ويا ويل قلبي منك ، عشِقك وهو المُدعي بالكفر بالحب !
"دُنيا محمد"
استيقظت آسيا على بصيص من نور... بصيص من أمل سيزهر في قلبها من جديد.
ذهبت آسيا مع يزيد كالعادة وسارا في طريقهما....
وفي السيارة....
_ها يا آسيا ، هتخلصي امتى النهاردة؟
=حوالي عالساعة ٣ العصر.
_خلاص هعدي عليكي ونروح نتغدى برة ونتكلم براحتنا.
=بلاش يا يزيد ، أنا لما بتكلم بتعب وبعيط ، وأخاف ده يحصل في مكان عام.
_أولا مفيش حاجة اسمها بخاف ، شيلي الجملة دي من قاموسك ، ثانيا إحنا عايزين نواجه مش نهرب ، لما تلاقي نفسك قدام ناس كتير مش هترضي تعيطي ، جايز في الأول تتعبي عشان بتكتمي جواكي لكن بعد كده هتكتشفي إنك قدرتي متعيطيش فتلقائي هتحسي إن اللي بتعيطي عليه ده حاجة متستاهلش دموعك.
=طب معلش اديني فرصة.
_مش حابب أضغط عليكي ، بس مش أكتر من أسبوع في العيادة ، بعد كدا كلامنا هيبقى بره.
آسيا بتوجس : يزيد هوا في أمل؟
يزيد باطمئنان : طول ما قلوبنا بتدق يبقى أكيد في أمل يا آسيا ، اوعي تيأسي.
آسيا بامتنان : شكرا يا يزيد.
_على إيه أنا معملتش حاجة ، أنا مبسوط إنك بدأتي تواجهي نفسك ، صدقيني الموضوع مجرد وقت ، كله بيعدي.
ابتسمت له ثم قالت : طب هنزل أنا بقى عشان زمان الدكتور على وصول وأنا مش عايزة أدخل متأخر.
بادلها الابتسامة قائلا : هستناكي.
خرجت آسيا وظل يزيد ينظر لطيفها ، هل تحركت حقا ، ما باله يراها لازالت أمامه ، إنها في قلبه... في عيونه... بل إنها بين الجفون فحتى وإن تهرَّب سيراها إن أغمض.
_هتعملي فيا إيه يا آسيا ، قد إيه أنتي نقية وبريئة ، ربنا يقدرني وأسعدك.
.........................
_أنتي يا ولية يا كركوبة ، جرى إيه يا حيلتها ، ده تنضيف ده ، أنا جايب الليلة واحدة بنت ناس مينفعنيش الشغل ده ، يا تنضفي عدل يا قسما بالله أوريكي شغلك وأنتي عارفاني.
علا بضعف : حاضر.
ظلت تعمل وتنظف وهي غير قادرة على ذلك فبحكم سنها لا تتحمل هذا....
=آآآآه أنا اللي أستاهل رميت ولادي وسبت نفسي وفلوسي لكلب زي ده ، يارب أنا ندمانة سامحني يارب.
بعد أن تزوجت علا من رفعت بفترة ظهر رفعت على حقيقته ، استطاع بكل سهولة أن يسلبها مالها ، جعلها خادمته هو وفتيات الليل اللاتي يأتين بصحبته كل ليلة أمام عينيها ، هذا بعدما أمرها أن تتشاجر مع آسر بحجة أنه لا يود أن يشاركه أحد فيها فمنعت آسر وأختيه أن يأتيا ولو لزيارة منذ سنوات.
.............................
=دكتور يزيد ، آنسة آسيا برة.
_خليها تتفضل واعمليلي قهوتي وكوباية ليمون.
=حاضر يا دكتور.
_في معادك مظبوط.
~لا ده أنت متعرفنيش كله إلا المواعيد.
_هههههههه ماشي يا ستي منكم نتعلم ، ها تحبي نبدأ؟
~ نبدأ.
_احكيلي عن صحابك في ثانوي ، دي كانت فترة مراهقة ، محستيش فيها بانجذاب لأي حد؟
~معتقدش ، أنا مكانش ليا صحاب بنات والولاد مكانوش يقدروا يكلموني بس.....
قاطعها بفضول : بس إيه؟
~طارق.
_مين طارق؟
~هههههههه طارق ده يا سيدي كان زميلي في ثانوي وكان معجب بيا على حسب ما فهمت بس هوا مكانش بيكلمني ، جه مرة كنت غبت فيها من الدرس ولقيته بينده عليا قال إيه ملخصلي الحصة اللي فاتت عشان صعبة عليا.
يزيد بغيرة : وعملتي إيه؟
~ولا أي حاجة ، واجهته وقولتله أنت أكيد مبتعملش كدا لكل بنت بتغيب قالي أصل أنتي... قلتله بس ، قلتله متحبنيش عشان أنا متحبش واهتم بمستقبلك وسيبك من شغل المراهقين ده وشكرا على اهتمامك اللي أتمنى ميتكررش وبالنسبة للدرس فأنا فهمته من عالنت.
_يا جبارة ، دي ردت في صدره قتلته.
~أنا كنت ملاحظة نظراته ليا وأنا مينفعش حد يحبني ، صدقني مقصدتش أستقل بمشاعره بالعكس أنا كنت مقدرة ده جدا بس مكانش ينفع أقوله ببساطة ابعد عني عشان أنا منفعش كان أبسط شئ هيقولي بحبك ومستعد أضحي وأنا مش عايزة ده.
