أزالت الشريط اللاصق الذي أحكم غلق الصندوق الورقي، انقبض قلبها وشعرت برهبة وهي تفتح الصندوق، جمدت الصدمة ملامحها من ذلك المنظر المريع الذي رأته أمامها، ارتجف جسد جميلة بقوة وهي لا تستطيع فهم هذه الرسالة المبطنة، دمية طفلة تشبهها في الملامح كثيرًا، استقرت بصدرها رصاصة، ملطخة بالدم في منظر يقشعر له الأبدان، بجوارها مسدس تملؤه بقع الدم، الصندوق من الداخل تناثر عليه الكثير من الدماء، وما أثار رعبها حقًا هي تلك الرسالة التي كتب عليها:
"Just Few days"
"أيام قليلة فقط"
شلّ الرعب ملامحها قبل أن تستمع لصرخات فاطمة تكاد تصم أذنها، هبطت إلى الأسفل بسرعة، سليم ملقى على الأرض ورجال البلدة يحاولون حمله لأقرب مشفى، عمتها تضرب خديها بكفيها وهي تصرخ ولا تردد إلا كلمة واحدة:
_ياريتني..
أمها تضع كفها على فمها ودموعها تسيل بعنف، أما جدها فيقف محملقًا في الفراغ بصدمة، أما هي فشعرت أن قلبها يخلع من مكانه وهي لا ترى إلا جسده وهو ساكن أمامها هكذا..
أيعقل؟
هل ذهب؟
أنت تقرأ
اكتفاء_ رحمة النجار..
Aksiوما بين عنادها وكبرياءها وحبها تقلبت ليالي كثيرة، وآن الآن أن يخفت صوت عنادها وكبرياءها وعلا صوت حبها يناشدها الإنتصار له، فما كان منها إلا الإستسلام لصوتٍ ظنته خافتًا وهو يدوي بحرية داخل أعماقها..