1

180 28 0
                                    

نظرت اليها المرأة من رأسها حتى اخمص قدميها بضيق
" البت دي مش عاجباني " تحدثت المرأة
" مالها يا بس هى عملتلك حاجة؟ "
" جوزي الحيوان شايفة بيبصلها ازاي"
" طيب هى مالها اديكي قولتي جوزك الي حيوان! " تحدثت صديقتها
" ما هى اكيد لعبت عليه انا بقى هقطع عيشها من المكان وهطين عيشته في البيت "
" انتِ يا بت انتِ بتشتميني!!.. ازاي تتجرأي وتعمليها! " تحدثت تلك المرأة
" انا يا فندم!؟..انا كنت بجيب لحرضتك البنطلون " تحدثت ياسمين
" فين مدير المكان ده!!..انتِ كدابة وقليلة الرباية ومش عارفة ازاي تحترمي زباينك! " تحدثت بصوت جهوري فجاء صاحب المحل بسرعة
" فيه ايه بس حصل ايه يا فندم!؟ " تحدث رمضان
" والله العظيم يا استاذ رمضان انا معملتش حاجة " تحدثت ياسمين وهى تبكي
" الهانم بتقول عليا بغلة والهدوم مش نافعاني لا وكمان بتقولي اني متربتش!!..انا مش هشتري من المكان القذر ده تاني!..انا كنت باجي هنا على طول بس خلاص!! " تحدثت بصوت جهوري
" ايوا يا استاذ انا شاهدة على الي حصل " تحدثت صديقتها
نظرت لثلاثتهم بصدمة
" والله العظيم معملتش حاجة حضرتك عارف اخلاقي! "
نظر اليها بغضب " شش اسكتي! ولا كلمة! " ثم نظر للسيدة وتحدث بابتسامة " انا اسف يا فندم على الي حصل البنت دي مرفودة اهم حاجة راحة حضرتك والزبون دايما على حق "
نظرت اليها بشماتة وابتسمت " متشكرة يا استاذ رمضان "
مسحت ياسمين دموعها وتنهدت بخيبة امل وعادت للمنزل بضيق
" ياسمين " تحدثت زينب شقيقتها الصغرى وعانقتها
" ازيك يا حبيبتي..اكلتي ماما؟ "
" اه متقلقيش اكلت ونامت "
" وانتِ؟ "
" لا انا مستنياكي "
ابتسمت ومسحت على شعرها عندما جاء والدها ونظر اليها
" هاتي فلوس "
" مفيش فلوس!!..مفيش فلوس!!..خلاص انا اترفدت من شغلي! " تحدثت ياسمين بعصبية
" اترفدتي!!.. اومال مين ان شاء الله الي هيأكلنا ويشربنا!..بقولك ايه يا بت انتِ لو مجبتيش فلوس وربنا فيه ناس متكلمين على اختك هبيعها ليهم " تحدث بتهديد فشهقت زينب واختبأت وراء ظهرها
" يا اخي حرام عليك بقى كفاية!!..عيب عليك لما تبقى قاعد في البيت تشرب وتسكر وتسهر وبنتك هى الي بتصرف عليك وعلى البيت كله وقبليها كانت ماما لغاية ما اتهدمت من التعب وجالها انزلاق غضروفي ومرمية في السرير لا حول ليها ولا قوة دي حتى عيبة في حق رجولتك!! " تحدثت بصراخ فصفعها على وجهها بقوة
" ده يظهر انك محتاجة تتربي من اول وجديد! " تحدث بصوت جهوري وهو يقترب منها
" اضربني..اضربني وكسر ضلوعي عشان متلاقيش حد يرميلك فلوس وتسكر براحتك " تحدثت بشماتة فنظر اليها بتمعن واخفض يده
" غوري على اوضتك! "
ذهبت لغرفتها وذهبت وراءها زينب
" اترفدتي ليه!؟ "
" الهانم جوزها بصاص فا قررت تعاقبني انا! " تحدثت بغيظ
تنهدت زينب وعانقتها " معلش يا حبيبتي متزعليش نفسك "
" متقلقيش يا زينب انا مش هسيبه يعمل الي في دماغه هدور على شغل مرة واتنين وعشرة لغاية ما الاقي شغل محترم يعيشنا عيشة كريمة " تحدثت بهدوء
" ياسمين انتِ تعبتي وشقيتي انا لازم انزل اشتغل معاكي" تحدثت بحزن
" بنت!..انتِ تركزي على مذاكرتك وبس فاهمة!..انا عايزاكي تطلعي احسن مهندسة ديكور زي ما بتحلمي! " تحدثت وهى تنظر لها بجدية
" بلا مهندسة بلا زفت انا لازم اساعدك " تحدثت بأسى
" ومين ياخد باله من ماما ان شاء الله؟..ابوكي؟ " تحدثت بسخرية ثم تابعت " زينب انتِ يا حبيبتي مجرد طفلة في تانية اعدادي العالم قاسي ووحش اوي اتقي شره انا سلمت امري لله وعايشة عشانكوا وان شاء الله يعوضني خير واقدر اعيشك عيشة جميلة وافرح بيكي وبنجاحك "
ادمعت عيناها وعانقت ياسمين " ربنا يخليكي ليا يا اغلى انسانة في حياتي يا امي التانية "
" ويخليكي ليا يا حبيبة قلبي انتِ " تحدثت ياسمين بحنان وهى تمسح على شعرها وقبلت رأسها ثم اردفت
" انا هعد كدة اشوف اعلانات شغل على النت وهسأل في الجروبات لو حد عايز واحدة تشتغل في البيت "
نظرت اليها زينب بصدمة " هتشتغلي خدامة في البيوت يا ياسمين!! "
" اعمل ايه يعني يا زينب " تحدثت بأسى ثم تابعت " الحمدلله ربنا مديني صحة وبقدر على الشغل المتعب ده وبعدين الشغل مش عيب..ولا هتستعري مني؟ "
" استعر منك!..ده انا لو اطول ابقى زيك؟..حرام عليكي يا ياسمين ده انا امشي فخورة قدام الناس واقول دي اختي الكبيرة وامي التانية! "
ابتسمت ياسمين فنظرت اليها زينب وتحدثت
" ياسمين انتِ ازاي كدة!؟ " حدقت بوجهها
" يعني ايه؟ " نظرت اليها بتعجب
" يا هبلة اشتغلي سكرتيرة في شركة مثلا ده انتِ هتبقي واجهة عظيمة للشركة الي هتشتغلي فيها خدامة ايه وبتاع ايه!..انتِ ازاي متستغليش عيونك الخضرا وشعرك البني الحليوة ده ولا النمش الي في وشك ده يوقع بدل الشركة الف ويتخانقوا عليكي كمان" تحدثت زينب بخبث
نظرت اليها وتنهدت " الشكل مش كل حاجة يا زينب اللبس لازم اكون بلبس كويس وشيك وكل يوم بطقم وعريان ومش عريان وانا مش كدة "
" خلاص يا ياسمين ربنا يكتبلك الي فيه الخير " ابتسمت زينب وعانقتها
تفحصت الهاتف وبدأت في السؤال عن عمل حتى ارسلت لها سيدة تبدو في منتصف الخمسينات امرأة راقية راسلتها
" انا شوفت البوست بتاعك عايزة شغل وشوفت صورتك انا عندي ليكي شغل تحبي تعرفي تفاصيل؟ "
تسارعت دقات قلب ياسمين عندما قرأت الرسالة وراسلتها
" اه لو سمحتي عرفيني التفاصيل "
" انا محتاجة بنت تنضف القصر بتاعتي كل يوم وتكون مقيمة في القصر " تحدثت بثينة
" قصر!! " حدثت نفسها بذهول
" انا موافقة بس ممكن اعرف مرتبي هيبقى كام؟ " تحدثت بحرج
" 7000 في الشهر "
توسعت اعينها بصدمة وتسارعت دقات قلبها بسعادة
" يا منت كريم يارب!! " حدثت نفسها ثم ارسلت
" موافقة "
" تعالي بكرة الساعة 5 هبعتلك اللوكيشن هيبقى فيه بنات غيرك عايزين الشغل واكتر واحدة هلاقيها مناسبة هى الي هتشتغل "
" تمام شكرا لحضرتك "
صرخت وعانقت الوسادة بسعادة
" الحمدلله يارب.. يارب تقبلني "
استيقظت باليوم التالي وارتدت فستان اخضر يتناسب مع لون عيناها وذهبت للمكان المحدد نظرت للقصر بانبهار وطرقت على الباب ففتحت بثينة
" اهلا وسهلا ياسمين مش كدة؟ " تحدثت بابتسامة
فابتسمت ياسمين " اه ياسمين اهلا بحضرتك "
" اتفضلي "
دلفت للداخل وجلست بجانب ثلاث نساء اخريات نظروا اليها بصدمة وتوقعوا الخسارة امامها
" شوف يا ادهم واختار انت الي تحسها محترمة واخلاقها كويسة وتشرفنا قدام ضيوفنا " تحدثت بثينة وذهبت لأعلى
نظرت اليه ياسمين وتسارعت دقات قلبها بقوة عندما نظر لعيناها حاولت اخفاء توترها والتحلي بالثقة بالنفس
" يعني مفيش اسئلة متتوتروش كدة " ضحك ثم تابع " عرفوني عن نفسكوا بس مش اكتر ومحتاجين الشغل ليه؟..وهختار اكتر واحدة احس انها تستاهل الشغل اكتر مع العلم ان مفيش واحدة فيكوا مش كويسة كلكوا كويسين فا محدش يزعل الي مش هتاخد الشغل تعرف لن ربنا كاتبلها نصيبها في حتة تانية"
ابتسموا ونظروا اليه وبدأت ياسمين
" انا ياسمين عندي 24 سنة خريجة تمريض محتاجة الشغل عشان بصرف على علاج ماما وبابا واختي الصغيرة وتعليمها وشايلة البيت كله لوحدي " تحدثت بحرج
" انا نور 30 سنة بحاول اساعد جوزي في المصاريف "
" هناء 50 سنة عايزة اجوز ابني فا بساعده هو وابوه في المصاريف "
" دينا 33 سنة نفس سبب نور "
" طيب يا جماعة مع احترامي طبعا لحضراتكوا ولأسبابكوا بس طبعا زي ما انتوا شايفين آنسة ياسمين ظروفها محتاجة الشغل اكتر "
حركوا رأسهم بالإيجاب وهموا للذهاب وابتسمت ياسمين ونظرت اليه بامتنان " شكرا لحضرتك "
عادت بثينة ومعها لبيب زوجها وياسر الأبن الصغير لها
" بس مش معنى انك استلمتي الشغل عشان ظروفك تفتكري اننا هنتساهل معاكي لا الشغل شغل ولو شوفت اي تقصير منك اعتبري نفسك مرفودة " تحدثت بثينة باقتضاب
" ان شاء الله اكون عند حسن ظن حضرتك " تحدثت بابتسامة وقلبها يدق بعنف من التوتر
" براحة عليها يا ماما " همس ادهم
" اسكت انت يا حنين " تحدثت والدته بهمس ثم نظرت اليها " أنتِ هنا هتنضفي القصر فتفوتة فتفوتة وهتطبخي وهتستقبلي الضيوف ولو لقيت ذرة تراب واحدة بس اعتبري نفسك مرفودة احنا من عيلة كبيرة اوي ومش عايزة حد يتكلم علينا نص كلمة " تحدثت باقتضاب
توسعت عيناها بصدمة " دول هيموتوني! " حدثت نفسها
" حاضر يا مدام "
نظر ادهم لوالدته بذهول
" انا استاذ نبيل جوز مدام بثينة ودول ادهم ابني الكبير وياسر الصغير اعتبري نفسك واحدة مننا ومتتكسفيش يا بنتي " تحدث بابتسامة مطمأنة
ابتسمت " شكرا لحضرتك "
" انتِ اختنا الصغيرة متتكسفيش مننا وحسي انك في بيتك متبقيش متقيدة " تحدث ادهم
ابتسمت وتسارعت دقات قلبها " شكرا يا استاذ ادهم "
" اتفضلي اوريكي اوضتك " تحدثت بثينة
" اختنا ايه دي مزة! " همس ياسر
" احترم نفسك يا بتاع " تحدث ادهم بحدة
دلفت لغرفة صغيرة مفروش بها ملاءة على الارض ووسادة وغطاء نظرت ياسمين بصدمة وحدثت نفسها " ايه الناس الرهيبة دي انا عملت في نفسي ايه "
" دي كانت اوضة الخدامة الي قبلك اتفضلي غيري هدومك وهتبتدي من بكرة هتلاقي لبس الخدم متعلق في الدولاب "
" تمام شكرا لحضرتك "
دلفت للداخل فذهب ادهم وراءها وهمس " استني "
" نعم يا استاذ ادهم " تحدثت بقلق
ابتسم " هجيبلك مرتبة..متزعليش ماما شديدة شوية بس هى طيبة والله "
ابتسمت " شكرا "
ذهب لغرفة الخرداوات وامسك بمرتبة قديمة حاول تنظيفها جيدا من الاتربة ووضعها بغرفتها لمعت عيناها بسعادة
" شكرا اوي اوي لحضرتك "
" انا عارف ان الدنيا صعبة عليكي اوي عشان القصر كبير جدا مش هتقدري عليه لوحدك فا هقنع ماما نجيب واحدة تساعدك لأن كدة كتير عليكي وانتِ عندك مسؤوليات انتِ تطبخي وتنضفي الأوض بتاعتنا وتستقبلي الناس وهى تنضف بقيت القصر وتساعدوا بعض"
" انا مش عارفة اقول لحضرتك ايه بجد شكرا اوي! " نظرت لعيناه بامتنان
" العفو يا ياسمين تصبحي على خير " ابتسم وذهب من الغرفة
اغلقت الباب وبدأت في تغير ملابسها وكان يشاهدها ياسر من ثقب الباب الذي يوضع به المفتاح
" يخربيت حلاوتك ايه ده " ذهب لغرفته بسرعة قبل ان يلاحظ احد
هاتفت هى زينب " ايوا يا زوزو عاملة ايه يا حبيبتي طمنيني عليكوا "
" ماما كويسة اكلتها ونامت زي كل يوم وانا الحمدلله بخير وبابا طبعا قاعد قدام التليفزيون وبيشرب القرف بتاعه "
زفرت " ربنا يهديه..انا استلمت شغل في قصر كبير وبمرتب كبير هعيشك أجمل عيشة ان شاء الله "
" بجد يا سوسو!!..طب هتيجي امتى وحشتيني "
" لا للأسف مش هاجي انا بس ممكن يوم الجمعة اجي اشقر عليكوا وارجع اصل القصر الي انا فيه عايزيني مقيمة"
" بتهزري يا ياسمين اعد في البيت من غيرك ازاي!! " تحدثت بضيق
" والله يا زينب انا كمان خايفة ومتوترة اوي ونفسي اجي بس اعمل ايه عشان مصاريفكوا "
تنهدت زينب " ربنا معاكي يا حبيبتي ويخليكي لينا..يلا هقفل معاكي انام بقى عشان المدرسة "
" تصبحي على خير يا حبيبتي " اغلقت الهاتف وذهبت للخارج لشرب المياه
" ياسمين "
نظرت وراءها وجدته ياسر
" حضرتك محتاج حاجة مني؟ " نظرت اليه ونبض قلبها بقوة
" لا لا ده انا بس كنت جاي اشوفك لو محتاجة حاجة "
ابتسمت بامتنان " لا خالص شكرا لحضرتك "
" تصبحي على خير " ابتسم وصعد لغرفته
غلغلت اصابعها في شعرها وتنهدت " انا مكسوفة اوي ياريتني ما جيت " دلفت لغرفتها ونامت حتى الصباح

I Knew You Were Troubleحيث تعيش القصص. اكتشف الآن