We Are Not Alium °18°

634 68 26
                                    

















يجلس ليلاً على الطاولة الكبيرة التي تتوسط الساحة أمام المعسكر وبجانبه الحطب المشتعل غارقاً في أفكاره اللامتناهية، يداً ربتت على كتفه ليجلس صاحبها أمامه صامتاً هو الآخر وكأن صمته كان يحث الجالس مقابلاً له على الحديث



"لا أستطيع الاستمرار أيها النقيب ذهني ليس حاضراً هنا وهذا ليس بجيد للكتيبة والمعسكر أجمع، لم أعد كفؤ لهذه المرتبة" بدأ الحديث بنبرة خالية من اي شعور وبذبول شديد يزداد يوماً بعد يوم، عينيه تنظر للنار بشرود


تنهد بعمق يداه تقبضان ببعضهما غير ثابتتان  "أفكر بترك المعسكر..أعني التقاعد" النقيب كتف ذراعيه متوقعاً مسبقاً هذا الحديث لذا اومأ للآخر فقط مما جعل نامجون يلتفت إليه محتاراً لعدم تلقيه رداً من النقيب


"حسناً افعل ذلك، ان كنت تنتظر رداً مني فهذا هو أفعلها وقدم استقالتك" تحدث بهدوء مريب لنامجون تحمحم مكملاً "ولكن لو كنت مكانك لما فعلت ذلك وكأني أعطي تلك الأصوات بداخلي وقتاً أكثر لتأكلني من الداخل وتقضي علي بشكل أسرع، المعسكر والعمل هنا يشغل ذهنك ولو قليلاً "

حرك جسده للأمام واضعاً كوعيه على الطاولة "لك الإختيار عقيد كيم الإستسلام وقتل نفسك أم المضي قُدماً؟ قد يبدو لك عملك هنا شيء عادياً لكن نتائج عمل هذا المعسكر تؤثر على دولتنا بالكامل" صمت نامجون جعله يبتسم براحة نامجون بدأ يقتنع بكلامه هو موقنٌ أنه سيتراجع



"جونغكوك قال لنا شيئاً قبلاً غير نظرتنا عنك بالكامل، قال أنك حنون لدرجة لن نتصورها وأنك تقلق علينا لكن نحن لم نلاحظ ذلك وأن تلك القسوة لابد منها حتى يكون عقلنا متيقظاً أكثر" أخذ نفساً عميقاً ليقف ينظر للأسفل

"ظننته يدافع عنك فقط لأصدقك القول ولكن نعم رأيت كيف أنك لم تبارح مطرحك حتى تأكدت أن رفيقنا تعدى مرحلة الخطر، وحرست المعسكر ليلاً وحدك حين تعرضنا لذلك المقلب من جونغكوك المشاكس" ضحك بخفة ولكنها بدت بائسة فقط ذكرى جونغكوك تهيمن على كل ركن بهذا المكان

"ما أريد قوله أيها الرئيس أنه يمكنك الانهيار، البكاء وحتى عدم مغادرة السرير ففي النهاية أنت بشري أيضاً، ونحن نعلم معدنك الآن أنه قوتك وما يميزك عن بقية القادة" ربت على رأسه بخفة ممازحاً له

"هل سبق ورأيت قائد معسكر ليس مكروهاً من قبل أي شخص لديه؟! هذا مستحيل حتى وأنت كذلك، ليس ضعفاً سيد نامجون" نامجون ابتسم يمسح دموعه حين ذكر جونغكوك هو لم يتمالك نفسه وبكى بصمت

تقدم النقيب كان على وشك المغادرة ولكنه توقف ملتفتاً لنامجون "لقد مرت أربعة أشهر منذ رحيلهم ألا تعتقد أنه حان الوقت لتدع مشاعرك تسيطر عليك لقد جاهدت لأشهر في كبتها" تمتم بذلك ليغادر تاركاً نامجون لوحده



WE ARE NOT ALIUM || نحنُ لسنا مختلفينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن