'حـديث الـمساء' ||evening talk

.الوجه الاخر للصوره!..

الوجه الآخر للصورة!  🔖

يحكى أن مهرجاً كان ذائع الصيت لخفة دمه
يقصده المتفرجون من كل حدب وصوب
فقد كان بإمكانه إضحاك الصخرة الصماء!

غير أن المهرج الذي كان يُضحك الآلاف كان حزيناً جدا في داخله!
قصد أمهر أطباء المدينة

وبعد رحلة علاج طويلة قال له الطبيب :

أنت لا تشكو أي مرض عضوي یا سید
على الأرجح أنك تعاني اكتئاباً شديداً

سمعت أن في المدينة مهرجاً يجعل المتفرجين يقفزون عن كراسيهم لخفة دمه
أقترح أن تذهب وتتفرج عليه فربما أخرجك من حالتك!

نظر المهرج إلى الطبيب بعينين دامعتين وقال له بصوت حزين :

أنا ذاك المهرج يا سيدي!

2

هناك وجه آخر للصورة

الساذجون فقط يكتفون بوجهها الأول

بائع الورد ليس رومانسياً كل ما في الأمر أنه يبحث عن لقمة لأولاده

والمصور الذي يطلب منك أن تبتسم لا تهمه ابتسامتك كل ما يهمه هو الصورة فقط!

الصياد الذي يجلس أمام البحر ساعات لم تهجره حبيبته ولكنه اعتاد أن يعرف رزقه من الماء

الطفل الذي يبيع الحلوى في الشوارع لا يكره الحلوى ولكنه يعرف أنه إن أكل حلواه فلن يجد في المساء رغيفاً!

الفلاح لا تعنيه البيئة ولم يسمع يوما عن حزب الخضر إنه ببساطة بری سنبلة القمح ريالاً
وحبة التفاح على الشجرة ليرة وحبة وغصن الزيتون درهماً

العلم ليس بالضرورة صاحب رسالة

والطبيب ليس بالضرورة ملاكاً

يدفعنا تحصيل الرزق لفعل حاجات لا نستلذ بها

فحفار القبور لا يعتاش إذا لم يمت أحدا

3

العباءة السوداء ليس بالضرورة أن تحتها امرأة فاضلة

واللحية الطويلة تغلو زيّ عمل أحيانا!

هناك عصاة يحبون الله ورسوله أكثر من دعاة کثر تعرفونهم
ولكنهم لم يجدوا من يأخذ بأيديهم إلى الله
ولكن الدعاة فتحت لهم المنابر وشاشات التلفزة

أتعرفون لماذا ظهر المنافقون في المدينة
ذلك أن من اختار الإسلام في مكة اختاره على يقين منه أنه يُعادي مجتمعاً كاملاً فلم يكن في الأمر وجاهة قط وكل ما كان في باله رضى الله ليس غیر
أما في المدينة فقد صار الإسلام السلطة

فاختار البعض الإسلام كي يبقوا جزءاً من المعادلة
لهذا كان ابن سلول يصلي الفجر في المسجد!

4

طبعا أنا لا أبرر للعصاة

وإنما أقترح أن نأخذ بأيديهم إلى الله
وهذه كانت وظيفة الأنبياء!
فلم يبعث الله نبياً إلا في جمع من العصاة

وإني لا أنتقص من الحجاب معاذ الله

ولكني على يقين أن كل واحد منكم يعرف سافرة لا ينقصها من الإسلام إلا الحجاب
ويعرف محجبة ليس فيها من الإسلام إلا الحجاب

ولا أنتقد اللحية ومعاذ الله أن أفعل

ولكن كل واحد منكم يعرف حليقاً لا ينقصه من الإسلام إلا اللحية
ويعرف ملتحياً ليس فيه من الإسلام إلا اللحية

كل ما في الأمر أني أردتكم أن تفتحوا أعينكم جيداَ ولا تخدعكم الصورة التي ترونها!

-انتهى-