(١)

3.2K 84 20
                                    

- هل لي منك بضغطة على النجمة عزيزي القارئ -

كيف يبدو عالمي؟! كيف بدت حياتي؟!
قد يبدو هذا العالم جديد عليك لكنه ليس بالجديد لي ؛ ظلامي المقحم بل حياتي البالية فلتذوقي منها قليلاً..
فأنتِ من حرمتني منك حين ترجيتك و لم تبالي!!

- ادهم -



- المكان : القاهرة -
- التاريخ : الثاني عشر من كانون الأول ٢٠٠٠ -


- بإحدي الملاهي الليلة -

بحلول - الثانية - بعد منصف الليل كانت قد دلفت ذلك الملهى الليلي في فستان ابرز ما كان لها من فتنة فكانت هي الأدرى بجاملها بداية من تلك العنين اللبنيتين الواثقتين و ذلك البياض الفاتن و البشرة المخملية الناعمة مع ذلك الجسد المتناسق او كما يصفه البعض من اصل "فرنسي"
تأكدت من ضيق فسانها فقط لتبرز تلك الأنحناءات التي رسمت على كل جانب من جسدها اما عن خصلات شعرها السوداء الغجرية فقد رفعت بعضاً منه في ذيل حصان لتظهر مدي طوله مع تلك الموجات التي التفت حول بعضها مع نهايات كل خصلة و كأنها تترنح على رتم خاص بها..
ثبتت خطواتها مع كل ثانية ليرتفع صوت نعلها مع كل ثانية قد قضتها مقتربة من تلك الساحة التي بدت مميزة و لعلها الأكبر في المكان..
إقتربت في ملامح بدت غير مقروءة وسط ضجة عمت المكان بأكمله لتسمع فور دخولها تلك الساحة حيث اجود انواع الخمر احداً كان في عقده السادس ؛
نعم ذلك الصوت ميزته جيداً من بين الجميع!
"جورج!!"
تلك البذلة السوداء و السجار البني الثاني خاصته الذي شرع في اشعاله تواليا كانتا علامتين كافيتن على ثراءه الفاحش او حتى دلالة كفاية على إمتلاكه لهذا المكان..
لمحها جورج منادياً بإسمها وسط ضحكات عالية و صخب إتسم به كل ركن بالمكان " اهيه جت اهيه..."
" ليلى.."
اقتربت في إبتسامة اكملت بها جمالها ؛ اكملته بصف اسنانها و كأنه طقم من اللؤلؤ الخالص اقتربت رويداً من ذلك ذا السجار البني قائلة " جورج بيه.." قالت بنغمة نعمتها خصيصاً له معانقة إياه في دلال و غزل كان لا يليق إلا بنعومة جمال كجمالها..
تعمدت التجاهل..
بل تعمدت عدم النظر لعينيه..
ذلك الذي وقف امام چورچ مباشرة في نظرات متفحصة خبيثة ؛ وقف ليرمق ذلك الجسد المتناسق تلك الإنحناءات..
حقاً اللعنة؟! فجسداً مثل هذا حلمٌ كل رجلاً ذو ذوق رفيع ليقول بعد ان اقترب منها اكثر في نظرات شهوانية راغبة رادفاً "بس اتصدق يا جورج طلعت صاروخ.."
" فرسة بقولك.." قال جورج مشيرا لجسدها بعد ان لففها لفة حول نفسها و كأنها بضاعة تعرض حينها اقترب جورج هامسا في اذنيها " هاشم بيه دافع كتير عشانك.."
حينها ابتسمت لهاشم مقتربة منه بنظرات مغرية قائلة بفحيح هامسة بأذنيه " تحبني استناك في العربية.."
حينها غمزت له غمزة كانت لعوب بينما شرعت في مد احدى يديها لأخذ المفاتيح من جيبه في حركات انثوية حتى منعتها يد هاشم قابضة عليها في إحكام " حسابك بكرا هيكون عندك.." انهى كلماته مربتاً على ظهر جورج في ضحكة رسمها للتو على ثغره
" انتَ تؤمر بس يا هاشم بيه.." سمعت جورج من وراءها لتتغير مامحها من تلك الإبتسامة العريضة لحاجبين قد اقتربا من بعضهما في نظرات ثابتة لا محالة في تبديلها!!
مشيا بجانب بعضهما البعض حتى تلك السيارة لتسمع دندنته ببعض الألحان فورما دلفها في المقعد الخلفي لتنظر له نظرة مشمئزة ليرد هو "مالك يا حلوة؟! "
" قلبتيها غم ليه كده؟!"
لترد عليه في ثقة باتت في صوتها "وهو جورج بيه مقالكش اني باخد فلوسي مقدماً و لا ايه.."
ليرد - هاشم - مستنكرا " و دا ليه دا ان شاءالله؟!"
لترد بنبرة عالية مهددة " بقولك ايه؟!"
"كلام كتير مش عايزة!!"
" انا نظامي كده مش عجبك شفلك غيري.."
طالعها في نظرات مستغربة و بصوت بدى عليه الإعجاب رد قائلاً "الله دا انتِ مسيطرة بقى!!"
"لا و ماله احب الست الي ليها كلمة.." حينها قد اخرج بعضاً من الآلاف من جيبه معطيا ايها في إبتسامة جانبيه بنظرة إزدراء و كأنه يؤكد لها انه لا تساوي الا بعض من القروش بالنسبة له..
ساذج فتلك النظرة سيندم عليها بعدها بدقائق معدودة فالمسكين ذلك لا يعرف ما نوت عليه الليلة "اظن كده مرضيين؟!"
أمأت له بالموافقة فور سماعها لسؤاله بينما كانت قد بلَلَت طرف إصباعها شارعة في عد تلك الأموال التي كانت بين يديها حينها قال هاشم آمراً بعد لمحها قد وضعتهم في حقيبتها " اطلع يا رأفت على الشقة.."
" ايه الزحمة دي كلها؟"
ليرد رأفت - الشوفير - في تبرير "مفيش الإشارة بس احمرت يا بيه.."
" مقلتليش بقى يا..."
"هو اسمك كان ايه..؟" و قبل ان يلتف بجانبه ليسألها كانت قد فتحت الباب بالفعل و استغلت الفرصة هاربة ليصرخ - هاشم - صرخة بعد ان هب من سيارته " يا بت الكلب!!!" حينها صاح بالشُفير ليلحق وراءها إلا ان الإشارة قد اخضرت بالفعل ليعترض الشُفير قائلاً " طب و الإشارة يا بيه.." و بالفعل لا محالة فقد بدأت كل السيارت من على جانبيه في التحرك و إستعجاله في المضي قدماً حينها ضرب - هاشم بيده ظهر السيارة في سخط صارخاً "آآآه يا بت ال.!!!!!!"

طرف ثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن