مُوْنْمَارتِر

507 42 45
                                    

في شوارِعِ مُوْنْمارتِر المُرتَفِعةِ ، حَيُّ الرَّسّامينَ و الباحثينَ عَنِ المَجْدِ ، و في مَنْزِلٍ يَدمُجُ ما بَينَ العَراقَةِ و التَجديد و جُدرانٍ فَخمَةٍ زَيَّنَتها لوحاتُ إيتيان مورو و إدغار ديغا و إدوارد غونساليس و عُطُورُ اللَّيلَكِ الفَوّاحَةِ مَعَ أغاني غارو المثيرةِ بِصَوتِهِ الرُّجولي الخَشنِ و آهاتِ حَسناءٍ فرنسية كانَتْ مُنتَشِيَةً و مُسْتَمْتِعَةً بهذا الطَّقسِ المُمَيَّز ...
كانَ دي فولبيان يُقَبِّلُ و يَلعَقُ فَرجَها و يُلاعِبُ تَراكيبه بِلِسانِهِ و هو يَقُولُ بِصوتٍ مُثارٍ كأنَّهُ ثَورٌ خَرَجَ مُتْعَبَاً مِنْ حَلْبَةِ مُصارعة "كُلُّ شَيءٍ في جِسمِ الإتسانِ يا كاريس هُوَ مُقَدَّسٌ و يَستَحِقُّ العِبادة ؛ حتّى فَرجُكِ هذا" و عاد ليُبادِلها الدَّور فتقومُ بِمَصِ قَضيبِهِ و هو مُلْقٍ بَجَسَدِهِ على الشازلون الأُرجواني فَتَهمِسُ كاريس "أنتَ لَنْ تَكتَفِ أبداً" و تَعصُرُ خِصيَتَيهِ بِقوّة تؤلِمُهُ لِيَقومُ بحَرَكةٍ لا إراديّةٍ بِصَفْعِها بِقُوَّة و يَصرخ "أيَّتُها العاهرة لا تَفعلي هذا مُجدّداً !" فتَقُومَ و بُعُنفٍ تُدْخِلُ قَضيبَ جيرالد بفَرجِها و هي تَصرُخُ مِنَ المُتعةِ "عَنِّفني أكثر ، أُريدُ هذهِ الدّيانة حَقاً" و يَستَمِرَّا في أكثَرِ الطُّقوس المُقَدَّسَةٍ و القَديمةِ للكائناتِ الحَيّة حتَّى يَقذِفَ جيرالد في داخل فرجِها و هو يَلْهَثُ كأنَّهُ مُحتَضِر .
بَعدَما إلتَقطا أنْفاسِهِما سَحَبَت كاريس يَدَهُ لِتُقَبِّلَها و تُخْبِرَهُ بِمَدى حُبِّها لَه
دي فولبيان : آسفٌ حَبيبَتي ، لَمْ أكُن أقصِد ؛ لَقد آلَمْتِنِي حَقَّاً .
لِتَبْتَسِمُ و هي تَحضُنُهُ : أُحِبُّ أن تُعامِلَني أثناء الجِنسِ هكذا .
دي فولبيان : إنَّها مازوخيّة
كاريس : إنَّها البيتزا ، لا أكتَرث ، كُنْ كما أنت .
دي فولبيان : مَتَى نَتزوَّج ؟
كاريس و هي بِنَفسِ وَضعِها على صَدرهِ : لماذا أنتَ مُستَعجلٌ جِداً ؟ هل سوفَ تتركُ جميعَ عاهِراتِكَ مِنْ أجلي ؟
دي فولبيان ضاحِكاً : لا بل سوفَ أمارس الجِنْسَ مَعَكُنُ جَميعاً .
كاريس و هي تَهُمُّ بإعتِلاء جَسَدِ دي فولبيان : أنا الجميع ، مارس معي الجميع ؛ هَلْ مُسْتَعِدٌ لِجولَةٍ ثانية ؟
حَمَلَ دي فولبيان كاريس من فَخذيها و هو يَعضُّ رَقَبَتها بِشِدَّة حتى كادَ أنْ يَنقَطِعَ جِلدُ رقبَتِها و قال بصوتِ العميق : دوماً مُستَعِد ...

.
.

: يا إخوَتِي دَعونِي أُحَدِّثُكُم عَنْ عَوالِمَ غَرِيبة ، العُجُبُ العِجاب ، و التي لا مِثلُها خُلِقْ و لا لِشَبَهِهِا قُرب ؛ جابُرسا و جابُلقا .
تِلكَ مَدينَتينِ أو قارَتين بل حتى كوكبين لله عَزّ و جَل واحدَةٌ في شرقِ الكونِ و الأخرى في غربِهِ لا يَعرِفونَ هل آدم خُلِقَ أم لا و لا يَعرفونَ إبليس و ليسو بِبَشَريينَ و لا ملائكة و مِنَ النُّسَّاكِ العُبَّادِ المُجتَهدين ، لَمْ يَصِلهُمْ شيطانٌ قَطَّ يُغريهِم ، لِلمَدينَتين سورٌ مِنْ زُبرِ الحَديد و لها مائةُ ألف بابٍ عِرْضُ مِصراعَيها مائةُ ألفِ فَرسَخ ، شَديدي العبادة فإذا سَجَدَ أحَدَهُم لا يَرفَع رأسهُ دورةَ هِلالٍ كاملة ، طعامُهُم التَّسبيح و لِباسِهِم أوراقُ الشّجر و لَسَوفَ يَخْرُجونَ مع المَهدي روحي لتُرابِ مَقْدَمِهِ الفِداء .
وَضَعَ الشيخُ المُتَوَسِّطُ في العُمر يَدَهُ على عِمامَتِهِ البيضاء الكبيرة لدى ذِكرهِ للمهدي و إستَعدَلَ في جَلسَتِهِ على المِنْبَر لوَضعٍ أريح قليلا ثُمَّ إستَرسَلَ في كلامِهِ : و تِلْكُم يا إخوَتي بِها سبعونَ ألف ألفٍ (بمعنى سبعون مليوناً لأن العرب قديماً كانوا يضاعفون المراتب العليا بتكرير المراتِبِ الصُّغرى) مِنَ اللُّغاتِ و يَدخُلُ كُلّ بابٍ مِنها سبعون ألف ألفٍ مِنَ المخلوقات فلا يخرُجونَ مِنها إلى يومِ القيامة و أئمتنا حُجَّةٌ عَليهم و هم لا يَعلمونَ بأنَّهُم خُلِقوا بَعد أم لم يُخلَقوا و قال الإمام عليٍّ عليه السلام في خُطبَتِهِ التَطنَجيّة أنا صاحِبُ جابرسا و جابلقا و قال أنا مُدَبِّرُ العالم الأول و هذه يا إخوتي في خطبته التَطنَجيّة و هذا لتوضيح ولايَتِهِ التَكوينيّة و مقام الإمامة و الولاية على الخلائق جميعا التي لديه و الحمدُ للهِ بأنَّهُ جَعلنا مِنْ شيعتهِ و لِيُفَرِّجَ عَنِ العراقِ بجاهه عند الله فما كانَ يوماً عَلِيٌّ بِعادي ؛ كانَ فوق الوصف ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 29, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

موشيه بن بنيامين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن