٨. مُجبَر؟

149 10 4
                                    

حضروا دموعكم..
.
.
لَم يَكُن الزَواج قَراري، كُنتُ مُجبَراً"
تَكلمَ جُونغكوك مُتَنهداً
الصّمت هوَ كُلّ ما يُقابِلهُ مِن الأشقَر الذي كانَ غارِقاً في أفكارِه، يُحاوِل إستيعابَ ما يَجري الآن ناظِراً بِعُمق في عَينَي الرَجُل.. لا يُصَدق أنّه امامَه، كَيفَ أصبَح؟ عَجَز عَن وَصفِه! كَم إزدادَ جَمالاً وضَخامةً، مَلامِحهُ الحادّة..

حينَها فَقط أدرَكَ تَايهيُونغ أنّ كُل أسوارَهُ قَد هُدِمتْ، كُلّ مُحاوَلةِ نِسيانٍ قَد باءَت بِفَشلٍ ذَريع!
صِدقاً كَيفَ للقَلبِ أن يَنسىٰ مَن هَواهُ يَوماً؟

قاطَع تَفكير الأشقَر جُونغكوك، امسَكَ بيَد تايهيُونغ الذي إرتَعَش قَلبُه لِهذهِ الحَركة، قائِلاً
"إستَمِع لي أرجُوك.. أقسِمُ بِبُندُقيتاكَ فاتِني، شَوقي يُهلِكُني وكُلّما شَعَرتُ بهذا الشَوق يَكادُ يَقتُلني، أتَذكرُ ماضينا مَعاً.. كَم كُنّا مِثالِيين حَبيبي؟ إستَمِع لي وأعطِني فُرصة لأستَرجِع كُلّ لَحظةٍ أحيَتنا مَعاً مِن جَديد.. صَدّقني لَن اكُفّ عَن المُحاوَلة هَذهِ المَرة بَعدَ أن وَجَدتُك"

FLASHBACK :
"سنَذهَب غَداً لِخُطبة هان سول! إنتَهىٰ النِقاش."
يتَكلَم السيّد جيون بنبرَةٍ آمِرة تملؤها العَصَبية مُكتَفياً مِن عِناد إبنِه الرافِض قَطعاً لِهَذا الزّواج..

"ولكِن أبي، أنا لا اريدُ الزَواج!! لَن أذهَب"
قالَ جُونغكوك صارِخاً ثمّ ذَهَب تارِكاً أباهُ خَلفَهُ يَتنهد بِغضبٍ مَكتوم..

Jungkook POV :
إرتديتُ مِعطَفي ووشاحِي واخذتُ مِظلتي خارِجاً مِن المَنزِل، أمشِي لِوجهةٍ غيرِ مُحَددة مُحمَلاً بالهُمومِ والآلام حَتىٰ وصلتُ إلىٰ تِلكَ الحَديقة.. أحدِقُ بالسّماء حالِكة سَوداء تملؤها الغُيوم
افكِرُ بطريقة لإخبارِ أبي عَن ميولِي الحَقيقية وأني فِعلاً لا يُمكِنُني الزَواج بِـ هان سول..
ثوانٍ
حَتىٰ مَرّ شَريطُ حَياتي أمامَ عَيناي ولَم أشعُر بِتلكَ الدُموع التي تَسابَقت عَلى وَجنَتاي..
إشتَقتُ لأُمّي..
أنا بأمّسِ الحاجَةِ لَها.. إشتَقتُ لدِفئِها وطيبَتِها، مُتأكدٌ كانَت ستُخبأنِي عَن هَذا العالَم المُظلِم..
لِمَ تَركتِني؟ ألا تَرينَ أفعالَ أبي؟ ألا تَرينَ إرتِجافي الآن؟
أقسِمُ أنّي أصبحُ طِفلاً عِندَما أحتاجُكِ..
هَل تَستَطيعينَ رؤيَتي؟ أعلَمُ أنّكِ الآن نَجمةً مِن تِلكَ النُجوم
ساطِعةً مُشرِقة كَما عَهَدتُك..
.
كُنتُ أسير عائداً إلىٰ البَيت بَعد أن بَدأ المَطَر يُغطي شَوارِع المَدينة غارِقاً بأفكاري غَير آبِه للناسِ حَولي حتّى إصطَدَم بي شابٌ كانَ يَركُض يُحاوِل الإختباء مِن المَطَر، لَم أهتَم وكنتُ سأكمِل طَريقي لَولا قَوله
"اللعنة، ألا تَعرِف حَتى الأعتِذار"
إلتَفتُ ما إن سَمعتُ صَوتَه وآهٍ مِن جَمالِكَ وحُسنِك أيّها البَهي..

Melodies On ~ TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن