هل شعرت يوماً ما انك اجتزت محنتك وانك قويٌ لن تقهر؟ لا تفرح كثيراً ففي النهاية ستنفجر باكياً بسبب كسرِك لكوبٍ من الماء، حينها فحسب ستدرك انك ام تكن قوياً، بل كنت تتظاهر بذلك، إنه شعورٌ صعب صحيح؟، لا تعلم متى واين قد تشعر بذلك الشعور، احياناً عليك ان تشكر الرب لأنه لم يظهر ضعفك لاحدهم لانك بكيت في غرفةٍ بمُفردك، تبكي وانت تتجاهل ما سيحدث لاحقاً من إنتفاخٍ لعينيك وإحمرارِ لأنفك، ستتجاهل وقتها انك "لاحقاً" ستُسئل عن سبب تعابير وجهك الحزينة او عن سبب كونك اصبحت صامتاً لا تتحدث، لكن احيانا اخرى ستكره نفسك لكونك ترغب فالبكاء امام شخصٍ ما، مهما كُنت تتظاهر بالقوة فهناك لحظه ضعفٍ لن تتمكن من كبتِها، تلك اللحظه اللتي تلمع فيها عينيك وانت حول الجميع لتستمر بإبعاد وجهك عن وجوههم حتى لا يرون حزنك الذي بداخلك.
وقتها فقط ستدرك انك تطحن نفسك من الداخل بعد فوات الآوان.
فقط...حينما تبكي امامهم، ستدرك انك كنت تسحق نفسك بنفسك، ثم ستُسئل من قِبل الجميع لما تبكي، هل ستستطيع ان تُجيب؟ إنه من الصعب ان تقول لهم "انك حزين" او "انك تشعر بالتعب والألم" لن يتقبلوا ذلك كإجابه؛ فهم معتادون على رؤيتك قوياً.
حينها فقط ستسأل نفسك سؤالاً تافهاً كسبب بكائك حينها، هل كان يستحق الامر بكائي؟ هل اصبحت ضعيفاً لهذا بكيت؟ حسناً انت تعلم اجابة سؤالك داخلياً، انا لست ضعيف إنما روحي القوية قد إستُهلِكت وتأذت لدرجه بكائها على كوبٍ مكسور، فحينما نظرت الى الكوب تراود في ذهني شيئٌ واحد "إنه كوبٌ مكسور تماما كـ روحي"، ولكن يبقى السؤال المهم الذي يراودك، لما لا استطيع قول مشاعري على الملأ كما يفعل الاخرون؟