21:09 p.m
مالذي فعلتُه اليوم ؟بالأصح .. مالذّي كنتُ أفعَله طوال اليوم ؟ أكلتُ كثيراً .. بطريقَة عشوائية ، تحدثتُ و ضحكتُ .. و تواصلتُ كثيراً ، كان صوتِي عَال .. كَان حديثي مُكللاً بالتفَاصيل التي لَم أكن أدركها حتى نطقِي بِها ، اختلقتُ العديد مِن القصص و المواقف التّي بدَت منطقيةً و قَابِلة للتصديقِ ، أقف الآن مراقِبة إنعكاسي فِي مرآة دورةِ المياه .. وجهِي قَد تصَبغّ بالأَحمر ، هَل و بالصدفَة إعتَرانِي هذا الحمَاس بسببَ هذَا التجمّع ؟ هَل رغبَتي بِلفِت الإنتباه تزدادُ سوءاً مَع مرور الأيامِ ؟
أشعر بالخمُول ، و التعب .. ليست لِي رغبَة حتّى فِي تحريك عضلاتِ وجهي
أتمددُ الآن فِي إحدى غرفِ مَنزل جدّتي (أمّ والدَتِي ) الفَارغَة ، شغّلت التّكييفَ و أحضرتُ مستلزَماتِ نومِي بعدَ أن بدلتُ مَلابِسي لأُخرى خاصّة بالنّوم .. عندمَا نظرتُ للسقفِ .. مرّت أمَامي بعضٌ مِن مواقِف اليوم ، شعرتُ بالخزِي و العار .. لَم يكن عَلى التواصُل مَع أحد .. لقد نظروا لوجهِي ولاحظوا البثور الكثيرة المنتشرةَ فِيه ، لاحظوا اختلافَ حجم عينَاي و اسنانِي الصفراء و ابتسامتِي اللثوية القبيحة ، رأوا الشعراتِ البيضَاء فِي رأَسي ، شكلِي كان فضيعَاً و ملابِسي كَانت سيئة ، صوتِي الراجِف و تأَتأتِي و تعابير وجهِي حمقَاء ..
لقد رأَوا كَل ذَلك ، لَم يخبرنِي أحد لأنهم التَزموا الصمتَ كَي لا يحرجُونِي ..الأسوء أنّي جلبتُه لَنفسِي .. لَم يجبرنِي أحد عَلى ذلِك بَل كُنت أجبرُ نفسِي طوال الوقتِ
لَطالمَا أجبرتُ نفسِي عَلى أشياء كَان مِن حقّي رفضهُا و عدمُ الانصياع لَها ولَازلتُ لَا أعلمُ السببَ حقّاًشعرتُ بالقلقِ و الإنزعاج ، ارغبُ فِي البكَاء ، و لَكنّي لَا أستطيعُ .. تهبِطُ الدموعُ دائَما متجمّعة فِي حلقِي لتخلِق كتَلة ثقيلَة لَا تُبلع و لا تُستفرغُ بَل تضغَط هُنَاك بتَفانٍ ..
يعتريني الغضبُ و تتجه يداي مطَوقَة عُنقِي ..ابدَأ بالصغط أينَما تِلك الكتَلة ..
آه ، هَذا مُريح
يزدادُ تَضييقِ كفّاي .. قَليلاً بعد ..
بدأَتُ اشعرُ بالخدر فِي رأسيِ ، نبضاتُ قَلبِي تتسارعُ و و انفاسِي تتصارعُ لللدخُول و الخروجِماذَا لَو قُمت بالضغطِ أكثَر ؟ كَيف سيكُون الشعور .. شعور الاحتضَار ؟
بدأَت بنسجِ تخيلاتٍ درامِية عَن انتحَاري ، و مَن سيجدنِي و كَيف ستَكون ردة فعِلهم .. هَاتِفي مقفل لذَا لَن يتوصَلَوا لَأي شىءٍ ..لَن تتَسنَى لِي فرصَة اظهَار مَن أكون .. سيبررونُ الأمَر أنّ جِنّاً قَد تَملكَني و دفعنِي للتفريطِ بحيَاتِي ، و سيقَال أنّه بعدٌ عَن اللّه لَكّن الأمر لَيس كَذلكَلَم يعد فِي جعبتِي طاقَة لاحتَمال أي شىء مَهما بلغُت بساطتَه ، لَم أعد أريدهم ، أريد الرحِيل ولستُ أهتمّ للوجهَة ..
ارخِيت يدي .. كنتُ دائماً شخصاً مُتداعٍ لَيس لَه ثباتُ أو قَرار ، هَذه لِيست إلا أحدى القرارتِ التّي لَم أستطع اتخاذها بَل اجبرتُ عَلى عكسِها
اجبرتُ عَلى الحياه .
أنت تقرأ
شُتاتٌ .
Teen Fictionقِصّة مَا .. لَم تنتَهي بعَد. ⚠️ -مذَكرات . -عُنف ، أفكار و مصطلحات قَد لَا تناسب البعض . - mist.