-4-

9.4K 442 379
                                    

اليَـوم الثَانِـي'

- ١١:١١ م

مَسجونةٍ في تلكَ الغُرفة مُنذ أن جَلبوها إلى هُنا، كانَت جالسة في رُعبٍ كَبير وهي بها


إنَها الآن نَائِمة بَعدَما تَعِبَت مِنَ شدّةٌ بُكائِها كَطفلٍ صَغير اخَذوه من حُظن والِدَته قَسرَاً


نائِمة كَطفل داخِل رَحم والِدَتُه، بِقرفصاء. فَهَذه حَركةُ نومَها المُعتادة التِي تَرتاحُ بهَا

فُتِحَ باب الغُرفة بِكُل هُدوء يَدخُلَها..
اغلقُه خَلفه ثم بدأ يَخطي ناحيَتَها ليَرى وَجهُ مَن جَعَله يُشفى منَ الموت. ليرى صاحِبُ الدِماء الذي يَمشي بِعروقِه الآن

وقَف بِجانِبُ سَريرَها الضَخم بَينَما هي تُعطيه ظَهرَها، ظَل يَتأمَل ظَهرها لِلحظاتٍ

ثم التَفَت نَحو الجَانِب الآخَر من السَرير ليَفز قَلبه عندما قابَل وَجهَها، فَهذه الفزة الغَريبة و الأولى التِي اتته في حَياته

لقد صُدعَ من شدّةٌ جَمالها، وبريئة بشكلٍ كَبير

كان يَتأمَل وَجهَها لِلحظاتٍ طَويلة وبِشكلٍ عَميق

اقتربَ منها أكثَر يَجلسُ بِجانِبَها علىَ حَافةُ السَرير وَهوَ مُتَواصِل النَظَر بِهَا بِتأمُل.

كانَت لَديه رَغبَةُ كَبيرة بِلَمس وَجهها الأخاذ

مَد يَده على وَجهَها يَتحسَسُه جَاعِل حَاجبَيها تُعقَد لِتَفزَع بِحالةُ هلعٍ شَديدة بِسبَب ما مرَت به

ابتعدَت عَن ذِراعُه التي لا تَرى سِواهَا في هَذا الظلام، كان الضوء فقط في بُقعةُ سَريرَها بِواسِطةُ ضوء القَمر القَريب

أبتلعَت ريقَها بِقَلبٍ كَاد أن يَتوقَف، لِتَقول بِأرتِجافٍ "م.. من!"

"لا يَهُم مَن أكون، الذي يَهُم إنَ جَمالُكِ اتعَب قَلبي وعيني" نطَق بِصَوته الأجش المُرعب الذي جعلَها تخاف أكثر.

"أرجوكُم دَعوني أعود لِشَقيقَتي"

"لَن اسمَح بِذَلكَ، كيف لي أن أتخلى عَن فَتاة شَبه المَلاك مثلُكِ"

"الظلام مَع صوتُكَ هَذا سَيجعَل قَلبي يَتوقَف، أرجوكَ أشعِل الأضواء".

أبتسَم على جَنبٍ تَزامُنَاً مع تأمُله فِي وَجهَها، ليَقول مُلبي طَلبَها سَريعاً "أشعِلوا الأضوَاء"

تلفَظ بِصيغةُ الأمر مع أحدٍ ما، لكِن الذي جَعلها في صَدمةٍ كَبيرة عندما اشتعلَت الأضواء من تِلقَاء نَفسَها. كان لا يوجَد أحد في الغُرفة سِواهُم فقَط!

حدقَت به بِنظراتٍ خائِفة تَتفحَص ملامحُه ناسية أمر إشعال الأضواء من تِلقاءُ نَفسَها


انا وهي والظلام || 18+حيث تعيش القصص. اكتشف الآن