오 5

584 47 94
                                    

+×+

[يونجون]

منذ تلك الليلة ولستة أيام بعدها ، أصبح ضمن
روتيني الليليّ وجود ذلك السوبين على باب
شقتي.

أية أكلة من الشرق مع أي مشروب من الغرب
سيحضرهما ويقنعني بأنهما جيدان معًا.

وجبة صغيرة يكفيها عشر دقائق على الأكثر ليتم
الانتهاء من تناولها ، لكن عمليًّا نحن نبقى ساعتَين
حتى ننتهي منه.

وإن كان ذلك بسبب شيء فهو أننا لا نأكل من
الأصل ، الأمر يبدأ عادة من تذمري لوجوده ومن
ثم أحاديث غير متوقفة منه وردي عليها وحين لا
أجد ردًّا لديّ؟ ألتجئ لتناول شيء مما يوجد أمامي
من طعام قبل عودته للحديث من جديد.

وعلى هذه الوتيرة يكون الحال.

نظريًا نحن نتقاسم الطعام معًا لكن عمليًّا ، أنا
أنهي ثلاثة أرباع الكمية بمفردي بينما هو يبقى
يراقبني وحسب.

كم أود ثقب عينَيه هاتين ؛ لأنني لستُ غافلًا
عن هروب عينَيّ منهما كلما اقتربتا من عيني.

ولم أنسَ عزمي منذ سنوات على عدم تناول أية
وجبات ليلية حتى لو كنتُ أموت جوعًا راغبًا
في الحفاظ على وزني لأجل معاييرهم الغبية
في ذلك الملهى.

أين يظنون أنفسهم هؤلاء؟ شركة
لإنتاج المغنيين؟

الآن قد يصبح وزني مائة طن بسبب تلك الوجبات
التي يحضرها سوبين ، ولكن مَن ألوم هنا؟ لا أحد
سوى نفسي ؛ فأنا لم أعد أمانع البتة أي شيء
يطلبه مني.

حتى تلك الكلمات التي كنتُ أرفض بها في البداية
لم أعد أقولها مؤخرًا.

ألومني لأنها ليست قصة الطعام وحسب..

بطبيعتي ، لستُ شخصًا يهتم للغاية بإجراءات
السلامة على الطريق ولا أعلم معنى القيادة بسرعة
منخفضة ، لكني لستُ غافلًا كذلك عن زيادة معدل
سرعة دراجتي أكثر من المعتاد لديّ بعدة درجات
راغبًا في طيّ الطريق للعودة لشقتي من العمل.

أعود كي أراه وهو ينتظرني.

بوضوح أرى تلك التغييرات الصغيرة التي
تحدث بي بسببه وأعي ما تعنيه تمامًا.

طوال السنوات الأخيرة لم تكن أبدًا تنهض بداخلي
رغبة للبقاء مع أحد ، أصدقاء كانوا أو أحباء.

كنتُ متعايشًا تمامًا مع وحدتي بل لم أكن
أشعر بكونها وحدة من الأصل.

لم يُثار بداخلي أي نوع من الغيرة وأنا أرى هذه
الثنائيات تمضي أمامي بأيديهم المتشابكة أو حتى
مجموعات الأصدقاء الثلاثية أو الرباعية الذين
يمشون وهم يتخبط بعضهم ببعض لانغماسهم
بحرارة الحديث كالذين أمامي الآن.

سَدِيم | يُـ بِـحيث تعيش القصص. اكتشف الآن