الفصل الثامن
...........................................
نظر لها بتعجب رغم ضربات قلبه التي بدأت تطرق بشدة قال لها وهو يدعي الفتور
- اهلا لوسيانا اي ريح قذفتك علي الليلة !!
ابتسمت له بود ثم قالت بعتب
- ماذا !!! الن تدعوني الى الدخول
تنحى جانبا بصمت لتدلفت بترفع صفعه رائحة عطرها الرائع تنفس بعمق واغلق الباب ... ساعدها بنزع معطف الفرو الذي كانت ترتديه ليحبس انفاسه من شدة جمالها وتناسق منحنياتها الرائعه الظاهره من فستان السهرة الاسود الذي ترتديه ... بارتباك شديد علق المعطف على المشجب قرب الباب ليشير لها باتجاه الصاله
- تفضلي لوسيانا
مشت بخطوات متناسقة ثم جلست على الاريكة وهي تضع ساق فوق الاخرى .. اتجه جون الى البار ليسكب كاسين من الشراب الذي تفضله ثم عاد اليها .. اخذت الكاس الذي قدمه لها ووضعته على الطاوله التي امامها جلس جون جانبها باريحيه غير مهتم بتزرير قميصة الابيض الذي اضهر عضلات صدرة الصلبه ... قال بتكاسل
- والان لنرى سبب قدوم الملكة لوسيانا الى منزلنا المتواضع !!
ابتسمت له بغرور هي تعشق اللقب الذي يطلقه عليها جون الملكه يعرف كيف يغذي غرورها ويسعدها حتى لو على سبيل المزاح ... سحبت نفسا عميقا ثم قالت
- لاشيء مهم كنت اشعر بالضجر ففكرت ان اقضي القليل من الوقت معك ان لم يكن ذلك يزعجك
نظر لها جون مليا يكاد يقسم ان سبب الزياره لها صله بروسيندرو لكنه سيدعي الغباء ويصدقها
- انت مرحب بك باي وقت لوسيانا
بقيا فترة من الوقت يثرثران بامور تافهه وهما ياكلان الطعام الجاهز الذي طلبه جون ثم فجأة قالت لوسيانا ببراءة
- الم يتصل بك روسيندرو ؟!
اهااا .. الان بدأت لوسيانا استجوابها لقد انتظرت فترة لاباس بها قبل ان تسأل عنه .. همسها بمرارة ... اجابها بجمود
- كلا لم يفعل لكنه بخير
ثم اكمل بتعمد
- ثم اتعلمين انا مطمئن عليه خاصة مع وجوده لارا
قطبت وتحولت ملامحها اللينه الى اخرى عبوسه
- لا اعرف ما حاجة روسيندرو لخادمة بلهاء كتلك استطيع ان اتدبر له مدبرة منزل اكثر كفاءة وخبرة منها !
ابتسم بسخريه فها قد تناثرت شظايا غيرتها لتصيب قلبه بجروح يصعب شفائها
- هو يريدها ما شئنك انت لتتدخلي اتركيه في حال سبيله لوسيانا ربما يجد السعادة الابديه هويستحق ذلك
انطفئ الوهج بعينيها وسكن الالم بهما وهي تعترف بذل
- انا ... انا ... لا افهم لما روسيندرو يصر على التغابي والتجاهل فهناك من تتمنى نظرة واحده منه
اجابها ببرود
- للقلب احكامه وانت لا تستطيعي ان تجبري وترغمي روسيندرو ليبادلك الحب ؟!
قالت بشحوب
- مالذي تتفوه به جون ؟!
اجابها بقوة مشددا على كل حرف
- انت لا تحبيه لوسيانا افيقي من وهم حبك المزعوم الذي تتخذيه حجة لتغلفي وتزيني به رغبتك به لانه لم يركع تحت قدميك كما فعل الجميع !!
شهقت بعنف وعيناها غارقة بالدموع جون لمس وترا حساسا ... شعر بها ... اجل هي بالفعل لم تحب روسيندرو كانت مأخوذه بسحره وقوة شخصيته بدليل انها لم تشعر بالغيرة من لارا لقد شعرت ربما بالانزعاج والقلق من انها ستخطف قلب روسيندرو قبل ان يخضع لها ؟!!
اهي انانية !!! اهي شريرة ؟!!! لاتعرف !!
لم تستطع ان تجيبه لانه محق ...محق بكل كلمة يقولها
دفنت وجهها بين يديها واجهشت بالبكاء ... لاول مرة لوسيانا تبكي امامه فدائما كانت شامخة وصلبه لا تتزعزع ابدا .. الهذه الدرجة تحبه !!!!
اقترب منها ببطئ ثم دلك كتفها برفق قائلا بهمس معذب
- كفى لوسيانا انسيه صدقيني ستعتادين نسيانه فقط افتحي عينيك وانظري جيدا امامك فهناك من يعشقك حد الجنون
وكانها كانت بانتظار لمسته ارتمت بين احضانه تبكي بانهيار وهي تتمتم بكلمات مبهمة تركها جون تبكي بقهر بين احضانه الدافئة .. تلك الاحضان التي حلمت باحتواء جسدها منذ زمن طويل ... ابعدها قليلا وامسك وجهها بين يديه .. مسح بابهامة دموعها برقة .. اتجهت نظراته لشفتيها المرتجفه ليهبط دون كلمة ويلتقطها بقوة اغمضت عينيها وسمحت له بتقبيلها بينما يديها ارتفعت لتلمس صدره الساخن الظاهر من خلال قميصه الابيض .. لمسة اصابعها جعلت قلبه يهدر بعنف ورغبته بها تستيقظ ... ابعد الحمالات الرفيعة لفستانها ليهبط ويوزع قبلاته على طول عنقها وكتفيها ... كانت مستسلمة له تريد ان تنسى روسيندرو... تريد ان تطرد خياله عنها وصلا بهوسهما المحموم لنقطة اللا عودة ... حملها بين ذراعيه واتجه لغرفة نومة التي كانت مضلمة لا يصلها الا من ضوء شاحب يتسلل من النافذة العملاقة والاضواء الساطعه المبهرجة التي تلقي بظلالها على جدران الغرفة .. يداه كانت خبيرتان قويتان .. تعرفان تماما كيف تمتعان المرأة وترضيها .. جردها من ملابسها الرقيقة بسهولة وهو يركز على زرقة عينيها الرائعة التي بدت الان كانها سماء صافية .. كانت عيناها متسعه بأثارة تنتظر بلهفة ويأس ما سيقدمه لها .. وهو لم يخيب ظنها اذ زرع قبلاته العميقة على جسدها بسخاء ... وكأن قبلاته ايقضت سيلا من الاحاسيس الرائعه داخلها .. جعلت الدماء الساخنه تجري بحرارة في شراينها ... كالمخدرة استسلمت له وبادلة شغفة بشغف مضاعف .. قلبها كان يرعد بقوة وهي تستقبل كل مشاعرة الجارفة ... كان يهمس لها باعذب الكلمات الرقيقة .. التي جعلت الاف المفرقعات الملونه تنتشر حولها.... مع جون احست انها فعلا ملكة ... ملكته هو وحده فقط !!
......................
في الصباح استيقظت متأخرة كانت وحدها في السرير ... ابعدت الشعر المبعثر عن وجهها وهي تسترجع كل ما جرى الليلة السابقة ... تنهدت براحة وتسللت ابتسامة لشفتيها بالفعل كانت مغفلة كيف لم تنتبه لجون طوال تلك الفترة اكانت غبية وعمياء لتلك الدرجة !!
صوته الرجولي اعادها من شرودها كان يقف متكأ على اطار الباب يحمل كوبا بيده .. لا يرتدي شيئا سوى سروال قصير ازرق اللون جسده المتناسق جعلتها تحبس انفاسها
- صباح الخير ملكتي
ابتسمت بخجل وهي تجيبة بصوت مبحوح
- صباح الخير جون
تقدم ببطئ وجلس جانبها ثم اعطاها كوب القهوة .. شربت منه بتلذذ وهي تتجنب النظر لوجهه قال لها بلطف وهو يبعد خصلات من شعرها كانت تحجب الرؤيا عنه
- ما رائيك بان تستحمي ريثما احضر فطورا شهيا لك عزيزتي
همست بخجل وارتباك
- جون انا اريد ان اقول لك بان ليلة امس...
قاطعها بغموض بينما ملامحه لا تنبئ بشيء
- ليس الان لوسيانا فيما بعد
اومأت بصمت وهي تسبل اهدابها بخجل شديد .. نهض وغادر الغرفة تركا ايها تطالع اثره بمشاعر مرتبكة ومبعثرة ...اتراه ندم على ماحدث بينهما!!
...............................................
انهت استحمامها ثم لفت منشفه حول جسدها وخرجت من الحمام لتتوجه الى الغرفة تنظر لانعكاسها في المرأة ... نظرة حائرة لاتعرف مالذي دهاها صباحا فما ان خرج جون ليعد الفطور حتى ارتدت ملابسها بسرعة البرق وفرت هاربة كاللصة من منزلة ... لم تستطع ببساطة لم تستطع ان تواجهه بعد الذي حصل ... كيف ضعفت كيف استسلمت له ... لا بل كانت مستمتعه وكانها كانت جائعة لتلك العاطفة الشغوفة التي تبادلاها ... لقد كان جون سخيا قدم لها كل فنون الغزل والاغواء وهي التهمت ما قدمه بتوق شديد وعاطفة متفجرة جديدة عليها !!!!
هل ندم جون على تلك الليلة ؟!!! بل كان يبدو عليه الندم بالفعل خاصة عندما قاطعها بنعومة وكأنه يريد رفع الحرج عنها ... اغمضت عينها ثم همست بخفوت ... ترى ماهو موقفه الان ؟!!
.................................................. ..
