"عاهرٌ لعينٌ"
تحدث أحد حراسِ السجنِ الذينَ اعتدو على ارتيم بالضربِ خلال إقتحام زنزانتهِ ، لقد تم نقله إلى مكانٍ آخرَ ، بعيد جداً لايعلمُ أين هو بالتحديدِ ولم يعد يحسُ حتى بمرورِ الوقتِ يشعر بالدوارِ الشديدِ و الرغبةِ في القيءِ أمعائه تنقلبُ بشكل وحشيِكانت يداه مكبلتانِ على الكرسيِ الحديدي الصدئِ صدرهُ عارٍ وعليهِ ندوبٌ سطحيةٌ ، الحياةُ في السجنِ جحيمٌ فعليٌ الموتُ يبدو رحيماً جداً مقارنةً بالعيشِ هُناَ فئة من السجناءِ - وهي الأضعف- أمثال ارتيم يفضلونَ خنقَ أنفسهُم في زاوية زنزانتهم العفنةِ على مواجهةِ الحياةِ هُنا
لكِن ارتيم على ما إعتقد أنه كان محظوظا جداً ليتخذ يوسف إمبراطور السجن كدرعٍ لهُ ، وفجأة بدا لهُ أنه واقع في الحب مع هذا الوحشِ الكاسِر الذي يُخيف نزلاء نورثن كولان
هل يوجد حتى حب في هذا المكانِ ؟ ، بالفعل لا كانت مجرد كذبةٍ اخترعها ارتيم ليخفف عن نفسهِ كان هذا المكان عديمَ الإنسانية وفكرة الحُب تبدو جميلة جداً لتشعرهُ بأنه مازال انساناً
" ارتيم مولانوف .. "
كان صوتاً عميقاً وأجشاً ينبعثُ من الزاويةِ ، صوتُ قطراتِ ماءٍ يتبعه خطواتٌ ثقيلةٌ لحذاء عسكري يصطدم بالأرضِ ، ثُم توقفَ الصوتُ فجأةً لقد جلس الرجلُ على الكرسي الحديدي المقابل لارتيم
لم يتمكن ارتيم من رؤية وجهه ، لقد كانت عيناه معصبتانِ ... تحدثَ الرجل ، لقد أعطى أوامراً لحارس السجن لإزالةِ قطعة القماشِ الرطبةِ من عيني آرتيم
" أنت حيوان يوسف الأليف ، شيءٌ لابأسَ بهِ أعني ذوقهُ ليس بالسيء جداً" قال بسخريةٍ ثم واصلَ بعدَ ضحكاتٍ صفراءٍ لاذعةٍ جعلت ارتيم يشعُر بالاشمئزاز
" أعتقدُ أنك جاهزٌ للإتفاقِ الذي سيجريِ بينناَ في هذاَ المكانِ، إنه إتفاقٌ رائعٌ ستُحبه ... ثُم المعذرة على وقاحتيِ لم أعرفكَ بنفسيِ أُدعى ألكسندر لابد أنك تعرفني أو أن يوسف أخبركَ عني"
بالفعل لايوجد من لايعرفُ هذا العجوُز وكيل يوسف ، ثُم ارتجف ارتيم في مكانهِ شعر بأنه في ورطةٍ كبيرة لاَبُد أن يوسف فعلَ شيئا ما ليتم جلبهُ إلى هنا؟ هل سيقتلونهُ انتقاماً منه؟
كانت الأفكار تتدفق إلى رأسه بشكلٍ عشوائي ، كان يعرفُ منذ البدايةِ انهُ سيقتل لامُحالة في هذا السجنِ ، لكِن بالرغم من ذلك مازال يشعر بالخوف من فكرة الموتِ ولايستطيع أن يتقبلهاَ !
عض شفتهُ السفلى بقسوةٍ وهو يحاول تبرير نفسهِ " أعتقدُ أن سوء فهم حدثَ هُنا"
" لا ، كُل السجلات تُشير أنك ارتيم مولانوف الطبيب الذي دخل السجن بسبب خطئ طبي.. سوف أدخُل في صلب الموضوعِ لأنني أكره المقدمات الطويلةَ ، نُريدكَ أن تقتُل يوسف لم يعُد ذو فائدةٍ لنا إنتهت صلاحيتهُ"
يحاول ارتيم استيعاب ماسمعه ومِن شدةِ الاندهاشِ انفجر ضاحكاً " أنا اقتل يوسف أخبرتكم بأنكم تتحدثونَ مع الشخص الخطئ"
" هارفي .." يقول ألكسندر وقد تقدم الحارس الضخم الهيئة بين الظلال و أعطاه ارتيم لكمة قويةً جعلته يئن من الألمِ و يميل رأسهُ بضعف شديدٍ
لماذا لايقومون باختصار الأمر عليهِ وإطلاق رصاصة في رأسهِ ؟ هؤلاء البشر الملاعين يحبونَ دائماً الطرقَ الملتويةَ
" هل ستقوم بالاصغاءِ إلي هذهِ المرةِ؟" تمتم ألكسندر بخبث " ستقوم بتصفية يوسف و إلا سنقوم بقتل والدتكَ العزيزةِ التي تقبعُ خارجَ هذا السجنِ بدلاً عن ذلكَ اللقيطِ يوسف"
تهديد صريحٌ بالفعلِ "هل تريدُ خسارةَ والدتكَ؟"
يصمت ارتيم كأنه ابتلع لسانهُ ، كان يتعرقُ بشدةٍ ... يحاول استجماع الأفكار والكلمات لكنه يفشلُ ! كُل شيء فوضويٌ ، فوضوي جداً
لماذا يحدثُ هذا معي؟
أنت تقرأ
𝙑𝙞𝙘𝙞𝙤𝙪𝙨
Action«لا يوجد خطأ أبدًا، ولا مُصادفة، حين ترتمي في أمواج الأقدار الإلهية لن ترى إلا خيوطًا مُعقدة مُتشابكة، ستغضب وتشعر بالظلم.》