خريف هجرك أذبل الأوراق فمتى تمطر لينبت الزهر في قلبي من جديد !
"كريمة محمد"
مر أسبوعان على أبطالنا يتقطع فيه مازن شوقا إلى من أسرت قلبه وتصر فيه أسيل على الانفصال رغم محاولات آسر وشيرين المستميتة في إثنائها عن رأيها.
أصرت أسيل أن تعود لعملها ولكن بجانب آسر كما كانت سابقا كما طلبت منه أن يمنع مازن عنها فلم يجد بُدا إلا الرضوخ لرغبتها.
كتير بنعشق ولا بنطول وكتير بنعشق ولا بنقول.
ومفيش حكاية بتستمر زي ما بدأت ليه علطول.
القلب اللي بيجرحنا في حاجة أكيد جارحاه.
وجراحنا......
_مازن....!
=كويس إنك لسة فاكرة اسمي.
استعادت رباطة جأشها لترد بحزم : قفلت الكاسيت ليه يا بشمهندس؟
مازن بهدوء : عشان بيقول كلام مش حقيقي وأنا مبحبش الكذب.
أسيل بسخرية : إيه اللي مش حقيقي بقى؟
مازن بانكسار : القلب اللي بيجرحنا مفيش حاجة جرحاه بس هوا متخلف والحاجة الوحيدة اللي ممكن تجرحه هيا بعدنا عنه ، إحنا بقى المفروض نعاتبه ونعلمه غلطه بس من غير ما نبعد يا أسيل.
أسيل بدموع مكتومة : مازن من فضلك اطلع بره.
اقترب خطوة ليردد : عيطي يا أسيل ، متكتميش خنقتك ، اضربيني ، طلعي كل زهقك فيا.....
لم تحتمل أكثر فانهارت باكية وهي تضرب صدره بقبضتيها : ليه يا مازن تبعد عني وأنا محتاجالك ، أنا كنت تعبانة أوي ، أنت ليه مكنتش معايا ، ليه مطبطبتش عليا ، رد عليا لييييييه !
ضمها بقلة حيلة ليقول : عشان أنا غبي ، أنا آسف يا أسيل ، آسف على كل دمعة نزلت من عينيكي وأنا ممسحتهاش ، أوعدك إني هعوضك.
أسيل بنبرة متألمة : أنا كنت محتاجالك أوي ، وحشتني يا مازن.
ابتسم بهدوء ليقول : كنت عارف إني مش ههون عليكي أكتر من كدة.
أسيل بحزن : مهنتش عليا ولا لحظة ، أنا اكتشفت إني كنت بعاقب نفسي مش بعاقبك أنت ، أنا بحبك أوي يا مازن.
مازن بحب : وأنا بعشقك يا قلب مازن.
- أسيل فاضلِّك.....مازن !
مازن بابتسامة : أنا غلطان إني سمعت كلامكم وسبتها تهدى كان لازم أدق عالحديد وهوا سخن.
آسر بسعادة : يعني اتصالحتوا؟
أسيل بحب : اتصالحنا.
آسر بفرحة : ده أحلى خبر سمعته النهاردة ، طب بالمناسبة الحلوة دي أنا عازمكم عالغدا.
مازن معترضا : الغدا ده ليك أنت ومراتك يا بشمهندس ، سيبك مننا.
آسر غامزا : الله يسهله يا عم ، أروح أنا بقى للغلبانة دي ، وآه صحيح شوفوا معاد للفرح أنا عايز أتجوز بدل ما أفضحكوا أنا قولت أهه.
مازن قاذفا إياه بالقلم : غور يالا...
التفت لها بحب : تسمحيلي آخدك النهاردة كله؟
أسيل بابتسامة هادئة : موافقة.
اتفق الشباب على إقامة حفل الزفاف بعد أسبوع وقد كان....
هبطت أسيل بفستانها الأبيض إلى جانب شقيقها الذي بدا أكثر وسامة في حُلَّتِهِ السوداء ليسلمها إلى مازن والذي بدوره اصطحب شيرين ليقدمها له أيضا....
اتخذت جانبا تنظر إليهم وتتسائل هل سيدوم الحب بينهم أم ستعكر مواقف الحياة صفوه حتى أتاها صوت أحدهم : عقبالك يا آسيا.
التفتت لصوته ثم قالت بابتسامة هادئه : ميرسي يا يزيد ، عقبالك أنت كمان.
يزيد مازحا : عقبالي إيه بس بالكلية الزفت اللي أنا اتدبست فيها سبع سنين دي ، اوعي تدخلي طب يا آسيا.
ابتسمت آسيا على طريقته وقد أذابته تلك الابتسامة حتى سمعها تقول : لا أنا ناوية بإذن الله أدخل هندسة وأشتغل مع إخواتي.
أفاق من شروده على كلماتها فابتسم مجاملا : ربنا يوفقك ، عن إذنك هروح لأصحابي.
- أكيد اتفضل.
_مالك يا يزيد ، فوق لنفسك كده ، آسيا هتعيش معاك في بيت واحد ولازم تعتبرها أختك ، متنساش نفسك.
بس... بس هيا جميلة أوي.
جرى ايه يا يزيد أنت أول مرة تشوفها ! وبعدين أنت لسة بتدرس وهيا كذلك ، فوق لنفسك ومتفكرش تتعدى حدودك.
هكذا انتهى الصراع القائم بين عقل يزيد وقلبه ولكن أيظل العقل غالبا !
مرت ثلاثة أعوام بحلوها ومرها ، ثلاثة أعوام لم تخلُ من غيرة مازن وغيظ أسيل ، من حب آسر وعشق شيرين ، من مرح يزيد و...... وحطام آسيا !
التحقت آسيا بكلية الهندسة وبدأت دراستها فيها ، واستمر يزيد في مراقبتها عن بعد لا يستطيع أن يحدد سبب تلك المشاعر التي تجتاحه حين يرى طيفها ، رُزق مازن وأسيل بآسر الصغير بينما رزق آسر وشيرين ببحر وسماها آسر بحر نتيجة لموج عينيها الذي غرق فيه منذ مولدها فلقد ورثت منه نفس العيون الزرقاء التي تجمع بين ريح السماء وموج البحور.
قرر يزيد الاقتراب من آسيا ولكن دون أن يخون ثقة آسر فهو يعتبر آسر بمثابة أخيه الأكبر ، كما أن يزيد ليس بالشخص الذي يخون فجلس بصحبته.....
يزيد بهدوء : آسر أنت عارف إني بعتبرك أكتر من أخويا صح ولا لأ؟
آسر بابتسامة : طبعا يا يزيد.
يزيد متشجعا : بصراحة كده ومن غير لف ودوران أنا عايز أتجوز آسيا.
اختفت الابتسامة من على وجه آسر وحلت محلها خيبة الأمل ليرد بحزن : أنت عارف يا يزيد إني بعتبرك فعلا أخويا وعشان كده مرضالكش تتجوز آسيا ، أنت عارف إن آسيا رفضت حوالي عشر عرسان لحد دلوقتي من غير حتى ما تشوفهم ده غير اللي بيروحوا يكلموها هيا في الجامعة؟
عارف إنها متدمرة بسبب اللي حصل بين ماما وبابا زمان ، عارف إنها مش عارفة تثق في حد ، أنا حتى حاولت أقنعها تروح لدكتور نفسي بس هيا رفضت وقالتلي أنا مش مجنونة ، وطلبت مني متدخلش في موضوع جوازها ده لأنها مش ناوية تتجوز.
يزيد بهدوء : وعشان كده جيت كلمتك.
_...!
يزيد مفسرا : بص يا آسر إحنا نعتبر اللي إحنا بنتكلم فيه ده خطوبة ، أنا هحاول أقرب من آسيا لحد ما تثق فيا وهبدأ علاجها خطوة بخطوة عشان ترجع تثق في الناس تاني ، وبصفتي طبيب نفسي فهبقى عارف أنا بلعب على ايه ، ووعد مني كل مكان هنبقى فيه سوا هتبقى شايفنا من على بُعد ، قلت إيه؟
آسر بأمل : يعني هتعرف تساعدها ترجع تاني؟
يزيد بمرح : أنت شاكك في قدراتي كطبيب نفسي ولا إيه؟
آسر بابتسامة حزينة : نفسي فعلا ترجع يا يزيد.
يزيد مخففا : هترجع يا آسر ، بإذن الله هترجع ، أنا من خلال كلامك أقدر أقولك إنها بتتمرد مش أكتر ، ومهياش بالقوة اللي راسماها بالعكس دي هشّة جدا ، وأنا عارف هتعامل معاها إزاي؟
_إزاي؟
=ثق فيا بقى.
_وأنا واثق فيك وموافق عاللي طلبته.
=وأنا أوعدك مش هخذلك.
بدأ يزيد في تنفيذ مخططه وكأن القدر كان حليفه.....
أنت تقرأ
احتواء "نحن بحاجة للاحتواء الأسري" {مكتملة}💙!
General Fictionطفلةٌ بداخلها كمٌّ من البراءةِ هائل! تتداخل أمواج الحياة لتتخبط تلك البريئة بينها حتى تقذفها إحدى الموجات إلى بر الأمان. تعاني وتقاوم كل الضغوط التي تمر بها أملًا في مغادرة تلك الدوامة ولكن هل تستطيع مثلها أن تقاوم وحدها! في محاولة منه لإنقاذ ما تبق...