سيدتي

١

              كنت قطة صغيرة و لكن الدنيا جعلتني اسدا            قويا لا يأبه لشئ فقط انا و لا احد غيري
 

فتح السائق باب السيارة لتنزل بخطواتها الواثقة تضع نظارتها الشمسية على عينيها الخضراء و تخطو بهالتها القوية الحازمة لداخل شركتها يلحق بها مساعدها بخطوات سريعة يملي عليها برنامج عملها اليوم دخلت مكتبها لتخلع معطفها و يأخذه مساعدها بسرعة منها ليعلقه مكانه تجلس هي بكل أناقة على كرسيها الاسود الجلدي وراء المكتب ليكمل المساعد البرنامج
سالي بلا مبالاة : أين كاس النسكافيه ؟
جورج المساعد : دقائق و ستكون عندك .
سالي : حسنا
لتبدا بالعمل و بعد عدة ساعات طرق الباب لتأذن للطارق بالدخول
جورج : سيدتي وصل المقدمون على وظيفة مساعدك الخاص .
سالي : حسنا سآتي حالا
وقفت لتتقدم لغرفة الاجتماعات و هو خلفها جلست بمقدمة الطاولة لتلقي تحية الصباح على طاقم الموارد البشرية و القت امرها بالبدأ باستقبال المتقدمين للوظيفة
لم تقدم على أي كلمة أو سؤال لأي متقدم فلم يعجبها أحد منهم
جورج : سيدتي انه آخر متقدم
أخذت الملف لتقرأ المعلومات عنه لتومأ برأسها لجورج علامة على أن يدخله دخل شاب وسيم بملامح حادة و هالة قوية يتقدم بكل ثقة ليقف امام الطاولة ليعرف عن نفسه
: أنا ديفيد سيمون  عمري ٣٢ عاما متخصص بإدارة الأعمال عملت بشركات عدة سابقا و تقدمت للوظيفة بالشركة لديكم لرغبتي بتجربة جديدة في سوق العمل

بدأ الطاقم بالأسئلة العادية لكل متقدم  حتى انتهى الجميع و أخيرا نطقت بطلتنا منذ بدأ المقابلات  هل لك القدرة على العمل لمدة ١٥ ساعة باليوم على مدار ستة أيام بالأسبوع و ساعة واحدة فقط للراحة تقسم لمرتان فقط على مدار اليوم ؟
ديفيد بكل ثقة : أجل 
وقفت من كرسيها لتوجه كلامها له قبل خروجها : هذا جورج سوف يعلمك تفاصيل العمل و غدا سيبدا عملك بتمام الساعة الثامنة صباحا .
ثم توجهت لمكتبها لاكمال عملها .
في غرفة الاجتماعات
جورج : انا جورج المساعد الحالي للآنسة سالي و سأساعدك لمعرفة عملك سأبقا معك أسبوع حتى تتعلم كل شئ .
ديفيد : حسنا .
جورج : إذا اتبعني حتى نبدأ. 
تعرف ديفيد على طبيعة العمل و كان يقظا لكل شئ حتى أثنى عليه جورج و حانت ساعة العودة للمنزل .  

دخلت الفيلا و ارتمت على الأريكة بجسدها المتعب لتأتي مدبرة المنزل و تقف باحترام أمامها
سيرين : سيدتي هل أعد العشاء ؟
سالي : أجل أعديه في غرفة الطعام سأبدل ملابسي و آتي .
سيرين : امرك سيدتي .
صعدت سالي لغرفتها لتبدل ملابسها و تنزل لتتناول عشاءها و تعود لسريرها المريح و تغط في نوم عميق .
في منزل عادي يجلس بهدوء يتناول عشاءه مع والديه و أخيه الصغير
ديفيد : لقد قبلت بالوظيفة و سأبدأ غدا بالعمل الجديد المرتب عالي و سيساعدنا لادخار المال لعمليتك أمي .
الام : فليوفقك الرب بني
الاب : نحن نثقل عليك بذلك آمل أن يكون العمل مريحا لك بني
ديفيد : لا تقلق يا أبي فأنا سعيد لمساعدتي لكم و لا آبه لشئ آخر
انتهوا من الطعام ليساعد أمه بترتيب المائدة و غسل الصحون و ليلعب مع أخيه الصغير و يذهب للنوم
-----------
في الصباح استيقظ على صوت أمه ليقوم بروتينه اليومي و ينطلق لأول يوم عمل له دخل مسرعا للشركة ليقابل جورج مبتسما القى تحية الصباح ليرد عليه جورج التحية و يقول : لقد جئت بالموعد هيا قبل وصول السيدة
نزلا سويا ليقفا بانتظار سالي بباب الشركة ما هي الا لحظات لتدخل بخطواتها الواثقة ليتقدم منها جورج و يبدا ببرنامجها و ديفيد يتابع كل شئ بصمت حتى يتعلم ماهية عمله
انتهى أسبوع التدريب و ها هو آخر يوم لجورج معه
جورج بابتسامته الدائمة : أنت جاهز للعمل لقد انتهينا سوف اذهب لاتنسى الذهاب للسيدة سالي لإمضاء عقد العمل
ديفيد : حسنا لن أنسى و أتمنى لك حياة سعيدة
جورج : شكرا لك .
ذهب جورج ليتوجه ديفيد لغرفة مكتب سالي و يطرق الباب و يدخل بعد سماعه إذن الدخول وقف أمام المكتب قائلا : سيدتي لقد ذهب السيد جورج و أتيت لامضاء العقد .
توقفت عن قراءة الملف الذي بيدها لتنظر له بتفحص قبل أن تأذن له بالجلوس لتخرج ملف من الدرج و تجلس مقابلا له على الكرسي و تعطيه الملف ليقرأه
سالي : أقرأ العقد جيدا قبل توقيعك عليه و اعرف حقوقك و واجباتك جيدا فأنا لا أحب الأخطاء .
أخذ يقرأ بدقة البنود حتى لفت انتباهه بند ينص على أن العمل لا يقتصر على الشركة فقط بل بأي مكان تحتاجه المديرة و بأي وقت .
ديفيد : هل سيكون هناك عمل خارج الشركة ؟
سالي : في بعض الأحيان .
أكمل القراءة لينتهي و يقوم بالتوقيع وضع الملف على الطاولة الصغيرة أمامهما 
ديفيد : حسنا  هل هناك شئ آخر عليي معرفته ؟
سالي : تستطيع الذهاب لاكمال عملك .
خرج ديفيد  لتعود سالي و تجلس على كرسيها و تفكر هو لم يعترض على شئ رغم صعوبة البنود غريب أمره
نفضت أفكارها لتكمل عملها
مر خمسة أشهر  على العمل كان ديفيد مجتهد و قد أعجب سالي باجتهاده و ثقته بنفسه 
-------
دخل ديفيد بعد طرق الباب ليردف : سيدتي هناك اجتماع بعد عشر دقائق 
سالي : حسنا
لتخرج و هو يتبعها لغرفة الاجتماعات جلست تترأس الطاولة و نظرت للعملاء لتقع عينها على شخص لم تتوقع رؤيته  قارب الاجتماع على الانتهاء ليردف ذلك الشخص  : سأكون سعيدا جدا بمشاركة ابنتي بهذه الصفقة .
سالي ببرود : و من الذي قرر أنني سوف أشاركك لم أعط الموافقة بعد
ادوارد بقلق : ماذا تقصدين ؟؟
سالي : لن أقبل بمشاركة صفقة مع شركة على مشارف الافلاس .
ادوارد و العرق يتصبب منه : من قال ذلك
سالي : و هل تظن أني لا أعلم مع من أتعامل  لن يشرفني العمل معك خصيصا و لا أي شئ يربطني بك .
خرجت من الغرفة لتترك بركانا ثائرا خلفها من الغضب
دخلت مكتبها و ديفيد وراءها  جلست على كرسيها لتردف : ديفيد اجمع الملفات المهمة و لتاتي معي للمنزل حتى نكمل العمل عليها 
تفاجأ ديفيد من ذلك لكنه اومأ براسه و خرج
خرجت بعد قليل تقف أمام مكتب ديفيد : سانتظرك بالسيارة لا تتأخر
ديفيد : حسنا
دخلت سالي الفيلا و هو يتبعها لتجلس على الأريكة و تأذن له بالجلوس
ندهت على الخدم لجلب عصير بارد 
سالي : أعطني الملفات اللازمة
سلمها ديفيد ما يلزم بهدوء ليكملا العمل كانت الساعة العاشرة  مساء عند انتهاءهم وقفت سالي لتأمر الخدم باعداد الطعام و تلتفت للصعود للأعلى وقف ديفيد ليهم بالخروج و لكن صوتها أوقفه
سالي : ستتناول العشاء معي بعدها تستطيع الذهاب 
ديفيد بهدوء : اشكرك سيدتي لكن موعد العمل انتهى عليي العودة للمنزل
سالي : أنا لا أسالك أنا أخبرك فعلا لن تذهب الان
ديفيد :  الان نحن خارج  ساعات العمل لن أخذ أمرا منك
خرج من الفيلا  ترك سالي مصدومة من رده عليها بهذه الجرأة توجهت للهاتف و أمرت السائق بايصاله لمنزله اكملت عشاءها و صعدت لتتمدد على السرير و تبدأ موجات الأفكار تلعب بعقلها
" هو اول شخص يعاملها بهذه الطريقة و لا يحاول التقرب منها او حتى الاستفادة من منصبه و قربه منها هي تمنع نفسها من كسر كبرياءه و رغبتها بجعله مذلولا أمامها و لكن كل ما مر الوقت ازدادت رغبتها بامتلاكه عبدا لها و لرغباتها السادية "
غطت بنوم عميق مع كل تلك الافكار المتلاطمة داخلها
_________
وصل ديفيد المنزل ليدخل بهدوء فالجميع نائم الان تناول طعامه الذي تتركه والدته له و توجه لغرفته بدل ملابسه ليتمدد على السرير لينام و لكن اقلق راحته صوت والدته المتالم ليخرج لها سريعا وجدها ملقاة على الارض و تمسك مكان قلبها بألم هرع لها يتحسس نبضها و تنفسها  ليقل توتره بوجود نبض ضعيف و يسرع للاتصال بالاسعاف كان والده و اخاه قد استيقظا أيضا
وصلت المساعدة ليأخذو الام للمشفى و قد تبعها الجميع  بعد أن خرج الطبيب من عندها  تكلم بملامح قلقة : يجب خضوعها للعملية الآن لن نستطيع التأجيل فقلبها لا يحتمل
ديفيد بقلق : ادخلها ارجوك
الطبيب بأسف : يجب دفع نصف الرسوم مسبقا قبل العملية
ديفيد بسرعة حسنا لا تقلق ساتدبر الامر لكن ارجوك اسرع و قم بانقاذها
الطبيب : حسنا اكمل الاجراءات و سنجهزها للعملية
ديفيد حسنا شكرا لك
و انطلق ليكمل الاجراءات و عند دفع كل المال الذي بحوزته لتبدأ العملية و لكنه لن يستطع اكمال المبلغ بعد انتهاء العملية جلس قرب والده  شارد الذهن ليربت الاب على كتفه و هو حامل لطفله الصغير النائم بحضنه
الاب : لا أعلم بما أواسيك يا بني أعلم أن الأمر كثير عليك
التفت ديفيد لأبيه ليحضنه و يطمأنه : لا تقلق يا أبي سوف أتدبر الأمر
لم يغمض له جفن طوال الليل و عند الفجر بعد أن اطمأن على والدته عاد للمنزل ليستحم و يبدل ملابسه و يخرج للعمل
مر اليوم بأكمله عليه بتعب شديد و بدون راحة و كانت سالي قد لاحظت ذلك لتطلب من أحد حراسها معلومات كاملة عن ديفيد و عائلته و تحركاته
مر يومان و قد فكر ديفيد بطلب المال من عمله كسلفة سابقة للمرتب نام و هو يتأمل أن لا تسوء الأمور أكثر

....