من أشد أنواع الفقدان أن تفقد ضحكتك الصافية، وجهك البشوش، تفاصيلك المبهجة، فرحتك من بعض الأشياء البسيطة، أشد أنواع الفقدان أن تفقد جزء من روحك !
"ياسمين رزق"
آسر ببكاء : كان ليه بس كل ده يا ماما ، ربنا يرحمك ويسامحك.
جاء عاصم بصحبة مريم حينما اتصل حاتم به يسأله عن آسر ومازن حيث أن هواتفهما خارج نطاق الخدمة ومن ثَمَّ أعلمه بما حدث.
عاصم بقلق : والدتك عاملة إيه يا آسر؟
آسر بدموع : ماتت يا بابا.
صمت عاصم وقالت مريم بحزن : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ربنا يرحمها ويغفرلها يا حبيبي.
لاحظ عاصم غياب آسيا فسأل : فين أختكوا يا أسيل ، أنتوا معرفتوهاش؟
قص آسر على والده حوار آسيا مع أمها وحالة الإغماء التي أصابتها فور أن علمت بموت والدتها.
عاصم بحزن : يااااااه ، آسيا شايلة جواها كل ده.
آسر بحزن : كانت بتتكلم وهيا موجوعة أوي ، طول عمرها كاتمة في نفسها ، أول مرة أشوفها بالحالة دي.
أسيل ببكاء : ربنا يسترها عليها وميبقاش موت وخراب ديار.
_يارب.
وفي الداخل كانت على سريرها حين أفاقت حيث وجدته أمامها.
يزيد بهدوء : حمد الله على سلامتك ، كده تقلقينا عليكي؟
لم تبدِ آسيا أي ردة فعل مما أقلق يزيد فحاول أن يحادثها ثانية : آسيا أنا عارف إن اللي حصل ده كان صعب عليكي بس عارف كمان إنك قوية وتقدري تكملي.
_......
يزيد بقلق : آسيا أنتي مبترديش عليا ليه؟
كانت تنظر للفراغ بكل استسلام تشعر وكأن روحها قد سُلبت منها عنوة ، وكيف لأحد أن يشعر بألم الاحتراق وهو يخشى ضوء الشموع !
يزيد بعصبية : آسيا بلاش تستسلمي ، عيطي... اصرخي بلاش تسكتي يا آسيا عشان خاطري.
_.....
=آسيااااا.
_......
انتابته حالة من اليأس فغادر الغرفة تاركا إياها في عالم آخر.
وفور رؤيته ليزيد هرع إليه متسائلا : آسيا عاملة إيه يا يزيد؟
يزيد بألم : آسيا اختارت تستسلم يا آسر.
عاصم بقلق : قصدك إيه يا يزيد؟
يزيد باختناق : جالها حالة خرس مؤقت هيا بس اللي تقدر تقرر امتى هتطلع منها.
ضربت أسيل صدرها بباطن كفها صارخة : يا لهوي.
مريم بدموع : يا حبيبتي يا بنتي.
مازن بحزن : مفيش حل ليها يا يزيد؟
يزيد بحزن : هحاول معاها بس الموضوع محتاج إنها تقاوم وهيا مش عايزة تقاوم.
آسر باختناق : ليه كده يا آسيا بس.
مر حوالي شهر وآسيا على حالتها ويزيد لا يكف عن محادثتها أملا في عودتها....
_سلام عليكم.
=......
_عاملة إيه النهاردة يا آسيا؟
حركت رأسها بمعنى "أنا بخير" .
آسر بحب : آسيا حبيبتي مش ناوية ترجعيلنا بقى؟
نظرت له بأعين دامعة ثم أغمضتها........
~السلام عليكم ، إزيك يا آسر؟
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أهلا يا يزيد اتفضل.
~عاملة إيه يا آسيا النهاردة؟
=.......
~مشغولة في إيه كدا وريني.
حاولت آسيا نزع الكراس الخاص بها من يده ولكن دون جدوى.
قرأ يزيد بصوت عالي.....
"سؤال بس....
لما كنت بصحى في نص الليل أصرخ وأنتوا مش سامعين حجتكوا إيه؟
لما كنت أنا برعى نفسي وأمسح دمعي وأنتوا مش حاسين بتقولوا إيه؟!
مش فاهمة إزاي دلوقتي بتقولوا إني ماشية من نفسي.
صدقوني محستش للحظة في عز وجعي إنكم ونسي.
ولا دمعتي اتمسحت بطبطبتكم وأنتوا بتقولولي انسي.
هوا أنتوا تعرفوا إيه عن حياتي عشان تيجوا تحاسبوني؟
كنتوا فين لما وقعت وقمت ! ملقتكوش يعني بتسندوني؟
كنتوا فين لما اتكسرت؟ مكنتوش ليه بتداووني؟
كنتوا فين لما اتخذلت؟ مشفتكوش بتسعدوني.
كنتوا فين لما اتوجعت؟ محستكوش بتحبوني.
كنتوا فين لما احتجت؟ مجربتوش تساعدوني.
كنتوا فين لما بكيت ليالي دمعي سال وأنتوا متعرفوش.
كنتوا فين لما الأهالي ساندوا ولادهم وأنتوا مسندتوش.
كنتوا فين وده سؤالي فياريت يعني تجاوبوا متهربوش.
#مجرد_سؤال.
#آسيا"
آسر بحزن : ليه كده يا آسيا ، هوا إحنا كنا وحشين أوي كده معاكي !
حركت آسيا رأسها يمينا ويسارا بمعنى" لا أعنيك"
رد يزيد : هيا متقصدناش إحنا يا آسر ، ثم نظر لآسيا : هيا تقصد طنط علا الله يرحمها ، مش كده يا آسيا؟
نظرت للجهة الأخرى بانكسار ولم تجب ، بدأ يزيد في محاولة استفذاذها كآخر أمل لجعلها تتحدث.
غمز يزيد لآسر ثم قال : آسر أنا شايف مفيش داعي لتأجيل فرحي أنا وآسيا.
نظرت آسيا له بصدمة فتابع بمكر : ولا أنت عندك مانع يا آسر؟
آسر بمراوغة : والله يا يزيد أنا كلمتها ومسمعتليش وقتها لكن أعتقد دلوقتي هيا تمام وأنا شخصيا معنديش مانع.
يزيد ببرود : يبقى نكتب الكتاب النهاردة الساعة ٩ إيه رأيك؟
آسر مرحبا : تمام.
آسيا بحدة : أنا موافقتش.
ابتسم يزيد بحب بينما احتضنها آسر قائلا : حمد الله على سلامتك ، وحشني صوتك يا آسيا.
انتبهت آسيا لفخهم فاغتاظت قائلة : يعني كنتوا بتهزروا عليا؟
آسر بضحك : فكرة يزيد ، أنا برئ يا بيه.
يزيد متصنعا الخوف : كده يا آسر بتسلمني ، شكرا يا صحوبية.
آسيا بغيظ : طب اتفضلوا اطلعوا بره.
يزيد بمراوغة : مش لما نتفق على معاد الفرح يا ست البنات؟
آسيا بغيظ : بره يا يزيد.
آسر ضاحكا : يا بنتي بطلي عناد.
يزيد بحزم : بصي يا آسيا أنا صبرت كتير المأذون هيجي الليلة وفستانك زمانه جاي في الطريق وكلمة كمان هكتب عليكي دلوقتي.
آسيا بصدمة : أن... أنت...!
يزيد مقاطعا : أنا مجنون وإن كان عاجبك ، هسيبك تجهزي نفسك يا.... يا عروستي.
آسر ضاحكا : تصدقوا بالله أنتوا الاتنين أعيل من بعض.
دلف مازن بصحبة أسيل وشيرين : مبروك يا آسيا.
آسيا بتبرم مصطنع : أخوك بيستهبل يا مازن.
يزيد بهمس : مش عيب الواحدة تقول على جوزها المستقبلي بيستهبل برضه.
آسيا بإحراج : أسيل فين آسر الصغير وحشني.
يزيد ضاحكا : توهي توهي ، مصيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة.
آسيا ببرود : ألفاظك بقت سوقية خالص يا دكتور.
يزيد بضحك : معلش.
.............
_ها يا بنات حلو كدا ولا ناقصني حاجة؟
أسيل بانبهار : ناقصك إيه هوا يطول.
شيرين بضحك : والله وصبرت ونلت يا واد يا يزيد.
آسيا بإحراج : طب يلا طرقوني ، يلا أنتوا لسة هتتنحوا.
.............
"بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير"
مريم بحب : مبروك يا حبيبتي.
آسيا بسعادة : الله يبارك فيكي يا ماما.
مازن بابتسامة : مبروك يا يزيد.
_الله يبارك فيك يا مازن.
آسر ضاحكا : يلا تستاهلوا بعض ، اتنين مجانين.
يزيد بغيظ : ملكش دعوة.
عاصم بهدوء : ربنا يسعدكوا يا ولاد.
يزيد باحترام : ربنا يباركلك يا عمي.
التفت للحسناء ذات العيون العسلية والبشرة ناصعة البياض فإذا بها تنظر للأرض خجلا.
اتجه إليه ثم أمسك بيديها مقبلا إياهما قائلا بكل حب : مبروك يا عروستي.
آسيا بإحراج : الله يبارك فيك.
التفت يزيد لعاصم قائلا : عن إذنك يا عمي هاخد آسيا مشوار.
أومأ بهدوء : متتأخروش يا يزيد.
يزيد بابتسامة : حاضر ، ثم مد لها يده : يلا؟
سلمته يدها ثم اتجهت معه إلى حيث قرر.
وبعد أن خرجا من باب المنزل....
تنحنح يزيد قائلا : ممكن تغطي عينيكي بالطرحة دي؟
_....... !
يزيد بهدوء : اسمعي الكلام بس.
غطى يزيد عينا آسيا ثم أمسك بيداها قائلا : واثقة فيا؟
آسيا بإيماءة : أكيد.
ابتسم يزيد ثم أخذ بيدها لمكان قريب واختفى.....
_يزيد.... يزيد رحت فين؟ يزيد أنا هفك الطرحة.... يزيد.
نزعت آسيا تلك الغمامة عن عينيها لتكون المفاجأة....!
أنت تقرأ
احتواء "نحن بحاجة للاحتواء الأسري" {مكتملة}💙!
Ficción Generalطفلةٌ بداخلها كمٌّ من البراءةِ هائل! تتداخل أمواج الحياة لتتخبط تلك البريئة بينها حتى تقذفها إحدى الموجات إلى بر الأمان. تعاني وتقاوم كل الضغوط التي تمر بها أملًا في مغادرة تلك الدوامة ولكن هل تستطيع مثلها أن تقاوم وحدها! في محاولة منه لإنقاذ ما تبق...