이 2

705 53 115
                                    

لم تتم مراجعة الفصل إملائيًا؛ أعتذر
عن أية أخطاء.

-•-•-•-•-•-•-•-

منبه سوبين كان أول صوت سمعه حين فتح
إحدى عينيه. في الواقع، لقد كان هو سبب فتحه
لها بحاجبَين معقودين مستنكراً هذا الإزعاج منذ
الصباح.

فتش بيده أرجاء المكان من حوله إلى أن قرر
أخيرًا تشغيل عقله وتتبع مكان الصوت ليستقر
أمره على جيب بنطاله الملقى بعشوائية على
الأرض إلى جانب السرير الذي ينام عليه.

حينها رأى أنه لم يكن أول منبه بل الرابع عشر
أي أنه مرت ساعتان على الموعد الذي كان
يفترض أن يستيقظ به ليلقي الهاتف من جديد
على السرير بإرهاق.

هو حتى لو كان استيقظ في موعده لم يكن
اتزانه المختل من شراب ليلة أمس ليسمح له
بالذهاب للجامعة اليوم.

أخيرًا اعتادت عينه على الضوء المنبعث من
الشرفة المجاورة لحيث يستلقي هو لتنفتح كلتا
عينيه بشكل طبيعي وتبدأ رحلة تأمله للمكان
الذي لا يذكر تمامًا تفاصيل وصوله إليه.

لكن سرعان ما أعاد إغماض إحدى عينَيه فور
مهاجمة رأسه من قبل صداع عنيف إثر كمية ما
شربه ليلة أمس ليقبض بيُسرَى يديه على جانب
رأسه.

"آه، ما كان عليّ تناول كل ذلك."

ترك هذا الأمر والتفت ليكمل جولة عينيه في
الأرجاء، ذلك حين لمح ورقة مطوية فوق خزانة
الأدراج المتموضعة على أحد جانبَيّ السرير.

التقطها في شيء من الفضول لرؤية محتواها
والذي جعله يضيّق من نطاق بصره لوقاحة
أسلوب كتابتها.

'اجمع أغراضك وارحل فور استيقاظك.
ملحوظة: لا تلمس أغراضي. إن سرقتَ شيئًا من
شقتي سأتمكن من الوصول إليك لكني لا أضمن
لك أنك ستكون بأفضل حالاتك حينها.'

مع ذلك لم تتمكن ابتسامة سوبين الجانبية من
إنكار استلطافه أسلوب الكتابة رغم إقراره بكونه
وقح.

لكن تلك الابتسامة تلاشت سريعًا حين طرقت
عقله فكرة أنه لازال لا يعلم هويّة كاتب هذه
الملاحظة!

الذكريات المشوشة لديه من ليلة أمس تخبره
بأنه كان دانييل لكنه في نفس الوقت لم يكن
هو.

رغم ثمالته وضبابية تفاصيل أحداث ليلة أمس
في ذاكرته إلا أنه يتذكر أن مَن رآه كان بعيدًا كل
البعد عن دانييل، شخصية صديقه في الشرق ومَن
التقى به بالأمس في الغرب.

لكن الشبه الذي جمع بينهما لم يكن طبيعيًّا أو
أمرًا عابرًا، هما لم يتشابها في ملمَح أو اثنين،
الفتى كان نسخ لصق عن صديقه لكنه لازال
يجزم بأنه كان شبيهًا وليس دانييل نفسه.

سَدِيم | يُـ بِـحيث تعيش القصص. اكتشف الآن