الفصل ال16

1.3K 80 2
                                    

الفصل السادس عشر
~ تلك هي المعضلة~
**************

انفصال، عودة،  فراق،  حب، وزواج، 

يحدث في حياة الجميع وهي مازالت على وضعها كل مافعلته أنها فرت هاربة بابنتها لبلد أخرى  تركت " عاكف" يعود لعمله من جديد هذا الشئ الوحيد الذي سيُلهي عقله في التفكير عن ماحدث في تلك الفترة .
كانت تجول المكان وبين كفيها كوبًا من القهوة الفرنسية تعتاب حالها تارة وتؤيد قرارها تارة أخرى وماذا عن " مالك " الذي يعاني من قرارتها المفاجئة دائمًا،  حقًا لو كان صخرة لتحدث من فرط تحمله  تلك اللعنة على هذا العشق الذي لم يكتب له العودة من جديد

سارت تجاه ابنتها  جلست على الأرض وقالت بنبرة حائرة
- هو أنا صح ولا غلط يا ملوكي ؟ 

رفعت الصغيرة رأسها لتنظر لأمها ما إن نطقت تلك الأخيرة اسمها،  ابتسمت لها وكأنها تفهم ما تقوله وهي كل ماتريده أن تلهو مع والدتها بأي طريقة،  بادلتها " سيلا" ذات الابتسامة وهي تتداعب  خديها وقالت
- ياريت كل الهموم اللي في الدنيا قد همومك ياملوكي  ساعتها مكنش هيبقى في مشكلة أصلًا

بدأت في رص العابها من حيث الأولوية، وبلطبع لم تنسى دُمية والدها الذي ابتاعها لها في رحلتها الصغير لو شئنا الدقة في وصف العابها لقلنا أنها تملك محل بأكمله من الالعاب
جدتها لأبيها غمرتها بحنانها، والدها، عمها، وعماتها  الجميع فعلوا المحال لإرضاء تلك الصغيرة التي كانت ترفض المكوث معهم  ولو لدقائق معدودة بدون خالها، مع الوقت والزيارات المتعددة نجح " عابد ومالك" في  إقناعها بالمبيت يومًا أو عدة أيام، كانت والدتها على وشك الموافقة بالعودة لزوجها لتنشأ في جو عائلي سوي، لكنها لم تستطع إخباره بسبب مافعله أخيه، في حقيقة الأمر لاتعرف كيف تخبر " عاكف " بهذا القرار بعد ما فعله " عابد"  والجدير بالذكر أنه لايتدخل في قرارتها بل اعطها كامل حريتها ودعمها في قرار العودة لزوجها، كما طلب منها أن تفصل حياته عن أي قرار تتخذه، بالأخير هو رجل يعرف كيف يتحكم في مشاعره .

لم تتحمل جُرحه بموافقتها وادعت بأنها الآن أصبحت أفضل بكثير،  عادت إلى( المانيا )  تلك البلد التي ولدت ابنتها فيها وتعامل على إنها ابنة البلد وليست مغتربة تُكمل تعليمها تبقى عامًا واحد وتُنهي دراستها نهائيًا، تخصصت في إدارة الأعمال،  مثل أخيها. لإدارة أعمالها  حاولت " شاهيناز" مقابلتها  لتُعيد أموالها وممتلكاتها  لكنها رفضت رفضًا باتًا   وبررت لـ "عاكف" أن هذه أموالها وليس لها أي جنيهًا فيها .   حاول كثيرًا الوصول لحل يرضي جميع الأطراف لكنه فشل .

أوصدت الباب بعد أن وضعت حقيبة سفرها أرضًا رفعت عيناها تتجول في المكان، مرت سنوات كثيرة، تتذكر آخر مرة وطأة قدماها هنا منذ خمس سنوات أو أكثر،   حين فارقت والدتها الحياة  لم تستطع أن تعود هنا،  المنزل الذي كان تتحدث جدارنه  قبل سكانه،  أصبح خالٍ من كل شئ إلا الحزن،   كانت والدتها على حق حين حذرتها ببيع البيت مهما حدث فهو الوحيد الذي يتبقى لها بعد فراقهما،  المكان يعج بالأتربة، سارت تجاه مائدة الطعام
مدت يدها لتزيل الغبار من على المقعد ثم مسحت بكفها على الآخر، جلست عليه وهي تنظر حولها بحيرة
- هتبدئي منين يا جميلة ؟!

لعنة العشق الجزء الثاني من سلسلة العشق الأسود، للكاتبة هدى زايد ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن