I

139 6 7
                                    

16:56 pm

كُنت مستَلقِية عَلى الارضِ أسنِد قَدماي عَلى الحائِط ، الجَو حارٌ و الكَهرباءُ مَقطوعَة و لَا طاقَة لِي للقِيامِ بأي نَشاطٍ مَهمَا قَلّ نوعُه -مَتى كَانت لَدي طاقَة عَلى أيّة حال؟ -.

أصواتُ غِناء أُختَاي كَانت تصدَح فِي الشّقة ، و شَخير والِدي لَم يزد الأمر إلا سوءاً .. كَيف لَه أنّ ينامَ أثنَاء هَذه الجلبةِ أصلاً ؟ ، شَعرتُ بالضيقِ و المَرض ، سئِمت مِنهم للحدّ الذي لَن أمانِع فيه إختفاءَهم لفتَرة طَويلَة ، طويلَة جداً .. بدأَت تِلك الخيالاتُ المريضَة تزور مخيلَتي ، أخَالني مُتّجهة نَحو المطبَخ .. أخرج السّكين الأسود الحَاد مِن الدرجِ العلوَي ، و أتجَه لهَم ، واحِداً تلو الآخر ..
مِن أينَ سأبدأَ ؟ أعتَقد أنّي سأبدأ بوالدي ، إنّه ينامُ بعمق ..مناسبٌ تمامَاً حيثُ أنّه لَن يجدَ فرصَة لإيقافِي ، سأبدأ بطعنَة قوية منتَصف صدره ، سأصغط السّكين إلى أعمَق حدّ ممكِن بكلتَا يدايَ ، لَن أنظرَ لوجَهه ، أعرف أنّ الهلعَ سيصيبنِي .. لطالمَا كَانت وجوهُ الأمواتِ أكثَر مَا يرعبِني .. عينيهِم تحديداً .
أستَعدتُ واقْعي لأَجد أنّي كُنت أنظرُ إليه كُل تِلك الفَترة ، لَم تخفَ عَليّ رجفَة كفاي و التَنميلَ فِي أطراف اصابِعي ، رفتُ يدي اليُمنى ونظرتُ لَها بتركِيز ، للبنصَر بشكلٍ خاصٍ..
استَقمتُ متّجهة للغرفَة الأخرى ، لم تَكن غرفَتي بالتَأكيد .. بل غرفَة مشتركَة بين ستةَ اشِقاء ! ثلَاث ذكورٍ و ثَلاثِ إناثٍ -أَكون أكبَرهِنّ-.

فَتحتُ الجَانب الخَاص بِي مِن خزانَة الملابِس المشتَركَة ، ذَلك الجَانب كَان الشىءَ الوحِيد الشّخصي الّذي حضَيتُ بِه طوالَ حياتِي ، لشخصِ مهووسٍ بفكرَة المساحَة الشخصيَة .. كَانت أكثر مَا ينقصنِي فِي هَذه الحياة .

لَا أعلَم لِم اتَجهت يَداي نَحو الذّهبي اللّامع عَلى الرّف الأوسَط .. إنّه خاتِم ، ارتَديتُه .. تحديداً فِي بنصَري الأيمن ..
كانَ مُشعَاً و براقَا بشكِل مزعِج ، ومناقضاً لشحُوب بشرتِي تَحته ، ارخيتُ يديِ لأسفلَ و سَمعتُ صوتَ المعدنِ يصتدمُ بالأرضِية .. لقد انزَلق ساقِطاً مِن اصبَعي بسهولَة بالِغةٍ .. كَان واسِعاً ..

و كبيراً لأحتَمل ارتداءهُ .

شُتاتٌ .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن