٤

1.1K 22 0
                                    

اقتربت لورين من الباب وفتحته بهدوء ، ما لمحت أحد لكن بطاقة كانت مرمية على الارض ورفعتها وهي تتاملها لثواني
بطاقة دعوة لحفل إفتتاح مستشفى جديد رمتّ الدعوة بالصندوق يلي على الطاولة وكان كله ممتلي دعوات منها ل ندوة ومنها مؤتمرات صحفيه ومنها رحلات وأكثرها حفلات بالجامعة ، طق الباب وكانت هالمره امها ، فتحته بسرعه وقبلتها بإبتسامه على ثغرها : اليوم ماعندي كلاسات جهزي ورودك لجل ابيعها
نوران هزت راسها وهي تمسك يدها : فطرتي؟
لورين زمت شفايفها وهي تاشر على عيونها : توني صاحيه يا ماما ، انزلي وبلحقك
طلعت امها ودخلت لورين لتبدل ملابسها بحركة سريعه وتسحب سكارفها الأحمر لتفرد خُصلات شعرها بعشوائيه وتتجه للخارج وتحديدًا شقة امها يلي قدامها تماما
ضربت الباب بهدوء ودخلت بعد ماسمعت صوت نوران تنادي ب اسمها لجل تدخل ، جلست لورين على طاولة الفطور وبدات الأكل بعد ماسمتّ بالله ووقفت نوران تصب لها قهوه بالكوب وتمده لها بينما تقول : كلمتي شادي ولا لسى؟
سرحت عيونها على مائدة الفطور وعضت شفايفها لتنزل المعلقه من يدها وتوقف : شبعت الحمدلله وشادي اهم شي تحاكينه انتي يا أمي
تنهدت نوران وهي تناظر بنتها يلي سحبت وشاحها وشنطتها وانهت كلامها ب " بفتح المقهى عافيه "
طلعت لورين من الشقة والمبنى أكمله واستندت على الجدار وهي تاخذ نفس عميق لتكمل طريقها وكان المقهى يبعد عن المبنى شارعين فقط ، فتحته وتركت شنطتها على اول طاولة طاحت عينها عليها ولبست المئزر باللون البني وبصعوبة تركت إبتسامة على ثغرها من حست بباب المقهى ينفتح واستدارت وهي تقول : اهلاً وسهلا ، وقفت مكانها وهي تشوف قدامها شخص ملامحه عربيه بالكامل غير لبسه للثوب يلي لفت إنتباههَ
جلس بجانب النافذه الزجاجيه يلي تطل على الشارع وعيونه صار تراقب الناس المارّه ، إقتربت لورين وهي تمد له قائمة الطلب ورفع يده يمنعها وعيونه لازالت على الجهه الأخرى : قهوة سوداء مع كوبٌ من الماء
قالها باللغة الالمانيه ، ميلت شفايفها وحماسها بالفعل انكسر كانت تبي تتكلم معاه لو كلمتين بالعربي
انصرفت من جنبه وراحت تجهز قهوته ، رفعت عيونها تجاهه وسرعان ماتحولت للباب من انفتح ودخل النادل الاساسي للمقهى دانييل، مدت له المئزر الاسود : تفضل
دانييل ابتسم بلطف لها : مبكره اليوم
لورين هزت راسها ومدت له الصحن : خذ هذه القهوه والماء لهذا الرجل ، سلمته القهوه واتجهت للحديقة الخلفيه وهي تاخذ كمية ورد بيدها وتطلع قدام البوابة الرئيسيه للمقهى ، فتحت الطاولة وهي تصف الورد بترتيب عليها وبعد عدة دقايق جلست بتعب وهي تفرد شعرها وترجع ترفعه بهدوء وبهاللحظه رعد نزل عيونه
لناحية قهوته يلي بردت كان يتأمل المارّه الى ان ظهرت قدامه صاحبة الورد وصار كل تركيزه على اصغر حركة تسويها ، فتح جواله وشاف الساعه صارت ٩:٠٠ص
ترك حساب القهوه على الطاوله وطلع باستعجال ليصطدم بجسد لورين الرقيق ، مسكها من يدها قبل ماتطيح وسحبها بسرعه : عذراً ، انصرف من المكان بلمح البصر تارك خلفه لورين يلي كان بداخلها كومة من الاسئلة ، زمت شفايفها بخيبة امل ودخلت للداخل
.
" السعودية "
وبإحدى المكاتب على طاولة تمليها الأوراق الكثيره من عدة قضايا ، كانت أهمهم بالنسبه له تتوسط الطاولة
كان على راس الطاولة شادي كل ليلة يسهر بمحاولة لإيجاد شي
قاطعه اتصال من جدته ليرفع الجوال ويرد : كيف الحال امي ؟
جدته وقفت وهي تستعد للخروج من المطبخ : تمام التمام ، ماترد عليك لورين للحين؟
شادي : لازالت زعلانه واعطيها الحق
الجده جلست بتعب على الاريكه وهي تتنهد : مو انت عصاها يلي تستند عليها اذا ضاقت الدنيا عليها؟
سكتت لثواني وكملت : وهي نورك لاحسيت الدنيا ظلمه بعيونك ياشادي ؟
شادي اعتدل بجلسته وتنهد : بس هي بخير احين ولا فيها شي وانا ما عندي علم؟
جدته هزت راسها بياس : هي متى صارت بخير بدونك؟تستهبل فوق راسي انت
شادي شتت انظاره : يا امي صدقيني بخير والأفضل لها لاتجي تشوف الفوضى يلي انا طايح فيها
الجده : ماينفع الحكي كذا وراي جلسه معاك واضح
تنهدت بضيق على حال أحفادها وتطمنت على شادي ومن ثم سكرت الخط ، اما شادي جلس عدة دقائق يفكر فيها وبالنهايه رجع لأوراقه والتساؤلات يلي تملي كل صفحة مرر عينه عليها ورفع إحداها وكانت صورة ابو رعد ببيتهم ، عقد حاجبينه وهو يضيق عيونه من التصوير المعتّم : الجريمه صارت برا البيت
نزل الورقه ليمسك اخرى بسرعه وكانت مقربة اكثر ومسك قلمه وهو يحدد على أشياء باللون الابيض وهمس : طعنه بالقلب تسببت بضرر كبير ، سكت وهو يتامل آثار الضرب على وجهه واوجعه قلبه وهو يسأل نفسه بكل مره : مين عصبت فيه لجل تموت بهالشكل؟
نزل الصور عن عيونه وهو يترحم عليه ويلمّ اوراقه بسرعه من طرق الباب ، فتح لابتوبه بحركة سريعه ولبس نظاراته ورفع صوته : تفضل
دخل المدير وهو يبتسم : محامي شادي ، اي قضيه تاركتك تسهر ؟
ابتسم شادي ببطئ وهو يشتت عيونه ويسكر اللابتوب وقال بينما ينزل نظاراته متظاهر التعب : قضيه بسيطه لكني ظليت هنا لجل اتأكد من بعض الاوراق لموكلي
هز راسه المدير وهو يستعد للخروج : يلا اشوفك قدامي ريح نفسك ، ابتسم شادي بهدوء وسحب جواله من طرف الطاوله لينصرف من المكتب وكتب لمساعده "قفل المكتب"

يامبسم كله نور ياعيون مليانه ضيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن