الفصل الثالث عشر

688 50 0
                                    


وسلام على الحب يوم ولد و يوم يموت ويوم يقتل أصحابه !
                                                      "شيماء سعد"


دلف آسر مباشرة ليطمئن على أسيل وولاه مازن.
آسر بحب : عاملة إيه دلوقتي يا حبيبتي؟
أسيل ببكاء : عمل إيه فيا يا آسر؟
آسر مطمئنا : أنتي أغلى من إن واحد زي ده يعرف يأذيكي ، اطمني يا حبيبتي إحنا وصلنا بدري كفايا عشان نكون جنبك.
أسيل بدموع : أنا كنت خايفة أوي.
آسر بحزن : أنا آسف إني مكنتش جنبك.

انتبهت أسيل إلى مازن الذي لم ينطق ببنت شفة فقالت بأسى : كنت هضيع يا مازن.
مازن بغموض : إيه اللي نزلك من البيت يا أسيل؟
آسر بحدة : مازن !
أسيل متدخلة : استنى يا آسر ، قصدك إيه يا مازن؟
مازن بحدة : قصدي إني قلتلك متنزليش وتستني لما آجي ، إيه اللي يخليكي تنزلي وأنتي عارفة إن حتتكم شبه مقطوعة والحركة فيها قليلة واللي بيمر فيها في الغالب شباب ، إيه اللي خلاكي تنزلي وأنا مأكد عليكي متنزليش؟
أسيل بصدمة : قصدك إيه برضه؟!
يعني تقصد إن أنا كنت نازلة عشان حابة أتعاكس؟!
مازن بغضب : بلاش تخلف يا أسيل ، أنا قصدي لو كنتي سمعتي الكلام مكانش كل ده حصل ، مكانش هيقدر ياخدك من الڤيلا ولا يقدر يقربلك وأنا معاكي بس أنتي دماغك ناشفة ومبتسمعيش الكلام.
آسر بحدة : مازن انتبه لكلامك ومتنساش نفسك ، أنا مسمحلكش تتكلم مع أسيل كدة.
مازن بحدة مماثلة : كنت هتتبسط لو كان جرالها حاجة؟
أسيل بهدوء : أنا اللي غلطانة إني وافقت بكتب الكتاب من غير خطوبة أعرف شخصيتك فيها ، كويس إن المواقف اللي بيننا دي خلتني أفهمك وإحنا لسة عالبر.
مازن بعدم فهم : قصدك إيه يا أسيل؟
أسيل بتماسك : قصدي طلقني يا مازن.
آسر بصدمة : أسيل أنتي.....
أشارت إليه أن يصمت فرد مازن : أنتي اتهبلتي يا أسيل ، عايزاني أسيبك عشان متضايقة إني بغير وبخاف عليكي !
أسيل بألم : حذرتك من الغيرة بالشكل ده وقلتلك هتقلب بشك وانت مصدقتنيش وادينا وصلنا لبداية الشك ده من قبل حتى ما نجتمع ، أنا مقدرش أسلم نفسي لحد ممكن يشك فيا ولو للحظة.
مازن بصدمة : أسيل أنا كنت خايف عليكي !
أسيل بعصبية : انت نبرتك كانت شك يا مازن ، وأنا مش هسمح لحاجة تكسرني ومكنتش عايزة أحب عشان كده ؛ ثم انكسرت نبرتها مكملة : عشان متكسرش ، بس حبيتك وقلت أنت مش هتكسرني ، بس ساعات الحب مبيكونش كفاية عشان الحياة تستمر ، من فضلك طلقني يا مازن عشان أنا مش مستعدة أكمل معاك.
مازن بحدة : أنا هسيب آسر يروحك ترتاحي شوية عشان واضح إن اللي حصل أثر على دماغك.
أسيل ببرود : هستنى ورقتي.
مازن بغضب : أنا ماشي.

غادر مازن فسمحت لدموعها بالتحرر فضمها آسر قائلا بحزن : ليه كدة يا أسيل ، ليه كبرتي الموضوع كدة مكانش مستاهل.
أسيل ببكاء : مش هقدر أكمل معاه وهوا مبيثقش فيا يا آسر.
آسر معترضا : يا أسيل هوا....
أسيل بضعف : من فضلك يا آسر أنا محتاجة أرتاح دلوقتي.
آسر بهدوء : حاضر يا حبيبتي.

ثم اصطحبها للمنزل ولحسن الحظ لم يكن هناك أحد.

وفي غرفتهما.....
آسر بهدوء : نامي شوية يا حبيبتي ولما تصحي نتكلم.
أسيل باختناق : مش عايزة أتكلم في الموضوع ده تاني يا آسر ، لو بتحبني خليه يطلقني.
آسر بشفقة : يا أسيل هوا مقصدش....
أسيل بضعف : لو بتحبني يا آسر ، أنا مش هستحمل أعيش باقي عمري مع حد شك فيا ولو للحظة ، من فضلك يا آسر تنهي الموضوع ده.
آسر بحزن : طب نامي بس دلوقتي ولما تصحي نتفاهم.
أسيل بدموع مهددة بالسقوط : مش هتفاهم يا آسر ، أنا قلت اللي عندي.
آسر بحزن : طب عشان خاطري اهدي بس ، ارتاحي ومحدش هيقدر يجبرك على حاجة طول ما أنا جنبك.
أسيل بدموع : خليك جنبي.
قبل قمة رأسها : أنا جنبك يا حبيبتي محدش هيأذيكي ، أوعدك.
أسيل بضعف : اقرألي سورة يوسف يا آسر.
آسر بابتسامة حزينة : حاضر يا حبيبتي.

بدأ آسر بترتيل الآيات بصوت هادئ إلى أن غفت أسيل مستسلمة لسلطان نومها.

خرج من غرفته فواجه أباه ومريم الذان كانا بالخارج مع آسيا فقد أصر والدها أن تخرج معهما لطالما ليس في البيت سواها.

عاصم بهدوء : كنت فين يا آسر ، كلمتك كتير مردتش.
آسر بحزن : بابا معلش أنا مضطر أخرج دلوقتي ، أسيل نايمة جوا ياريت محدش يتكلم معاها ولو لزم الأمر تبقوا حواليها بس وأنا لما أرجع هشرحلكوا كل حاجة.
عاصم بقلق : حصل إيه يا ابني؟
آسر باختناق : لما أرجع يا بابا ، آسيا.... خليكي جنب أسيل.
آسيا بإيماءة : حاضر يا أبيه.
آسر بحزن : عن إذنكم.
غادر آسر وبقي عاصم يتساءل : يا ترى إيه اللي حصل؟
ربتت مريم على كتفه قائلة : استهدى بالله يا عاصم ، إن شاء الله خير ، آسيا حبيبتي خليكي جنب أختك وأنا هنزل أحضرلكم الغدا.
آسيا بتلقائية : حاضر يا ماما.
انفرجت أسارير مريم ثم احتضنت آسيا قائلة : يا قلب ماما.

ثم اتجه كلٌ لوجهته.....

وصل آسر لڤيلا الراوي وفتحت له شيرين.....

آسر بهدوء : إزيك يا شيرين؟
شيرين بابتسامة : بخير يا حبيبي ، اتفضل.
آسر بتنهيدة : اندهي لمازن يا شيرين ، قوليله إن أنا هنا.
شيرين بقلق : فيه إيه يا آسر ، شكلك مضايق ، وحتى مازن جاي معصب ودخل قفل على نفسه ومش طايق حد ، أنتوا اتخانقتوا في الشغل ولا حاجة؟
آسر بحزن : ياريت يا شيرين ، كانت هتبقى أهون.

بدأ القلق يدب في أوصالها فيا تُرى ماذا حدث...!

كان مازن متجها للمطبخ حتى يعد فنجانا من القهوة علها تريح رأسه الذي عصف به التفكير حين لمح آسر بصحبة شيرين....

مازن بقلق : أسيل عاملة إيه دلوقتي يا آسر؟
آسر ناظرًا لعينيه بعمق : أسيل مصرة على الطلاق يا مازن.
صرخت شيرين بخضة : يا لهوي ، طلاق !
جاء يزيد على كلمتها فتساءل : في إيه يا جماعة ، طلاق إيه اللي بتتكلموا عليه؟!

تجاهلهم مازن ورد على آسر : يا آسر هيا مكبرة الموضوع كده ليه ، أنا خفت عليها وكلامي كله كان بدافع خوفي.
آسر بحدة : أنت مقلتلهاش حتى حمد الله على سلامتك ، كل اللي كان هامك تعرفها إنها غلطت وإنه واجب تسمع كلامك وبس ، أسيل فاهمة إنك شكيت إنها نازلة عشان حابة كلام الشباب في الراحة والجاية ، يعني غيرتك قلبت بشك يا مازن.
مازن مقاطعا : مش حقيقي ، أنا غيرتي قلبت بخوف ، برعب ليحصلها حاجة ومقدرش أحميها.
آسر بعتاب : أسيل قالتلي مش هستنى لما غيرته تبقى شك يقسى عليا بيه ، ورافضة حتى تتفاهم في الموضوع ، أنا سبتها تهدى بس صدقني يا مازن لو فضلت على قرارها أنا مش هجبرها تسامحك ، أنا آه عايز الموضوع يتحل ومتمناش أختي تشيل لقب مطلقة وهيا لسة أصلا متجوزتش ، بس دموعها تخليني أعمل أي حاجة.
شيرين بحدة : ما تفهمونا إيه اللي حصل ، إيه اللي حصل لكل ده يا آسر؟
آسر ناظرا لمازن بلوم : اسألي أخوكي.
تحدثت بنبرة لينة قائلة : بس أنا بسأل جوزي _وتعمدت الضغط على حروف كلمة "جوزي" حتى ينتبه إلى أنه لا علاقة لهما بمشاكل أسيل ومازن أيا كانت ولكن هذا جاء بنتيجة عكسية _.
رد آسر بحزن : أنا آسف يا شيرين ، بس لو موضوعهم متحلش أنا مش هتجوز وأسيب أختي موجوعة.
شيرين بقلق : قصدك إيه؟ هتسيبني !
آسر بسرعة : لأ طبعا ، بس هضطر أأجل فرحنا.
يزيد بحدة : ما تتكلم يا مازن ، إيه اللي حصل؟

وضع مازن رأسه بين كفيه فتحدث آسر بدلا منه وقص عليهما ما حدث.

شيرين بحزن : ليه كده يا مازن ، أنا لولا عارفة أنت بتحبها قد إيه كنت قلت.....
يزيد بهدوء : أنت غلطان يا مازن ، وغلطان أوي كمان.

صرخ مازن فيهما : باااس خلاص ، عرفت إن أنا متنيل غلطان ، شوفولي حل بدل ما أنتوا قاعدين تدوني محاضرة في اللي فات.

يزيد بحكمة : برأيي سيبوها تهدى شوية ، يومين كده ونبدأ نضغط عليها ، كلمتين منك يا آسر على كلمتين من شيرين على اعتذار من مازن وأسيل قلبها أبيض وهتسامح.
مازن بقلق : يعني هفضل يومين مكلمهاش؟!
يزيد ضاحكًا : تستاهل.
شيرين بهدوء : المهم تعرف غلطك.
آسر مبتسمًا بتهكم : ويتعلم منه.
مازن بحزن : أنا آسف يا آسر ، والله كنت خايف عليها مش شاكك فيها ولا أي زفت من خيالاتها دي.
آسر بهدوء : وأنا لولا عارف ده كنت أنا اللي هخليك تطلقها غصب أصلا.
مازن باختناق : طيب عن إذنكم.
شيرين بقلق : رايح فين يا مازن؟
مازن بدموع مهددة بالسقوط : هشم هوا يا شيرين.
ثم غادرهم جميعا.....
آسر بهدوء : طيب أنا هستأذن بقى عشان أروح أطمن على أسيل.
يزيد بهدوء : اتفضل يا آسر.
استرق نظرة أخيرة لخضراوتيها الحزينتين ثم غادر هو الآخر.

احتواء "نحن بحاجة للاحتواء الأسري" {مكتملة}💙!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن