الخاتمة

704 40 5
                                    

واقفه أمام المرآه وهي تنظر إلى نفسها بسعادة وتشكر الله على توفيقها في حياتها لتنظر من خلال المرآه إلى النائم خلفها على الفراش وتبتسم كم تشعر بالحب والسعادة معه.
وضعت يدها على بطنها ومررت أناملها عليها بحنان وهي تشعر بسعادتها تزداد فها هي رزقها الله بثمره حبها.
لتعود ذكرى أحب يوم إلى قلبها فعندما فُتح الباب ظهرت أمامها سيده في الخمسين من عمرها ورحبت بها وقادتها إلى الداخل،  لا تنكر راحتها عندما رأت هذه السيدة فكانت متوترة أن يكون الشاب الذي أخبرها عنه حسام بمفرده أو غير متزوج .
جلست على إحدى الكراسي لتدور بعينيها على الشقه وتجهيزاتها ، تعجبت بشده فمن الواضح أن الشقة لا تحتاج لإعادة تأثيث فالأثاث كله جديد وترتيبه أكثر من رائع .
تشعر بأنها بمكان مألوف لديها أو أنها جاءت إلى هنا من قبل وفي خضم أفكارها فوجئت به واقف أمامها وينظر لها بنظراته الدافئة المحبة.
قال بهدوء مرحبًا بكِ حبيبتي .
انتفضت واقفه والغضب يطل من عينيها لتتجه بسرعه إلى الباب ولكنه كان أسرع منها ووقف أمامها .
قال بسرعه:  انتظري من فضلك اسمعيني أعطيني فرصه واحده أشرح لكِ موقفي في ما حدث بيننا من قبل فأنا أحبك من من لا زال قلبي ينبض بحبك لازلت  أتنفس هواكِ.
نظرت إليه بعينيها الدامعة ليكمل هو: لا تصدقيني،  حسنًا انظري إلى شقتي أنا اثثتها كما أردتِ أنتِ ، كما رسمتها أنتِ ، لم تدخلها امرأه من قبلك  اعذريني منى تهورت بالماضي لأرتكب أفظع غلطه بحياتي،  غلطت بحقك وحق نفسي وكم أنا نادم عليها .
صاحت غاضبه:  ماذا أفعل بندمك الآن تركتني دون أن تلتفت وراءك لم أعني لك شيئًا من الأصل.
رد غاضبًا:  أنا من تركك،  أنتِ من تركتني،  لقد اتصلت بك أكثر من مائه مره ولم تكلفي نفسك عناء أن تعلمي لماذا اتصل.
رددت بدهشه: اتصلت بي؟!
_ نعم ، ووصيت اختك أكثر من مره أن تبلغك ، وآخر اتصال أنتِ من أجبتِ به لتغلقي الهاتف اثر سماع صوتي دون أن تكلفي نفسك عناء سماعي،  أنتِ من تركتينني ورائك.
سأل والغضب يتفجر داخله:  لماذا لم تأتي ولا مره إلى الجامعة كما كنا نتقابل ؟!
ردت وقلبها يخفق بألم:  بعد آخر مره والمشاجرة التافهة التي حدثت بيننا أبي ازداد عليه المرض فكنت أتناوب أنا وأمي بالجلوس عنده
أكملت والدموع تتجمع بعينيها : ثم تحسنت حالته فجأه وخرج من المشفى وصبيحه خروجه من المشفى ارتديت ملابسي لأذهب الى الجامعة لعلني أجدك.
وضعت يدها على قلبها وهي تشعر بألم حاد به وهي تستعيد هذه الذكرى القاسية على نفسها:  وقبل نزولي صاحت أمي مولولة عليه .
اجهشت بالبكاء وهي تكمل بصوت تخنقه الدموع : فارق الحياه على فراشه كما تمنى .
شعر بالغضب من نفسه أنه لم يكن بجوارها في هذه الأيام التي كانت بأمس الحاجه إليه ،  ليقفز قلبه من بين ضلوعه عند بكائها الحاد ،   قال مهدئًا من روعها وهو يقترب منها:  البقاء لله ، اعذريني لم أعرف بالخبر إلا منك الآن.
اختفى كل غضبه منها ولم يعد يشعر أنها جرحت كرامته فبعد كلامها لم يعد يشعر بشيء إلا حبها وشوقه إليها يزداد.
نظر إليها بعينين يفيض الحب منهما لترتبك هي وتخفض نظرها  نطقت بصعوبة والألم يزداد عليها : لماذا عدت؟!
رده بنبرة  تعشقها والشوق يملأ صوته:  عدت لأقضي بقيه عمري معك ، أحبك منى وأريد أن أتزوجك،  أرجوكِ سامحيني ، اغفري لي فأنا لن أحتمل بعدك أكثر من ذلك.
لم يحتمل قلبها أكثر من ذلك فهوت مغشيًا عليها بين يديه.