يزيد فجأة : آسيا طنط مريم بالنسبالك إيه؟
آسيا بابتسامة : ماما مريم ، هتصدقني لو قلتلك بحسها هيا اللي أمي ، بابا كان ليه حق ميستغناش عنها عشان هيا حقيقي حد ميتعوضش.
_كويس إنك مش كارهاها.
~يزيد أنا موقفة مشاعري ، ولا عايزة أكره ولا عايزة أحب ولا عايزة حد يحس ناحيتي بحاجة ، يزيد أنا عايزة أعيش من غير خوف وبس ، مش عايزة حاجة تانية صدقني.
_آسيا عشان خاطري متعيطيش ، إحنا اتفقنا.
مسحت دموعها قائلة : سوري ، معلش غصب عني.
_أنا شايف كفاية كده النهاردة ، أنتي مودك كده اتقلب ، نكمل بكرة؟
~أوك.
_تمام يلا بينا.
مرت الأيام ولا زال يزيد يحاول جاهدا أن تعود آسيا للعالم الذي تهرب منه.
استطاع يزيد أن يهدئ من روع آسيا نحو العالم الخارجي لكنها لم تطِب نهائيا.
جلس مع آسر يوضح له ما آلت إليه حالتها فكان رده : هايل يا يزيد ، كده نقدر نفاتحها في موضوع جوازكم.
_لا يا آسر بلاش دلوقتي ، آسيا لسة مخفتش بشكل نهائي ، استنى عليها شوية.
=وأستنى ليه؟ أنا شايف دلوقتي مناسب جدًا ، ثم إن معلش يا يزيد أنا فاهم إنك بتعالجها ، الناس مش فاهمة.
_أنا آسف يا آسر أنا....
=متتأسفش ، أنا عارف إنك بتحب آسيا ومش هتبقى عايز حد يقول عليها كلمة وعشان كدا بقولك لازم ناخد خطوة.
_اللي تشوفه يا آسر ، أنا بس خايف عليها.
=اللي فيه الخير يقدمه ربنا.
جلست آسيا تشاهد التلفاز حين باغتها آسر : آسيا متقدملك عريس.
آسيا بمزاح : طب ليه السيرة اللي تعكنن عالواحد دي ، ما أنا قاعدة رايقة وبتفرج ومبسوطة ليه كده؟
آسر بجدية : آسيا هتفضلي لحد امتى ترفضي العرسان؟
آسيا بابتسامة : يا حبيبي أنت ليه محسسني إني عنست ، أنا لسة بدرس يا آسر.
_يا آسيا ده آخر ترم ، إيه اللي فاضل بقى؟
=فاضل كياني وكريري ، شغلي اللي هثبت نفسي فيه.
_كل ده عادي وأنتي متجوزة ، مش هيمنعك الجواز عنه.
آسيا بعصبية : وأضمن منين إنه ميطلعش متحكم؟
_يا آسيا ما شيرين وأسيل قدامك أهم ، متجوزين وبيشتغلوا وعايشين حياتهم.
آسيا بانكسار : وهدى صاحبتي اللي كانت الأولى عالدفعة وبتشتغل جنب دراستها وأثبتت نفسها بالفعل وفي الآخر كل حاجة اتدمرت عشان الجواز وبقت ست بيت وطلع واحد ميستاهلش ضفرها ؛ وبعصبية : أضمن منين إني هبقى نسخة من أسيل مش نسخة من هدى؟
_تضمني لما تختاري صح ، أنتي مش هتوافقي على أي واحد والسلام.
=مش موافقة برضه يا آسر.
_حتى لو عرفتي إن العريس المرادي يبقى يزيد؟
=يزيد !
_آه يزيد ، طلبك مني وقالي إنه بيحبك وعايز يتجوزك.
=.....
_آسيا ادي نفسك فرصة جايز....
وبكل ثبات : قوله رفضت.
_آسيا....!
=من فضلك يا آسر أنا مصدعة وداخلة أنام عشان عندي كلية الصبح ، عن إذنك.
_آسيا بلاش تهربي زي كل مرة ، آسيا.....
ركضت نحو غرفتها ثم أغلقت الباب جيدا واستسلمت لدموعها وهي تتمتم : أنا منفعكش يا يزيد ، أنا متدمرة ، مش هبقى أنانية معاك أنت بالذات حتى لو بحبك ، أنت يادوب شفقان عليا وأنا مش هقبل بشفقة أبدا ، مش هقبل لأ.
~قلتلك بلاش يا آسر ، أنا خايف تتعب دلوقتي.
_أنا حسيت إنها حاباك بس خايفة تعترف.
~ربنا يستر ، أما نشوف هتعمل إيه بكرة.
_هيستر بإذن الله.
أنت تقرأ
احتواء "نحن بحاجة للاحتواء الأسري" {مكتملة}💙!
General Fictionطفلةٌ بداخلها كمٌّ من البراءةِ هائل! تتداخل أمواج الحياة لتتخبط تلك البريئة بينها حتى تقذفها إحدى الموجات إلى بر الأمان. تعاني وتقاوم كل الضغوط التي تمر بها أملًا في مغادرة تلك الدوامة ولكن هل تستطيع مثلها أن تقاوم وحدها! في محاولة منه لإنقاذ ما تبق...