدِعت "

ها قد أفلحت خطتي، لتلتقي الأعين وأنا أعزف بعيني سيمفونية عشق صامتة وأرسل برسائلي لقلبك عبر أهدابك، رفعت عينيك إليّ في دهشة وأنت تتساءلين :
" ماذا تعني وليد ؟ "

احتضنت كفك الباردة بين كفيّ وكأنني أبثك بعضا من دفء قلبي ثم أجبتك :
" لم يقولوا لي أن العروس تعاني شيئا ما يسبب برودة كفيها "

ابتسمت بخجل وحاولت سحب أصابعك لكنني تشبثت بها كغريق وجد طوق نجاة على حين غرة بعدما فقد الأمل، عدت تنظرين أرضا وتهمسين :
" اترك يدي "

داعبتك وقتها ثانية :
" ولمَ عليّ أنا أفعل ذلك ؟ "

ها أنت تحاولين انتزاع روحي مني بسحبها بعيدا مجددا، لم أفلتها فهتفتِ في خجل :
" اتركها وليد "

كدت أضحك، لازلت طفلة عنيدة، وبعد جدال صغير ستصرخين في وجهي، لم أهتم لطلبك، فقط مددت أصابعي لأداعب ذقنك برفق وأنا أرفع وجهك لأتلمس طريقي لعينيك وأعود لأهمس :
" تعلمين أنني لن أفعل "

ولأرق أنثى رأيتها أهديت قلبي للمرة المائة، وهمسة العشق الأزلي يصرخ بها بين ضلوعي في توق ليوم اللقاء .

|| إيـجّـن || عندما يتلبس العشق شبح الانتقام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن