١. عَودة؟

446 20 3
                                    

في شتاء 1997 / مرسيليا - فرنسا :
يَستعِد أشقَر الشَعر للذهاب إلى سيتشيليا، لإدارة المَزرعة العائدة لِعائلتهِ بَعد أن تُوفيَ والِده تارِكاً المَزرعة تَحت مسؤوليَته.

بَعد أن حَزَمَ أغراضِه، يَقِف بُندُقيّ العَينانِ امامَ مِرآتِه واضِعاً يَدهُ عَلى أيسَر صَدرِه يَعتَصِرهُ بألَم بَعد أن راوَدَتهُ ذِكرياته في إيطاليا.

قوطِعَ تَفكيره حيثُ أردفَت السيّدة جُوانا ,السيدة التي يعيش معها ذلك البندقيّ، "تايهيونغ بُني أسرِع سَتفوّت القِطار الذي يأخُذك للمَرفأ".

نزَل تايهيونغ ليَقِف امامَ السيّدة جوانا ليقول "خالَتي، سوفَ أشتاقُ لكِ كَثيراً، أعدُكِ سَوفَ أعودُ بأسرعِ وقتٍ"

حيث أدمعَت عَينيّ السيّدة جوانا "بُنيّ أتمَنى أن تَكونَ بخيرٍ هُناك، فأنا اعلَمُ جيداً ما عانَيتْ"

ليُقاطِعهم ذلك الصّوت مُتحدثاً بلَكنَتهِ الفَرنسية "لا تَقلَقي أمّي، لَن ادَعهُ يُعاني ابداً" قال آليكس بَعد أن حَمَل حَقائِب تايهيونغ مُتجهاً بِها الى السيّارة.

خَرَجَ الأشقَر مُودِعاً السيّدة قائلاً
" A bientôt, prenez soin de votre santé... Aurevoir"
.
.
يُلاحِظ آليكس شرود الأشقَر وشحُوبِه ليُردِف قائِلاً "تايهيونغ هَل أنتَ بِخَير؟"

ليجيبه تايهيونغ "أنا لستُ كذَلك آليكس، أنا خائِف، لَقَد مرّت سَبعُ سَنواتٍ لَعينة لَكنّي إلى الآن لَم أستطِع أن أتَخَطاه!"

"ماذا لَو صادَفتُهُ هُناك؟ كَيفَ يُمكِنني أن أُبعِد هَذا القَلق؟ كَيفَ يُمكِنُني أن أنسىٰ ما حَدَث؟

يصمُت لِثوانٍ و تَجَمعت الدُموع في عَينيه ليُردِف "أُقسِمُ بِبُندُقيّتيكَ فاتِني، ما لِقَلبي أنْ يَنبُضَ سِوىٰ عِشقاً بِك وَهِياماً بِعَينَيكَ"

أخَذَت الدُموع تَتسابَقُ على وَجنَتيه فَقامَ آليكس بإحتِضانِه وتَهدِئتهِ لِيَقول "أنتَ لا تَذكُر لَنا عَنهُ شَيئاً سِوىٰ هَذهِ الكَلِمات، لِما؟"

يبتسِم تايهيونغ بخِفة ليُجيب "تَشَبعتُ بِهِ حُباً إلى الحدّ ألذي لا يَقوى لِسانِي عَلى ذكرِ مَدى حُبّي وتَعَلُقي بِهِ وبذِكرياتِه"

"اخافُ على ذِكرَياتي مِنَ الإندِثار، أخافُ النِسيانَ إن بُحتُ بِها جَميعَها.. أُريدُها في قَلبي وعَقلي فَذِكرياتي مَعَهُ كانَت حَياة لا أجرُأ عَلى نِسيانِها أبداً"

"ذاكِرَتي هيَ وَسيلَتي الوَحيدة للإحتِفاظ بالأشياء التّي أَحَبّها قَلبِي ولَكِن لَم يَكُن المَنالُ نَصيبُه بِما يَرغَب"

"ذِكرياتِي مَعَهُ هِي جَنّتي الرُوحِيّة"

قاطَعَ حَديثَهُم صوتُ صافِرة القِطار مُعلنةً عن وُصولِهِم الى مَحَطةِ المَرفأ ليخرُج تايهيونغ بخُطواتٍ هادئة

تنهد تايهيونغ واضعاً وشاحاً بُنيّ اللون يَوماً ما كانَ مُلكاً لمالِكِ قلبهِ.

يبستم تايهيونغ بسُخرية عِندَما نَظَر مُطولاً للوِشاح الذي لَم يَمَسَهُ ماءاً مُنذُ أن كانَ يُحيط عُنُق مَحبوبِه.. خوفاً مِن إختفاءِ رائِحَتِه.

يَقولُ آليكس "أكانَ هذا الوِشاحُ مِنهُ؟" ليبتسم تايهيونغ مومِئاً برأسِه
"لِما لا زِلتَ تَحتَفِظ بِهِ؟"
اغلَقَ تايهيونغ عَيناهُ مُستنشِقاً رائِحَة مَحبوبِه من ذَلك الوِشاح
,رائِحَتُه التّي إختَفَت بالفِعل،
ليُجيب
"في ذَلِكَ اليَوم...."
.
.
.

يتبع

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

يتبع...

Melodies On ~ TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن