٥

1K 23 0
                                    

ودع شادي المدير وركب سيارته وهو يتحلطم واتجه لبيت ابراهيم ، وبعد ماقطع نصف الطريق ومابقى غير مسافة شارع ليوقف قدام بيت جده ، وقف السيارة قبل مايلتف للشارع وفتح جواله وهُو يدخل على محادثة لورين تحديدًا اخر كلمة يلي كانت منه "اشوفك على خير"قبل مقاطعتهم لبعض وانغماسهم بحياتهم بعيدًا عن الاخر بالرغم انه كان ياخذ اخبارها من امه لكن صوتها وابتسامتها الراقيه داهمته مثل كل ليله ف هو كان الحبيب الاول لها بدل ابوها وصديقها الأول بسبب خجلها الشديد من يلي حولها ، كان يشوفها بنته وصديقته لمن يطيح بضيق وكانت بالفعل تقوم بدورها بكل حُب وتمد له يد العون ..صحى من شروده وهو يكتب بإبتسامه وحماس : لورين ؟إذا زعلانه وراك ماتتكلمين ؟
انتظر خمس دقايق ليشوف انها قرأت رسالته وماردت مابين ردة فعل لانه متوقع ، بالنهايه هو يلي ابتعد عنها وانتقل للعيش مع جده وجدته بينما هي كانت ببداية مسيرتها للطب وماتقدر تتركها وتوسلت له بلطف يبقى بجنبها وما استمع وتهاوشت معاه ومابين اي اهتمام ولكن بالنهايه ودعته بشكل لائق ، وكلمته اول ماوصل وهنا بدأ انقطاعه وكان مايتكلم الا مرة بالأسبوع
واما هي كانت تلاقي صعوبات كثيره بالجامعه ولكن استمرت وكملت طريقها وصارت بشوشه اكثر من قبل مثل ماقالت له امه ، ارسل رساله ثانيه محتواها"فالقلبُ حنَ لرفيقه الوفي ألا تحنيِن؟ "
قفلت جوالها وملامحها تغيرت عن سابقها وبدا الضيق يتسلل لداخلها ، طلعت من المقهى تاركه اغراضها خلفها وبدات بالمشي لوجهه غير معروفه لا لها ولا لقلبها يلي بدا يالمها بشكل غريب ، بعد مده من المشي رفعت رأسها ب احدى الشوارع وكان الحي مألوف عليها لكنها ماتعرف زواياه صح ، تنهدت واكملت طريقها وعيونها تدور على تاكسي ووقفت بذهول وهي تشوف كلب قدامها كان يطوف على نفسه ونباحه إخترق مسامعها لتتقدم منه رغم خوفها من الحيوانات ، همست بكلمات عشوائيه حتى هي مافهمتها واقتربت أكثر لتمسح على عنقه بلطف ، استكنّ بحضنها بينما كانت مستمره تمسح عليه وهمست : لك بيت ولا تدور بهالزوايا المجهوله مثلي؟
سكتت لبرهه لتكمل حديثها وهي تبتسم : ودي لو تجي معاي ، تغلبت ع خوفي بسببك لكن امي وش يترك خوفها يروح؟
عم الصمت لثواني معدودة على الأصابع وحست باحدهم يسحبها للخلف بشده : ماذا تريدين ماذا؟
غمضت عيونها برعب وحاولت تفلت من قبضته ، اخذت نفس وفتحت عيونها لتشوف نفس الملامح يلي تأملتها بالمقهى وتبتسم بشئ من الراحه : اتركني
تركها مُباشره وكأنها عارفه تأثير لغتهم الأم عليه ، ابتعد رعد بخطوات عنها واقترب الكلب لعنده .. جات وراحت افكار بباله كثير واولهم انها لحقته من المقهى، حتى لو ماعرفها من ملامح وجهها كان بيتعرف عليها من عطرها يلي استقر بباله ، ريحة الياسمين ..
كانت لورين واقفه وتشتت عيونها عليه وعلى كلبه ومرت فترة من الصمت وقررت تنصرف من حسته ماراح ينطق بكلمة : كان كلام فاضي بيني وبينه ، لاتتسرع بايامك الجايه أسمع وافهم
قطعت شروده باللي قالته : ما انتظرك تفهميني الغلط والصح ، توكلي
لورين إبتسمت وهي تناظره : اطلب شي؟
رعد عقد حاجبينه بإستغراب : تفضلي
لورين : كاس ماي ، بيتي بعيد اشوي
اشر لناحية بيته ومشى بينما هي لحقته بخطوات سريعه لتوازي خطواته وخلفها تماما ركض كلب رعد
.
.
بإحدى الاماكن المتواضعه كان وسطهم بيت تعم فيه الفوضى ، لكن مو بالصراخ وتكسير الاشياء على العكس تماماً ، بنظرة وحده يرتجف قلب احداهم وبنفس النظره تتمرد الأخرى لتمرّ عليها ليلة خاليه من النوم
وقفت مسكّه وهي تناول كاسر الكوب : تفضل
نزل المعلقه من يده وبدا يهز رجوله بغضب : وين بنتك؟
مسكّه : وش تبي ببنتي؟
رمى الكوب بزاوية الغرفه : لاتردين سؤالي ب سؤال !
طلعت من الغرفه وهي تعدل حجابها ببرود : خير
كاسر كان بيقوم الا يد مسكّه يلي انمدت لتمنعه : اجلس مكانك وقول يلي بتقول
كاسر ابتسم بشرّ وهمس : يدك نزليها
مسكّه ابتسمت بالمثل له : ما متت لجل تمد يدك على بنتي يا كاسر
التفتت لبنتها وهي تاشر لها : تعالي ثُريا فطري
هزت راسها بالنفي وهي تسحب شنطتها : شبعت ولله الحمد ، وش تبي انت؟
كاسر اشر لها تجلس لتناظر ثُريا امها ، شافت الرُعب بعيون امها وتنهدت وهي تجلس : تكلم
كاسر : واحد متقدم لك وابيك تجهزين الليله
رفعت يدها ثُريا وهي تبتسم : ندري مين الي متقدم لي وهُم احد اصدقائك العجايز
وقفت وهي تسحب حذائها بسرعه وتنتعله : خله لك
قلب وجه كاسر وقام ليشوفها تلوح له وسط الشارع
سكر باب البيت بغضب وشتمها ، مسكّه اقتربت منها ورفعت يدها بتهديد : اخر مره اسمعك فاتح موضوع كذا
كاسر نزل يدها وشد عليها بقسوة : لا تشدينها معاي
سكت لثواني واردف : وين راحت
مسكّه رجعت لمكان السفره وهي ترفع اكتافها : الله اعلم
طلع من البيت وهو يشتت انظاره وبدأ البحث بزوايا الحي ..
،
لورين :
اتجهت لقلب البيت وتحديدًا كانت واقفه ببداية الصالة وهي تشتت عيونها بإعجاب لذوق العربي المجهول بالنسبة لها ، تقدمت بخُطى بطيئه وتمليها التردد والفضول لمحت بطاقة دعوة وابتسمت بذهول وهي تلتقطها بين يدينها

يامبسم كله نور ياعيون مليانه ضيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن