«نحن وحدنا، بقبو مغلق، ولدينا سرير، ولن يسمع صرخاتكِ أي أحد...».شعرتُ باختفائها المفاجئ من أمامي، وعلى حين غرة صدحت شهقات ذات وتائر متقطعة تردد صداها في المكان، قطبت حاجبيّ وأنزلت نظري للأرض بسرعة، وجدتُ ييريم تقعد القرفصاء وهي تضم رأسها بين ذراعيها!
«لا تفعل بي هذا، لا تعاملني بهذه الطريقة».
كنت أراقبها من الأعلى بصدمة، كانت تبكي وتشتكي كالأطفال: «أنا لم أتقصد إيذائك، أنا...».
نال منها التهدج وكذلك الشهقة أثناء بوحها، فرددت كلمتها الأخيرة مرة أخرى: «أنا أخاف».
إلهي!
سرعان ما هبطت إلى الأرض عندها وركعتُ على ركبتيّ، وجدتني أقبض على عضديها وأنا أهزها: «ييريم! أنا أمزح معكِ! بحق السماء لم تبكين!».
ذلك لم يجدي نفعًا، ولذلك عمدتُ إلى ضمّها إلى صدري، لعلي أطمئنها فتتوقف عن البكاء: «ييريم ما خطبكِ! بجدية! لقد كنت أمزح لا غير، هيا توقفي عن البكاء، إنه أنا تشانيول!».
حاولت طمأنتها مرارًا وتكرارًا، وصرت أمسح على شعرها، كيف يمكنها التصديق بهذه السهولة؟ أهي مغفلة؟
مع كل شهقة كانت تتحشرج بها، كان نفسي يضيق وصدري يقبض، ما الذي فعلته أيها الأحمق!
إنها تأبى التوقف عن البكاء، يريم الطفلة البكّاءة ما زالت هنا: «لا تمزح هكذا مجددًا».
«كيف انطلت عليكِ المزحة بسهولة؟ بل كيف اعتقدتِ أنني سأؤذيكِ بهذه الشناعة وأنتِ تعرفين بأنني لطالما كنت رجلكِ الصغير، ذاك الذي حملكِ بين ذراعيه في أول يوم لكِ في هذا العالم، لقد كبرتِ في يديّ وأمام مرأى عينيّ، فأنى لي فعل ذلك؟» كنت أردد على مسمعيها.
إنني أشعر بتأنيب الضمير يجتاح صدري بقسوة، وددتُ أن أقوم بتأديبها قليلًا، ولكنني لم أتوقع منها الانهيار بصورة مفاجئة كهذه، أن تقعد القرفصاء كالأطفال وتضج ببكاءها بقلة حيلة، لقد أثارت خشيتي عليها حتى عمدت إلى ضمها بين أضلعي لعلها تهدأ.
«أنت صغيرتي الضفدعة البربرية، لا تخافي مني هكذا، كنت أمزح معكِ فحسب» نطقتُ وأنا أطبطب على ظهرها وأحشر رأسها في صدري، لم أمتنع عن طبع قبلة على رأسها بينما أحدّثها، أنا لم أتقصد أذيتها، أنا لا أكرهها حتى.
رفعت رأسها إليّ وحدقت ب عن كثب، الإنارة الصفراء الخافتة انعكست على وجهها، فأبصرتُ لمعة عيناها البرّاقتين، وكذلك رموشها المبتلة، والاحمرار الذي يحوّط أنفها ووجنتيها وعينيها، الطفلة البكاءة تغير بها كل شيء، ما عدا شكلها أثناء البكاء.
أنت تقرأ
قُبلّة مرتدّة| PCY
Fanficكان من المفترض أن يقضي هدّاف المنتخب الوطني «بارك تشانيول» إجازته في جُزر الكناري، ولكن لإلحاح والديه المستمر، وجد نفسه مرغمًا على حزم حقائبه للعودة إلى دياره في بوسان. على الرغم من أن أفعال والديه تزعجه إلى حدٍ ما، ولكن ذلك لا يعدّ إزعاجًا حقيقيًا...