  ***

فاقت بعد وقت قليل لتجد أنها بالمشفى وهو جالس بجانبها نظرت إليه لتجد اللهفة والقلق تملأ عينيه ، وقال بصوت مضطرب:  منى هل أنتِ بخير؟!  أنا آسف لم أقصد أن أضايقك إلى هذا الحد.
قالت بصعوبة : أين أمي؟
_ ستأتي،  قال بصوت تمزقه اللهفة ، ألم تسامحيني؟
نزلت دموعها بصمت ليقول  هو باستجداء:  أرجوكِ توقفي عن البكاء،  دموعك تمزقني ، ماذا تريدين أن أفعل لتسامحيني ، هل تعلم لماذا أبكي؟!
نظر لها يستحثها لتكمل كلامها:  لأني اكتشفت أني لم أكن غاضبه منك بقدر ما كنت مشتاقه إليك.
زفر براحه: وأنا الآخر حبيبتي ، أموت من الشوق إليكِ.
ابتسم بحب : هيا اخرجي من هنا لنعقد قراننا على الفور  وغمز لها بشقاوة وهو يكمل و لتؤثثي  غرفه النوم على ذوقك فأنتِ لم تخبريني عن ترتيبها وأنا لم أضع كرسيًا بها إلى الآن .
احمرت وجنتاها بحمره الخجل ليقول  بجديه: سأنصرف أنا قبل أن يأتوا إلى أن أتكلم مع مصطفى فلا أريد سوء تفاهم بسيط آخر يقلب حياتي.
هزت رأسها موافقه لتتبعه بعينيها وهو يخرج لتفاجئ بوجود حسام ينظر إليها من خلف الزجاج وانتظر إلى أن انصرف الأخير ليطرق بابها ويقول بأدب:  كيف حالك الآن يا باشمهندسه ؟
  ابتسمت بضعف:  بخير الحمد لله.
نظر إلى الأرض هو يسأل بصعوبة : هل هذا هو أحمد ؟
بلعت ريقها بصعوبة:  نعم هو .
ابتسم بألم : مبارك لكِ منى ، أريدك أن تعرفي دائمًا أن لكِ أخ عندما تحتاجينه ستجديه .
_حسام.
أشار لها بيده : لا تقولي شيء أنا أنتظر دعوه الزفاف
ابتسم بمرح: أم ستبخلين  بها علي.
ابتسمت : هل الأخ يحتاج إلى دعوه لحضور حفل زفاف أخته؟

***

بعد يومين خرجت  من المشفى لتجد مصطفى يفاتحها بعرض أحمد للزواج وافقت  سريعًا تحت دهشه مصطفى وأمها ولكنهم تمنوا السعادة لها.
كم فرحت عندما ذهبت إلى الشقة لتجده صادق وأنه لم يؤثث غرفه النوم.
مرت أيامها سريعة فرحه وهي الآن تشعر بقمه السعادة بحملها هذا نظرت إليه مره أخرى وابتسمت لتتوجه إليه بخطوات بطيئة مثقله بالحب والهيام لتجلس إلى جواره وتربت على كتفه بهدوء:  أحمد استيقظ ، هيا .
ابتسم بهدوء وهو يفتح عينيه وقال بكسل : صباح الخير حبيبتي كل عام وأنتِ بخير لما توقظيني باكرًا ، أخبريني.
ضحكت بخفه : اليوم أول أيام عيد الفطر المبارك وأريد الذهاب إلى أمي باكرًا ثم أنا اشتقت إلى زياد جدًا فهو أول من كنت أراه صباحًا وأعيد عليه.
ابتسم بغيره : بدأت أشعر بالغيرة من هذا الزياد ،  ثم عايدي علي أنا ألا أشبه زياد؟!
قال جملته الأخيرة وهو يقبل وجنتاها بحب.
ضحكت: لا .
قام وهو يمثل القهر : غدًا سيأتي ابننا ويمنعك من الذهاب لزياد ، فأنا لا أقوى عليك ولا أحب أن أغضبك.
ردت بسرعه لتغيظه : ستأتي بنتًا لأزوجها لزياد.
اتسعت عيناه  بدهشه : على جثتي،  يكفي أنه استولى على زوجتي ،  ابنتي ينساها .
ضحكت وهي تشكر الله على السعادة التي تعيش بها معه.

**



تمت بحمد الله

نوفيلا .. لماذا عدت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن